هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

الثورة الحسينيّة بين هدفيّة الشّهادة وإقامة الحكومة

□ مقالة

الثورة الحسينيّة بين هدفيّة الشّهادة وإقامة الحكومة

□ الشيخ عيسى مكي الجزيري

تعدّدت النّظريّات والاتّجاهات الّتي فسّرت الهدف الأساس من ثورة الإمام الحسين(ع)، فقد أوصلها بعض إلى سبع نظريّات وآخر إلى ثمان، ولعلّ أهمّ تلك النّظريّات أربعة:
الأولى: نظريّة الشّهادة، وهي ما ذهب إليه المشهور. والثّانية: نظريّة الحكومة. والثّالثة: نظريّة الهدفيّة المتعدّدة الطّبقات، وهي ما تبنّاه صاحب الموسوعة الحسينيّة. والرابعة: نظريّة الهدف المرحليّ.
والكلام يقع في بيان نظريتي الشّهادة والحكومة وبيان شواهد كلّ منهما.
مقدمة: هل التخطيط لواقعة عاشوراء تخطيط بشري أم إلهي؟
▪ هناك اتجاهان
الاتجاه الأول: يقول بأنّ التخطيط لها كان بشرياً من قبل الحسين(ع). حيث إنّه(ع) يتعامل مع المواقف بما يمليه عليه عقله وانفعاله، فقد اعتمد على كتابات أهل الكوفة إليه، بل زاد بعضهم أنّ الحسين(ع) اغتر بمواعيد أهل الكوفة وبنصيحة ابن الزبير له بالخروج. وكل ذلك بحسب نظر هذا الاتجاه من أجل الوصول إلى السلطة، إلا أنّه لم يوفق في ذلك لخطأ تقديره وتخطيطه من جهة، ولجسارة خصومه وكثرتهم من جهة أخرى، مما أدى إلى قتله وسبي أهل بيته. وهذا ما تبناه الجمهور.
الاتجاه الثاني: يقول بأنّ التخطيط لها كان إلهياً، فحركة الحسين(ع) لاستنقاذ الأمة كانت بأمر إلهي، ودوره(ع) دور المنفذ القدير والمؤهل من قبل الله تعالى لتنفيذ ذلك المشروع الإلهي وتحقيق أهدافه السامية. وقد نجح الإمام(ع) في تحقيق ذلك.
وقد استفاضت النصوص عن المعصومينi الدالة على ذلك منها:
صحيح ضريس الكناني عن الإمام محمد الباقر(ع) قال: قال له حمران: جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر علي والحسن والحسينi وخروجهم وقيامهم بدين الله وما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟ فقال أبو جعفر(ع): «يا حمران إنّ الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه، ثم أجراه فبتقدم علم ذلك إليهم من رسول الله قام علي والحسن والحسين، وبعلم صمت من صمت منا». وغيرها من النصوص.
▪ المبحث الأول: بيان النظريتين
النظرية الأولى: نظرية الشهادة
ومفادها أنّ الهدف من ثورة الحسين(ع) هو الشهادة التي كتبها الله له ولا هدف آخر له ورائها. حيث إنّه بعدما رأى أنّ بني أمية قد تلاعبوا بالإسلام والمسلمين يهدفون إلى هدم الكيان الإسلامي، نهض بثورته لإقامة الاعوجاج وإصلاح الأمة بأنْ قدم نفسه علاجاً أرجع الحياة إلى كيان الإسلام بعد أنْ كان يحتضر من حكم بني أمية، ولو لا هذه الشهادة لما بقي للإسلام اسم ولا أثر.
