▪ مقالة/ الجزء الثالث والأخیر
الخاتمية والمرجعية العلمية لأهل البيت(ع)
نقد آراء د.سروش
▪ آیةالله الشيخ جعفر سبحاني/ ترجمة: السيد حسن مطر
▪الانتباه: الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي «الآفاق» بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
المحور الثالث: دور الأئمة: في حفظ الشريعة وصيانتها
يذهب الدكتور سروش إلى أنه لا دور للأئمة في ذلك؛ لأنّ الشيعة لا يمتلكون شيئاً زائداً عمّا عند الآخرين، فالكلّ في الهواء سواء! بل إنّ ما عند الآخرين في العلوم والعرفان أكثر من الذي نراه عند الشيعة. وقال في ذلك: «يجرنا الكلام إلى تساؤل عن سمة وصفة حماة علم النبي والمستحفظين على الشريعة، وهو ما أعطيتموه لأئمة الشيعة، واعتبرتم الإمامة لذلك واجبة، واعتبرتم الإمام الغائب هو المستحفظ المعاصر. وعليه لابد أن تبينوا لنا ما هو الشيء الذي احتفظ به هؤلاء الحفظة، وخصّوا به الشيعة، من أمور يفتقر إليها سائر المسلمين؟».
وها هنا نستعرض ادعاء الكاتب باختصار ضمن محورين:
1ـ صيانة الأئمة الأحد عشر للشريعة.
2ـ صيانة الإمام المهدي لها في عصر الغيبة.
في ما يتعلق بالمحور الأول نقول: إنّ جميع المسلمين حول العالم، والبالغ عددهم حالياً ملياراً وأربعمائة مليون مسلم، يفخرون بأمرين، كانت صيانتهما على عاتق الأئمة المعصومين:، وهما:
1ـ القرآن الكريم الذي نزل من عند الله بقراءة واحدة، ولكنه صار يُقرأ؛ بسبب تشتُّت الصحابة، واختلاف لهجات العرب، بسبع قراءات أو عشرة. ونحن نعلم بالضرورة أن القراءة التي نزلت على رسول الله(ص) واحدة. وعليه لا تصح إلا قراءة واحدة من بين هذه القراءات. وإن سائر القراءات لا ربط لها بالوحي الإلهي من قريب أو بعيد. وقد قال الإمام مـحـمد الباقر(ع):«إنّ القرآن واحد، نزل من عند واحد، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة». وإنّ هذه القراءة الصحيحة والرسمية للقرآن هي تلك التي رواها حفص، عن عاصم، عن عبد الرحمن السّلمي، وهي قراءة الإمام علي بن أبي طالب(ع).
2ـ سنة النبي الأكرم(ص)، من قوله وفعله وتقريره. وقد انتقلت إلى المسلمين من خلال كتاب علي، وأحاديثه، وروايات الأئمة عن النبي، وحفظتُ بهذه الطريقة؛ وذلك لأن جهاز الدولة بعد رحيل رسول الله(ص) حرّم رواية الحديث، ومنع كتابته، وعمّم قراراً وسنّ قانوناً بعدم نقل غير القرآن الكريم، إلا في موارد خاصّة. وقد استمر هذا المنع لقرن كامل من الزمن، وهي مدّة طويلة، ولسنا في وارد الخوض في أسبابها.
فإذا لم يكتب الحديث لمدة مئة سنة، وتمّ مع ذلك تعطيل تعليم وتداول الحديث، يكون مصير هذا الحديث معلوماً. وفي هذا الخضم زاد جماعة من اليهود والنصارى المتظاهرين بالإسلام، من قبيل: كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وتميم الداري (قاصّ المدينة)، وعبد الله بن سلام، وغيرهم، الكثير من الروايات الإسرائيلية والنصرانية ضمن الأحاديث الإسلامية، ولا زال التراث الإسلامي والمسلمون أنفسهم يعانون من ويلاتها.
ومن ذلك: أسطورة الغرانيق، التي شكَّلت أساساً لكتاب«الآيات الشيطانية»، للمرتد الهندي سلمان رشدي. وكذلك الروايات التي تثبت التجسيم والتشبيه والجبر، التي امتلأت بها كتب الصحاح. وقد أشرنا إلى جانب منها في كتابنا «الحديث النبوي بين الرواية والدراية»، إلا أن هذه المقالة لا تسع للتعرُّض لها، وإشباعها بالبحث والتنقيب.
