printlogo


printlogo


□ مقال
عفة السيدة فاطمة الزهراء(س) نهج متكامل لمجتمع عفيف


الانتباه: الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي «الآفاق» بالضرورة، بل تعبر عن ‏رأي أصحابها
في خضم ما يمر به المجتمع في عصرنا هذا من اشكال المغريات ومضلات الفتن وتعطيل ‏العقول وتفعيل الشهوات والغرائز نلاحظ ان هناك انجرار وانقياد كامل الى تلك الصيحات ‏وكأنما تم تنويم مغناطيسي لعقول البشر بلا استثناء رجال ونساء  الا ما رحم الله واصبح اعداء ‏الدين والقيم والاخلاق هم من يفكرون ويقررون نيابة عن الجميع وما عليهم الا ان يقدموا ‏فروض الطاعة لهذه الافكار من خلال الانقياد الاعمى لصيحات الموضة وارتداء كل ما ينزل ‏الى الاسواق من ملابس والتقليد الاعمى في التصرفات والسلوكيات السيئة  متناسين هل هذا ‏هو مرضي لما جاء به الشارع المقدس ام في تعارض معه! وكأن اخر همهم ماهو رأي الدين ‏الاسلامي في ذلك.‏
فترى الشباب بصورة عامة والنساء بصورة خاصة يتعرضون لهجمة شرسة طالت جميع ‏مفاصل الحياة وتغلغلت تلك الهجمات الى قعر البيوت وصار الشغل الشاغل لاغلب النساء ‏وبمختلف الفئات العمرية كيف يمكنها ان تتجمل وتتباهى بلبس اخر صيحات الموضة ‏والتجمل بالحجاب لا الستر بالحجاب من خلال اللفات العصرية كما يسمونها والنزول بها الى ‏الشوارع وتلاحقها نظرات القاصي والداني بلا خجل ولا حياء,  وضرب كل الاعراف والتقاليد ‏وماجائت به الشريعة السمحاء بدعوى التحضر والتمدن كما يزعمون !! ‏
وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا كل هذا الانصياع والتخبط الاعمى الذي نلاحظة في المجتمع؟ ‏
والجواب على هذا التساؤل هو بسبب الابتعاد عن الله وما نصه من قوانين كفيلة في ‏بناء مجتمع فاضل والتي وصلت الينا بشقيها النظري والعملي من خلال رسول الله محمد(ص) واهل بيته الاطهار الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.‏
لعل البعض يقول كيف لنا ان نطبق ما قد طبقه انسان معصوم ليس لنا قابلية على ما يتحملة ‏المعصوم ! الجواب على هكذا اشكال هو هل نحن نعبد الله كالمعصوم هل صلاتنا كصلاة ‏المعصوم هل صيامنا كصيام المعصوم !! غاية ما في الامر ان نجعل منهم قدوة لنا في افعالنا ‏فنحن ان استطعنا ان نقتدي بفعالهم ولو بالنزر اليسير فهذا يعتبر انجازا باتجاه الطريق ‏الصحيح لبناء مجتمع فاضل وكل بحسب قابلياته.‏
بالنسبة لمولاتنا الزهراء(س) هي قدوة لكل فرد في عبادتها وتنسكها وعفتها ‏وعلمها وفصاحتها وشجاعتها وادارتها للمواقف الصعبة وقدوة للنساء خاصة في حجابها ‏وادارتها لحياتها الاسرية.‏
فقد كانت سيدة نساء العالمين انموذج المرأة الكاملة وتجسد ايما وجه مشرق لكيان المرأة ‏المؤمنة المسلمة...‏
والان فنلاحظ بعض السلوكيات التي انتهجتها السيدة الزهراء(س) والسلوك الذي ‏تنهجه النساء في عصرنا الحاضر وان نعمل مقارنة بسيطة بين السلوكين:‏