وهذه هي النظرية التي ذهب إليها جملة من الأعلام وكثير من المحققين كالعلامة السيد شرف الدين العاملي والعلّامة السيد محسن الأمين والصافي الگلبايگاني وغيرهم. وهنا عدة نقاط:
٭ النقطة الأولى: ما المقصود بالشهادة هنا؟
هناك عدة تفسيرات للشهادة منها:
التفسير الأول: الشهادة التكليفية
وهذا أشهر التفاسير وعليه شواهد من الروايات، منها ما ورد في الكافي الشريف عن الإمام الصادق(ع): «فلما توفي الحسن ومضى فتحَ الحسينُ(ع) الخاتمَ الثالثَ فوجد فيها أنْ قاتل فاقتل وتُقتل، واخرج بأقوامٍ للشهادة لا شهادة لهم إلا معك، قال: ففعل(ع)». فالشهادة هي تكليف خاص به(ع) ضمن مخطط إلهي غيبي أحد فصوله شهادته(ع).
التفسير الثاني:
 الشهادة بمعنى أنّه(ع) استشهد ليطهّر الأمة من ذنوبها ويكون شفيعاً لها؛ فهو يريد القتل لكي يبكي عليه المؤمنون، فيغفر لهم وينالون الجنة، نظير ما ذُكر بشأن المسيح(ع) من أنّه صلب لأجل أن يفتدي البشر من ذنوبهم.
التفسير الثالث: الشهادة السياسية
بمعنى أنّه استشهد ليقوّم النظام السياسي الإسلامي الأصيل وإصلاح ظاهر الفساد السياسي والاجتماعي أيضاً، وهذا الإصلاح يتطلب شهادته وأهل بيته.
ولكن هذا التفسير في الحقيقة تحليل سياسي لثورة الحسين(ع) ومستلهم من الإسلام السياسي لا أنّه تفسير لشهادته(ع).
٭ النقطة الثانية: الشواهد على هذه النظرية:
١ كتاب سيد الشهداء(ع) لأخيه محمد ابن الحنفية(رح) عند خروجه من المدينة: «أمّا بعد، فإنّ مَن لحق بي استُشهد، ومَن لم يلحق بي لم يُدرك الفتح، والسلام».
٢ وفي خطبةٍ له(ع) بمكة المكرمة في الثامن من ذي الحجة بين أهله وأصحابه، قال: «خُطّ الموت على وُلد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخِيرَ لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلاء، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً، وأجربةً سُغبَاً، لا محيص عن يومٍ خُطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين... مَن كان باذلاً فينا مهجته، وموطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإنّي راحلٌ مصبحاً إن شاء الله.»
ففي هذين الشاهدين دلالة واضحة على أنّه(ع) ماضٍ نحو الشهادة التي أمر بها، فذكره تقطّع أوصاله وما يحل به في أرض كربلاء واضح في ذلك.
٣ ما نقله الشيخ المفيد في رواية سالم بن حفص: قال عمر بن سعد للحسين(ع): يا أبا عبد الله، إنّ قِبَلَنا ناساً سفهاء يزعمون أنّي أقتلك. فقال له الحسين(ع): «إنّهم ليسوا بسفهاء، ولكنّهم حلماء، أما إنّه يقرّ عيني ألّا تأكل برّ العراق بعدي إلّا قليلاً». فالحسين(ع) يعلم بأنه مقتول وأنّ القاتل له هو عمر بن سعد أمرٌ معروف بين الناس.
٤ ما ورد عن الإمام السجاد(ع): «خرجنا مع الحسين(ع)  فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلّا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال يوماً: ومن هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريا(ع)  أُهديَ إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل».
٥ استرجاع الحسين(ع) ثلاث مرات، وجوابه على علي الأكبر(ع): «يا بني، إنّي خفقت برأسي خفقةً، فعنّ لي فارسٌ على فرس وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا».
٭ النقطة الثالثة: نتائج هذه النظرية:
١ خروجه(ع) واجب عيني عليه. وعليه لا بد من توجيه ما قد يظهر منه أنّ سيد الشهداء(ع) أراد التراجع عن حركته أو ما شابه ذلك كما في موقف الحسين(ع) في يوم عاشوراء عندما خطب القوم أو عند لقائه بالحرّ وغيرها، فلا بد من حملها على إقامته الحجة على القوم وليثبت في صفحة التاريخ هوية حكومة بني أمية.