إلا أنّ الشيعة، وتبعاً لإمامهم علي بن أبي طالب(ع)، لم يعيروا اهتماماً لهذا النهي، ولم يأخذوا منع تداول الحديث على محمل الجد. فمنذ اليوم الذي رحل فيه رسول الله(ص) وحتى عصر الغيبة كان اهتمام الأئمة: بنشر الأحاديث والتعاليم الدينية، فكان لهم بذلك الفضل الكبير على الإسلام والمسلمين، حيث لعبوا في ذلك دوراً بارزاً في حماية وصيانة سنّة النبي من الاندثار. وليس هناك مَنْ ينكر عليهم ذلك. ولا يمكننا أن ندرك ذلك الدور الذي لعبه الأئمة المعصومون في الدفاع عن السنة النبوية إلا عندما نقف على الكمّ الهائل من الأحاديث التي تمّ وضعها في عصر بني أمية.
▪المرسوم الحكومي الداعي إلى وضع الحديث
لقد عمد معاوية بن أبي سفيان، من خلال إصدار مرسومين، إلى تشجيع المحدِّثين على وضع الحديث في فضائل عثمان، ومن ثم أمر في مرسومه الثاني بتوسيع رقعة وضع الأحاديث، لتشمل فضائل أبي بكر وعمر.
فجاء في مرسومه الأول:«انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبّيه وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقرّبوهم، وأكرموهم، واكتبوا لي بكلّ ما يروي كلّ رجل منهم، واسمه، واسم أبيه، وعشيرته».
وهكذا كان، وأخذت الروايات تروى عن النبي الأكرم(ص) في فضل عثمان، وترسل إلى البلاط الأموي، لتغدو وثيقة يتم الحفاظ عليها في أرشيف البلاط. وحيث كان معاوية يجزل العطاء لمن يروي رواية ولو واحدة في فضل عثمان، فكان يعطي الكثير من الصلات والكساء والحباء والقطائع، ويفيضه، في العرب منهم والموالي، انتشرت عملية وضع الروايات في جميع البلاد الإسلامية، وأخذ المتهالكون على حطام الدنيا يتنافسون فيما بينهم لنيل الحظوة عند معاوية، فكثرت الروايات المروية عن النبي في فضل عثمان، وزادت على فضائل غيره، فخشي معاوية الفضيحة وانكشاف أمره ـ وفي ذلك نقض لغرضه ـ فأردف مرسومه الملكي الأول بمرسوم آخر جاء فيه:«إنّ الحديث في عثمان قد كثر، وفشا في كلّ مصر وفي كلّ وجهٍ وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحدٌ من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقضٍ له في الصحابة؛ فإنّ هذا أحبّ إليّ، وأقرّ لعيني، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته، وأشدّ عليهم من مناقب عثمان وفضله».
ومن خلال الالتفات إلى هذا النوع من الروايات، التي تعمل على تحريف الحقائق، يمكننا أن ندرك حجم الخدمة التي قام بها الأئمة المعصومون: في الدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل، والعمل على صيانته وحمايته.
لقد أشرنا حتى الآن ـ بشكل مختصر للغاية ـ إلى الجهود الثقافية لأئمة الشيعة. وأما في المجالات الأخرى فقد مثلَّت خلافة الإمام علي(ع) صورة أخرى لأيام الرسالة النبوية، وتمكَّن إلى حدِّ ما من إنقاذ المجتمع الإسلامي من السقوط في الإفراط والتفريط. ولكن الأمويين عمدوا بعد استشهاده إلى تشويه وجه الإسلام الناصع. وقد وصل الأمر بيزيد بن معاوية؛ بوصفه خليفة النبي الأكرم(ص)، إلى إنكار الوحي، وكان شعاره:«لا خبر جاء، ولا وحي نزل». ومع ذلك لم ينبس أحدٌ ببنت شفة. واستولى سكوت مطبق على المجتمع. وخيّم صمت أقرب ما يكون إلى صمت الموتى. الأمر الذي اضطر معه الإمام الحسين(ع) إلى التضحية بنفسه وأهل بيته من أجل صعق الأمة الإسلامية وإعادة الحياة في جسدها. وهذا ما تحقق بالفعل، فسرعان ما أخذت الثورات تنطلق بشررها لتدك عروش الظالمين.
ثمّ أخذ كلّ واحد من الأئمة المعصومين:بمحاربة الإفراط في عصره، ومواجهة الانحرافات وعدم فهم الدين بشكله الصحيح. وكانوا بذلك يدافعون عن الإسلام الحنيف، والقرآن الكريم، والسنة النبوية. ومن هنا كانوا يتعرضون للسجن والنفي، وحتى القتل والشهادة.
يشهد التاريخ بأنّ الأئمة المعصومين:كانوا يغتنمون كل فرصة لنشر الشريعة الإسلامية الصحيحة والدفاع عنها، باذلين في ذلك قصارى جهودهم. قال الحسن بن علي الوشاء: شهدت في مسجد الكوفة تسعمائة محدّث، كلهم يقول:«حدثني جعفر بن محمد». كما أن أبا حنيفة، رغم ما يحمله من المباني غير الصحيحة، يعترف ويذعن بفضل وعلم الإمام الصادق(ع)، واشتهرت عنه عبارة:«لولا السنتان لهلك النعمان»، في إشارة منه إلى السنتين اللتين درس فيهما على يد الإمام جعفر الصادق(ع).
