□ مقال
عفة السيدة فاطمة الزهراء(س) نهج متكامل لمجتمع عفيف
□ بقلم: غيداء عبد الامير
الانتباه: الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي «الآفاق» بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها
في خضم ما يمر به المجتمع في عصرنا هذا من اشكال المغريات ومضلات الفتن وتعطيل العقول وتفعيل الشهوات والغرائز نلاحظ ان هناك انجرار وانقياد كامل الى تلك الصيحات وكأنما تم تنويم مغناطيسي لعقول البشر بلا استثناء رجال ونساء الا ما رحم الله واصبح اعداء الدين والقيم والاخلاق هم من يفكرون ويقررون نيابة عن الجميع وما عليهم الا ان يقدموا فروض الطاعة لهذه الافكار من خلال الانقياد الاعمى لصيحات الموضة وارتداء كل ما ينزل الى الاسواق من ملابس والتقليد الاعمى في التصرفات والسلوكيات السيئة متناسين هل هذا هو مرضي لما جاء به الشارع المقدس ام في تعارض معه! وكأن اخر همهم ماهو رأي الدين الاسلامي في ذلك.
فترى الشباب بصورة عامة والنساء بصورة خاصة يتعرضون لهجمة شرسة طالت جميع مفاصل الحياة وتغلغلت تلك الهجمات الى قعر البيوت وصار الشغل الشاغل لاغلب النساء وبمختلف الفئات العمرية كيف يمكنها ان تتجمل وتتباهى بلبس اخر صيحات الموضة والتجمل بالحجاب لا الستر بالحجاب من خلال اللفات العصرية كما يسمونها والنزول بها الى الشوارع وتلاحقها نظرات القاصي والداني بلا خجل ولا حياء, وضرب كل الاعراف والتقاليد وماجائت به الشريعة السمحاء بدعوى التحضر والتمدن كما يزعمون !!
وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا كل هذا الانصياع والتخبط الاعمى الذي نلاحظة في المجتمع؟
والجواب على هذا التساؤل هو بسبب الابتعاد عن الله وما نصه من قوانين كفيلة في بناء مجتمع فاضل والتي وصلت الينا بشقيها النظري والعملي من خلال رسول الله محمد(ص) واهل بيته الاطهار الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
لعل البعض يقول كيف لنا ان نطبق ما قد طبقه انسان معصوم ليس لنا قابلية على ما يتحملة المعصوم ! الجواب على هكذا اشكال هو هل نحن نعبد الله كالمعصوم هل صلاتنا كصلاة المعصوم هل صيامنا كصيام المعصوم !! غاية ما في الامر ان نجعل منهم قدوة لنا في افعالنا فنحن ان استطعنا ان نقتدي بفعالهم ولو بالنزر اليسير فهذا يعتبر انجازا باتجاه الطريق الصحيح لبناء مجتمع فاضل وكل بحسب قابلياته.
بالنسبة لمولاتنا الزهراء(س) هي قدوة لكل فرد في عبادتها وتنسكها وعفتها وعلمها وفصاحتها وشجاعتها وادارتها للمواقف الصعبة وقدوة للنساء خاصة في حجابها وادارتها لحياتها الاسرية.
فقد كانت سيدة نساء العالمين انموذج المرأة الكاملة وتجسد ايما وجه مشرق لكيان المرأة المؤمنة المسلمة...
والان فنلاحظ بعض السلوكيات التي انتهجتها السيدة الزهراء(س) والسلوك الذي تنهجه النساء في عصرنا الحاضر وان نعمل مقارنة بسيطة بين السلوكين:
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع):استأذن اعمى على فاطمة(س) فحجبته ,فقال رسول الل(ص) لها:لم حجبتيه وهو لا يراك؟فقالت(س): ان لم يكن يراني فاني اراه وهو يشم الريح ,فقال(ص): اشهد أنك بضعة مني.
في رؤية مقتضبة لما تحمله الرواية من مضامين عالية نلاحظ نكتتين بارزتين وهما:
-تفعيل خاصية غض البصر عن اي رجل اجنبي.
-الاشارة الواضحة الى ان عطر المرأة له اثره في نفس الرجال وان لم يكن يرى.
عندما نقارن هذا السلوك العفيف مع مايفعلنه النساء الان نرى ان النساء لم تكتفي بعدم غض البصر وانما اضافت الى العين ما يجملها من انواع الكحل والرسمات الشيطانية والعدسات الملونة الاصقة..واما العطر فاصبحن يتنافسن على الماركات العالمية والمحلية وبدون اي تورع فيما يحمله هذا السلوك المشين من اشعال الشهوة المحرمة لدى الرجال.
سلوك اخر لمولاتنا الزهراء صلوات الله عليها عندما جائت الى مسجد النبي(ص): لما بلغ فاطمة(س) اجماع ابي بكر على منعها فدك لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها واقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها....
هنا نلاحظ وصف لحجاب الزهراء(س) ومن اوصاف حجابها انها كان تطأ عليه عندما تمشي وهذه دلالة على طوله...هل لبس البنطرون او الملابس القصيرة والضيقة التي ترتديها بعض النساء في الجامعات وفي الاسواق هل فيه شبه من ملابس سيدة نساء العالمين (س)!؟ السيدة الزهراء(س) كانت متحجبة ومتسترة بالحجاب الى اقصى الحدود حيث انها حتى في وفاتها اوصت اسماء بنت عميس بان يجعل لها تابوت مستور كي يحجبها عن اعين الناس وكان نعشها اول نعش احدث في الاسلام واتخذ بعد ذلك سنه، اين نحن من هكذا عفة ومن هكذا حجاب؟!
من خلال المقارنة مع بعض سلوكيات السيدة فاطمة الزهراء(س) وسلوكيات النساء في عصرنا الحالي نجد الابتعاد الجد كبير عن ما طبقته السيدة الزهراء(س) وما يفعلنه من تقليد اعمى للسلوك الهابط والثقافات المنحرفة المنحلة، لست قاسية في اصدار الاحكام على المجتمع النسائي فانا واحدة من هذا المجتمع ولا اعمم الكلام ولكن اتكلم لما اراه يوميا من انتهاك صريح وتعطيل لمفاهيم الدين الحنيف والشريعة السمحاء التي جائت لتعلي من قيمة المرأة المسلمة ولكن بسبب هذه السلوكيات الخاطئه التي تقوم بها النساء فهم انما ينزلون من تلك المكانة والرقي الذين اعطاهما الاسلام للمرأة المسلمة.
اذن لو اريد صنع مجتمع فاضل يسوده الاخلاق الطيبة فيجب الرجوع الى النهج المحمدي العلوي الفاطمي الحسني الحسيني لانه المثال الاسمى لكبح كل نزوات وشهوات النفس الامارة بالسوء وانقيادها للتحلي بكل الصفات النبيلة فالبيت الرصين البناء ما كان اساسه قوي كذلك المجتمع الفاضل ماكان احدى اساساته التي يستند عليها هي العفة.
نسأل من الله تعالى بفاطمة الزهراء(س) الوجيهه ان ينور دروبنا بنور عفتها وطهرها ويجعلنا وجميع النسوة ممن يخطون على هديها انه سميع الدعاء.
المصدر: مرکز الإمام الصادق(ع) للدراسات والبحوث