٢ إقامة العزاء والبكاء على سيد الشهداء(ع) حق له ولمن ضحى معه من أهل بيته وأصحابه على المسلمين قاطبة، لأنّه ضحى من أجلهم، من أجل دينهم ومعتقدهم.
٣ الشهادة هي الطريق الوحيد لإحياء شجرة الإسلام وقلوب المسلمين وضمائرهم، ولمواجهة الأفكار المنحرفة والغزو بأشكاله المختلفة.
النظرية الثانية: إقامة الحكومة
ذكر غير واحد من علمائنا المتقدمين كالشيخ المفيد والشريف المرتضى أنّ الهدف من ثورة الحسين(ع) هو إقامة الحكومة الإسلامية التي تطبق العدل وحدود الشريعة، وكذلك جمهور العامة حيث صرح ابن كثير في تاريخ الإسلام وابن الجوزي بذلك. ولعل الوجه فيما ذهبوا إليه أنّهم نظروا إلى ثورة الحسين(ع) بنظرة تأريخية بحتة من دون الأخذ بالاعتبار البعد العقائدي في حركته×. والشواهد على هذه النظرية:
١ قول الإمام الحسين(ع): «وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي(ص)، أُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب(ع)، فمَن قبلني بقبول الحقّ فالله أوْلى بالحقّ، ومَن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين».
٢ ورد في كتابه(ع) لوجهاء أهل البصرة: «ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا... وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه(ص)، فإنّ السنَّة قد أُميتت، وإنّ البدعة قد أُحييت، وإن تسمعوا قولي وتُطيعوا أمري أهدِكم سبيل الرشاد».
٣ ورد في كلامه(ع) لأهل الكوفة: «فلعمري، ما الإمام إلّا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحقّ، والحابس نفسه على ذات الله».
الظاهر من هذه النصوص أنّ الحسين(ع) يسعى لإقامة الحكومة الإسلامية على كتاب الله وسنّة نبيه(ص)؛ لأنّه أحق وأعرف بالحكم من غيره، وليرجع السنّة ويميت البدعة.
▪ المبحث الثاني: مناقشة كلا النظريتين
النقطة الأولى: بيان المنهج في المناقشة:
١ يشترط في الهدف المتصور لثورة سيد الشهداء(ع) أنْ يكون متحققاً في الحال أو الاستقبال، لا أنْ يكون هدفاً غير قابل للتحقيق؛ لأنّه خلاف الحكمة الإلهية من التخطيط الإلهي لثورة سيد الشهداء(ع).
٢ التمييز بين المقصد والمقصود، فليس بالضرورة أن يكون ما يقصده الإنسان يكون هدفه ومقصوده.
٣ التمييز بين الهدف والنتيجة المترتبة عليه، فليس صحيحاً اعتبار ما يترتب على الشيء هدفاً له.
النقطة الثانية: ملاحظات على نظرية الشهادة:
١ فرق بين كون الإمام الحسين(ع) قاصداً للشهادة وبين كون الشهادة مقصودة له، فواقعة عاشوراء انتهت بشهادة الحسين(ع) فالشهادة مقصد ولكنّ هذا لا يعني أنّها مقصودة وهدف له، فقد يكون مقصوده أمراً آخراً، وهذا نظير الذي يسافر إلى بلد للتجارة أو الزيارة فإنّ المدينة مقصده والزيارة والتجارة مقصوده وهدفه. نعم، بناءً على هذا التفريق يمكن القول بأنّ إحياء السنّة والحكومة مقصودة له(ع) وتكون الشهادة مقصداً له.
٢ ما يحصل عليه الموالون والباكون على الحسين(ع) من الثواب الجزيل والتطهير وغفران الذنوب هو من النتائج والثمار لإحياء أمر الحسين(ع)، وليس هدفاً لثورته كما هو التفسير الثاني للشهادة.