وللأسف الشديد لا يسع المجال في هذه المقالة إلى استعراض جميع خـدمـات الأئمة: للدين والشريعة. ولكننا نرجع القارئ الكريم إلى كتاب العلامة السيد مرتضى العسكري(ع) في هذا المجال؛ ليتضح له مقدار الخدمة التي قدَّمها الأئمة للدين الإسلامي الحنيف، ودفاعهم عن حياض الشريعة المقدسة.
إنّ عقائد الشيعة مفعمة بتنزيه الله عن التجسيم، ووصفه بالعدل. وبعكس ذلك نجد عقائد الطرف المقابل تضج بالتجسيم، وعدم تنزيه الله بالعدل. ومن باب المثال: يمكنكم الرجوع إلى كتابين في التوحيد، صدرا في قرن واحد، ويمكنكم أيضاً المقارنة بينهما، وهما:
1ـ توحيد ابن خزيمة( 311هـ)، الذي يروي أحاديث عن النبي الأكرم(ص)، وفيها ما فيها من التجسيم، وكون الله في جهة، ونسبة الله إلى عدم العدل، مما يثبت أنه استبدل الأحاديث الإسلامية بالروايات الإسرائيلية.
2ـ توحيد الصدوق( 381هـ)، وهو مفعم بتنزيه الله، ووصفه بما يليق، من العدل وغير ذلك من صفات الكمال والجلال.
كما أنّ الكتاب الأول لم يُبْتلَ بمشكلة التجسيم والتشبيه فحسب، بل هناك الكثير من أحاديث الجبر أيضاً. وهذا ما ابتُلي به أيضاً كلٌّ من صحيح البخاري، وصحيح مسلم، فقد سلكا ذات الطريق التي سلكها ابن خزيمة بعدهما.
وفي ما يتعلق بمسألة الإمام المهدي(عج) فالأمر مختلف. فالتوقع من الولي الغائب لا يمكن أن يكون كالتوقع من الولي الظاهر، ولكنه مع ذلك يقوم في غيبته بنفس ما كان يقوم به صاحب موسى من الأعمال التي لا يمكن للإنسان العادي القيام بها، بل ولا يمكنهم الوقوف على كنهها وأسبابها. فصاحب موسى قام بخرق السفينة، دون أن يدرك ربان السفينة والراكبون فيها الحكمة من ذلك، ولكن نتيجة عمله كانت في صالح أصحاب السفينة. وهكذا الأمر بالنسبة إلى الجدار الذي كان يوشك أن ينقضّ فأقامه؛ ليبقى كنز اليتيمين في حرز حريز. وفي ما يتعلق بالحكمة من غيبة الإمام، وفوائد وجوده بيننا وإنْ لم يكن ظاهراً، يمكن الرجوع إلى الكتب المصنَّفة في هذا المجال. وقد أثبتنا دوره في الحفاظ على الأسس، والدفاع عن الثوابت.
المحور الرابع: تحرير العقل البشري بعد رحيل النبي الأكرم(ص)
يفهم من كلامه أنه يذهب إلى أنه:«بعد ختم النبوة ورحيل خاتم الرسل يكون الناس قد أوكلوا إلى أنفسهم في كلّ شيء، وخاصة في فهم الدين، وأنه لم تعد هناك من حاجة إلى يدٍ سماوية تأخذ بأيديهم، وتعلمهم كيف يرفعون خطواتهم، ولن يكون هناك نداء سماوي يهديهم إلى التفسير الصحيح للدين، ويصونهم من الخطأ في الفهم».
«إنّ الشيعة بدأوا ممارسة هذه الحرية على نحو مباشر، دون تدخل من السماء، منذ بداية عصر غيبة الإمام المهدي، وأما سائر المسلمين ـ على حدّ تعبير إقبال اللاهوري ـ فقد بدأوا ممارسة هذه الحرية على المستوى العملي منذ رحيل النبي محمد(ص)».
وهنا نذكِّر بأنّ العقل يشكل واحداً من الأدلة الأربعة التي يؤكد عليها الفقه الشيعي. ولكن المهم حالياً هو بيان مساحة العقل. إنّ العقل في ما يتعلق بالعقائد حجّة بلا نزاع. والكل يقرّ ذلك ويذعن به. ولكن في ما يتعلق بالأحكام العملية والفرعية لا يمكن للعقل أن يكون حجّة، إلا في رقعة خاصة، تعرف باسم الحسن والقبح العقلي، وأما في غير هذا المورد فعلى العقل ـ إلى يوم القيامة ـ أن يستمدّ العون من الوحي الإلهي، وإلاّ كان بحكم القرآن الكريم من أحكام الجاهلية.