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع):استأذن اعمى على فاطمة(س) فحجبته ,فقال رسول الل(ص) لها:لم حجبتيه وهو لا يراك؟فقالت(س): ان لم يكن يراني فاني اراه وهو يشم الريح ,فقال(ص): اشهد أنك ‏بضعة مني. ‏
في رؤية مقتضبة لما تحمله الرواية من مضامين عالية نلاحظ  نكتتين بارزتين وهما:‏
‏-تفعيل خاصية غض البصر عن اي رجل اجنبي.‏
‏-الاشارة الواضحة الى ان عطر المرأة له اثره في نفس الرجال وان لم يكن يرى.‏
عندما نقارن هذا السلوك العفيف مع مايفعلنه النساء الان نرى ان النساء لم تكتفي بعدم غض ‏البصر وانما اضافت الى العين ما يجملها من انواع الكحل والرسمات الشيطانية والعدسات ‏الملونة الاصقة..واما العطر فاصبحن يتنافسن على الماركات العالمية والمحلية وبدون اي ‏تورع فيما يحمله هذا السلوك المشين من اشعال الشهوة المحرمة لدى الرجال.‏
سلوك اخر لمولاتنا الزهراء صلوات الله عليها عندما جائت الى مسجد النبي(ص): لما بلغ فاطمة(س) اجماع ابي بكر على منعها فدك لاثت خمارها على رأسها ‏واشتملت بجلبابها واقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها....
هنا نلاحظ وصف لحجاب الزهراء(س) ومن اوصاف حجابها انها كان تطأ عليه ‏عندما تمشي وهذه دلالة على طوله...هل لبس البنطرون او الملابس القصيرة والضيقة التي ‏ترتديها بعض النساء في الجامعات وفي الاسواق هل فيه شبه من ملابس سيدة نساء العالمين ‏(س)!؟ السيدة الزهراء(س) كانت متحجبة ومتسترة بالحجاب الى اقصى ‏الحدود حيث انها حتى في وفاتها اوصت اسماء بنت عميس بان يجعل لها تابوت مستور كي ‏يحجبها عن اعين الناس وكان نعشها اول نعش احدث في الاسلام واتخذ بعد ذلك سنه، اين ‏نحن من هكذا عفة ومن هكذا حجاب؟!‏
من خلال المقارنة مع بعض سلوكيات السيدة فاطمة الزهراء(س) وسلوكيات النساء ‏في عصرنا الحالي نجد الابتعاد الجد كبير عن ما طبقته السيدة الزهراء(س) وما يفعلنه ‏من تقليد اعمى للسلوك الهابط والثقافات المنحرفة المنحلة، لست قاسية في اصدار الاحكام على ‏المجتمع النسائي فانا واحدة من هذا المجتمع ولا اعمم الكلام ولكن اتكلم لما اراه يوميا من ‏انتهاك صريح وتعطيل لمفاهيم الدين الحنيف والشريعة السمحاء التي جائت لتعلي من قيمة ‏المرأة المسلمة ولكن بسبب هذه السلوكيات الخاطئه التي تقوم بها النساء فهم انما ينزلون من ‏تلك المكانة والرقي الذين اعطاهما الاسلام للمرأة المسلمة.‏
اذن لو اريد صنع مجتمع فاضل يسوده الاخلاق الطيبة فيجب الرجوع الى النهج المحمدي ‏العلوي الفاطمي الحسني الحسيني لانه المثال الاسمى لكبح كل نزوات وشهوات النفس الامارة ‏بالسوء وانقيادها للتحلي بكل الصفات النبيلة فالبيت الرصين البناء ما كان اساسه قوي كذلك ‏المجتمع الفاضل ماكان احدى اساساته التي يستند عليها هي العفة.‏
نسأل من الله تعالى بفاطمة الزهراء(س) الوجيهه ان ينور دروبنا بنور عفتها ‏وطهرها ويجعلنا وجميع النسوة ممن يخطون على هديها انه سميع الدعاء.‏
المصدر: مرکز الإمام الصادق(ع) للدراسات والبحوث