٣ يمكن القبول بنظرية الشهادة بعد تتميمها بعبارة وردت في زيارة الإمام الحسين(ع) يوم الأربعين «وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة»، فالواقع الذي كان يعيشه الإسلام والمسلمين -حيث غيّر الحكمُ الأموي معالمَ الدين وحرَّفوا علومَه فأصبحت النّاس في تيه وضلال- لكي يصلحه الإمام الحسين(ع) كان يحتاج إلى استنقاذ الناس من الضلالة والحيرة وليس بحاجة إلى مجرد الشهادة فقط.
النقطة الثالثة: ملاحظات على نظرية الحكومة
١ لا يمكن ثبوتاً أنْ يكون هذا هو هدف الحسين(ع)؛ لاختلال الأمر الأول المتقدم -يشترط في الهدف أنْ يكون متحققاً في الحال أو الاستقبال-لأنّ الظروف الحاكمة في ذلك الوقت من ضعف الإيمان وتسلط الأمويين وأتباعهم وخوف الناس منهم وغيرها من الأمور توجب عدم المصير إلى هذا الهدف، خصوصاً من قائد إلهي يسير وفقاً لخطة إلهية، وإنْ شئت قلت: يلزم من هذا الهدف ضعف التخطيط الإلهي للثورة الحسينية من جهة الأهداف والإجراءات التي لا تتوافق مع الواقع المعاش ولا مع حجم التضحية التي قدمها سيد الشهداء(ع)، وملاحظة كلمات الإمام الحسين(ع) وخطة نهضته تجدها غير مستهدفة لإقامة الحكومة.
٢ مع التنزّل بإمكان ذلك، إلا أنّه لا شاهد عليه من كلمات الإمام الحسين(ع)، نعم كل ما هنالك تصريح من قبله بأنّه الأحق بالخلافة وأنّه يدعو الناس لإحياء سنّة رسول الله(ص)، وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون هدفه إقامة الحكومة.
٣ مع التنزّل أيضاً، ما هو توجيه الكلمات الكثيرة لسيد الشهداء(ع) التي تحدث فيها عن الشهادة؟ فإنّها واضحة صريحة في أن مقصوده الشهادة.
▪ النتيجة
بعد استعراض ما ذكر من كلمات حول هاتين النظريتين، يمكن القول بأنّ الهدف الأوسط -مقصده- لثورته(ع) هو الشهادة بمقتضى النصوص المتقدمة وغيرها، وأنّ الهدف الأقصى والمقصود هو إصلاح هذه الأمة بمقتضى ما ورد عنه(ع): «وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي(ص)».
والله تعالى العالم، وما هذا إلا احتمالات ذكرت في حدود التفكير البسيط والمتواضع وأسأل الله العفو، ومن سيدي أبي عبدالله(ع) المعذرة.
المصدر: مجلة بقیة الله، العدد 57
المهرجان الشعري الحسيني الأول ينطلق في النجف الأشرف
فيما أقامت المهرجان الشعري الحسيني الأول استذكاراً لواقعة الطف الخالدة، نظمت العتبة العلوية، ندوة فكرية تخصصية بعنوان ( القرآن الكريم في فكر الإمام علي(ع).
أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية - قسم الشؤون الفكرية والثقافية - شعبة الثقافة الإسلامية المهرجان الشعري الحسيني الأول استذكاراً لواقعة الطف الخالدة. ابتدأت فعاليات المهرجان الشعري الحسيني الأول (اليوم السبت ١٩ أغسطس ٢٠٢٣ ) بقراءة آياتٍ من الذكر الحكيم شنف بها أسماع الحاضرين قارئ ومؤذن العتبة العلوية المقدسة الحاج كريم منصوري، ثم جاءت بعدها أنشودة حسينية ولائية لفرقة إنشاد العتبة العلوية.