إنّ ما يقوله الكاتب من أنّ المجتمع البشري بعد رحيل النبي الأكرم ليس بحاجة إلى إمام معصوم، وإنما عليه مواصلة مسيرة الحياة في هدي العقل، تترتب عليه تبعات سيئة؛ وذلك لأن إيكال الحياة الفردية والاجتماعية إلى العقل العام، لا يؤدي إلا إلى (الفوضوية في المعرفة). فإلى أيّ عقل عام يتمّ إيكال بيان الوظائف العملية؟ هناك حالياً الكثير من المذاهب والمدارس الفكرية، الأعم من المادية والروحية، وكلّها تدّعي أن لها وحدها، ودون غيرها، الحقّ في رسم طريقة الحياة للمجتمع، وقيادته إلى السعادة، من قبيل: الاشتراكية؛ والشيوعية؛ والليبرالية؛ والوجودية، إلا أنّ هذه العقول العامة لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى إجماع بشأنّ مقدمات الاقتصاد، فضلاً عن هداية المجتمع الإنساني. فهل إيكال الناس إلى هداية بعض الصلحاء، الذين يشهد التاريخُ وسيرتُهم على تقواهم وطهرهم وعلمهم ومعرفتهم أفضل أم توجيه الحياة الإنسانية إلى أودية تختلط وتزدحم فيها مئات المدارس والمذاهب الفلسفية التي تدعي هداية الإنسان، فلا يحصل على المستوى العملي سوى التخبّط في مختلف الأزمات والمشاكل الحادة؟! كلنا نعلم مقدار الدماء التي سفكت على يد «لينين» و«استالين» من خلال طرحهما فكرة المذهب الاشتراكي، ومدى الرعب الذي استولى على قلوب الناس في هذه الفترة، التي قلما شهد التاريخ مثيلاً لها. وهكذا الأمر بالنسبة إلى النازية في ألمانيا، فهل استطاعت أن تترجم مدعاها في إسعاد الشعب الألماني على أرض الواقع أم أنها فاقمت من الأزمات، من خلال بذرة الشقاق التي زرعتها بين شعوب العالم، فأحيت بذلك العنصرية والعصبية من جديد؟!
إضاءات من الماضي المشرق
1ـ سماحة الدكتور سروش..، إنّ جميع أصدقائكم يحتفظون لكم بذكريات مشرقة. فأنتم من خريّجي المدرسة العلوية في طهران، والمعروف عن طلابها أنّ الإيمان والأخلاق منصهر في وجودهم، وقد وقع حمل مسؤولية إدارة النظام في الماضي والحاضر على عاتقهم.
2- في بداية عقد الستينات توجَّهنا برفقتكم ورفقة صديقنا العزيز الدكتور حداد عادل وعدد آخر من الشخصيات إلى لندن؛ للمشاركة في مؤتمر (الإسلام والوطنية)، بدعوة من الراحل (كليم صديقي)، وقد شاهدتُك بأمّ عيني وأنت مشغول بتلاوة الأدعية بعد أداء فريضة الصبح.
3- وفي الاجتماع السنوي للجنة أمناء (بنياد دانشنامه جهان إسلام) كنتم عند أداء فريضة الظهر والعصر آخر من يغادر المصلى؛ بسبب تقيّدكم بأداء التعقيبات.
4- وفي مناظرة كانت لكم مع الأستاذ إحسان طبري بمعية الشيخ مصباح يزدي، علا نجمكم عندما قال الأستاذ إحسان طبري في تعريف المادة: «الموجود مادة»، فأجبته قائلاً: إنّ التعريف من مقولة الماهيات، دون الوجودات.
5ـ في منزل الشيخ فاضل ميبدي، وبعد بحث طويل حول (القبض والبسط)، قلتُ لكم: إن عليكم أن تملأوا الفراغ الذي حصل في الجامعة؛ بسبب استشهاد الشيخ مطهري، من خلال التدريس، وإلقاء الخطب، وأن تبقوا بين المتدِّينين، لا في يد الآخرين؛ لأنهم لن يبقوا إلى جانبكم إلا لأيام معدودات. وهنا نقول: أين هذا الماضي المشرق من الكلمات التي صدرت عنكم مؤخَّراً في التشكيك بأسس وأصول التشيّع؟!
أختتم كتابة هذه الرسالة في ذكرى ولادتكم في شهر آبان من العام الجاري. وهذا يعني مرور ستين ربيعاً من فصول عمركم (من 1324 إلى 1384). وقد جاء في المثل الفارسي:«چون كه شصت آمد نشست آمد». وعليه من الأفضل لكم أن تعيدوا النظر في آرائكم.
انتهت
المصدر: نصوص معاصرة، العـدد الواحد والعشرون
السـنة السادسة، شتاء 2011م، 1432هـ