ومن بعدها تبارت قصائد الشعراء من على منصة الشعر في رحاب المولى أمير المؤمنين(ع) ليسطروا فيها مشاهد شعرية من ملحمة الطف الخالدة وأهدافها السامية ومواقف الإمام الحسين(ع) الثابتة، وما جرى في يوم الطف من مآسي على آل الرسول(ص).
وصرح معاون رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية، الشيخ حسنين قفطان، للمركز الخبري قائلاً:” نحن اليوم - كشعراء- ممثلون للثقافة والكلمة الفصيحة وعلينا أن نعطي من هذه الثقافة شيئاً للإمام الحسين(ع).
وأضاف” إننا اليوم نوجه رسالة لكل الأحرار في العالم ولكل المثقفين، نقول فيها إن الحسين هو منطلق كلمتنا الفصيحة، وإن الحسين هو منطلق قصائدنا ونحن نكتب لأجل الحسين(ع)، كما أننا نستحضر سيرة الإمام الحسين لنكتب للحياة، فالحسين هو الحياة التي نخطها لأجيالنا القادمة ولأبنائنا ولكل من يريد الحياة، كما أننا نستلهم من تضحيات الحسين(ع) ومبادئه العظيمة ما نخط به طريقنا في الحياة ونقدمها الى العالم أجمع من خلال قصائدنا ومن خلال الكلمة الفصيحة”.
▪ ندوة فكرية حول علاقة الإمام علي بالقرآن الكريم
على صعيد آخر، أقام المجمع العلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، وبالتعاون مع مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية، ندوة فكرية تخصصية بعنوان ( القرآن الكريم في فكر الإمام علي(ع) بحضور نخبة من طلبة وأساتذة الحوزة العلمية وعدد من الأكاديميين.
وحول الندوة وتفاصيلها صرح رئيس المجمع العلوي السيد نبأ الحمامي للمركز الخبري، قائلاً”: تمثلت الندوة بمحورين الأول ( قدسية القرآن الكريم بين الإحياء والإماتة في ضوء التاريخ ونهج البلاغة ) والتي كان المحاضر فيها السيد نبيل الحسني، والمحور الثاني (الإمام علي والقرآن.. قراءة في نصوص نهج البلاغة) والتي كان المحاضر فيها الدكتور حسن الفياض.
وأكد الحمامي “: على أهمية استمرار التعاون المشترك بين المؤسسات البحثية والمراكز العلمية للعتبتين المقدستين العلوية والحسينية في السياق العلمي، خصوصاً في ما يتعلق بعلاقة أمير المؤمنين(ع) مع القرآن الكريم، فهما صنوان لا يفترقان الى يوم القيامة كما قال الرسول الأعظم(ص): علي مع القرآن والقرآن مع علي”، وأمير المؤمنين هو القرآن الناطق.
من جانبه بيّن المحاضر السيد نبيل الحسني في ورقته البحثية، قائلا”: لا يخفى على الباحث والمتابع والقارئ أن كتاب نهج البلاغة هو في ظل القرآن الكريم، وبالتالي فيه جنبتان؛ الجنبة الأولى هي القرآن الكريم، والجنبة الثانية شخص رسول الله(ص) اضافةً الى أن المتابع في كتاب نهج البلاغة يجد ضالته فيما يحتاجهُ الإنسان سواء كان على الدين الإسلامي أو الديانات الأخرى.
من جانب آخر تحدث المحاضر في الندوة عميد كلية التربية الأساسية في جامعة الكوفة الدكتور حسن الفياض، قائلا:” إن الإمام علي(ع) يمثل الإسلام بكل تفاصيله وهو مجسدٌ لرسالة السماء وفكره(ع) ليس منعزلا عن وحي السماء، بل هو توظيف لهذا الوحي المبارك، لذلك لا غنى لنا كمؤمنين بنهج آل البيت(ع) عن فكر أمير المؤمنين(ع) وما ورد عنهُ من فعلٍ وقولٍ.
شفقنا

برچسب ها :
ارسال دیدگاه