فن مهارات البحث العلمي
نقصد بمهارات البحث العلمي الطريقة المثالية لإعداد الأبحاث، وبالتأكيد هناك الكثير من الأسس والقواعد في ذلك؛ فالكتابة البحثية تختلف عن غيرها من التدوينات والمقالات النمطية، والتي تهدف إلى عرض أو وصف لشيء معين فقط، بينما البحث العلمي يلزمه جوانب فكرية تفضي في النهاية لنتائج ومقترحات تقدم القيمة، وهو ما يمكن اكتسابه من خلال الدورات التدريبية؛ حيث ينقص ذلك كثيرًا من الباحثين؛ ممن يرغبون في إعداد أبحاث علمية، سواء ما يتعلق بالماجستير أو الدكتوراه، بالإضافة إلى صنف آخر يرغبون في تعلم مهارات البحث العلمي، والعمل في ميدان إعداد الأبحاث العلمية، وتقديم يد العون لإخوانهم وأخواتهم من الباحثين والباحثات الجدد.
*ما مهارات البحث العلمي التي يمكن تعلمها من الدورات التدريبية؟
مهارات البحث العلمي تشمل الكثير من الجوانب، والتي يمكن التعرف عليها عن طريق الدورات التدريبية، وسوف نلخص تلك الجوانب فيما يلي:
*التعرف على أنواع الأبحاث العلمي:
هناك تصنيفات مختلفة للأبحاث العلمية، مثل: التصنيف وفقًا لطبيعة المحتوى، والتصنيف وفقًا لأسلوب التفكير، والتصنيف وفقًا لوجود مشرفين من عدمه، والتصنيف وفقًا لمجتمع الدراسة، والتصنيف وفقًا للهدف، والتصنيف من حيث أسلوب التنفيذ، ويمكن التعرف على ذلك بشكل مُستفيض عن طريق الدورات التدريبية.
*التعرف على مناهج البحث العلمي:
تُعد مناهج البحث العلمي على درجة كبيرة من الأهمية؛ فهي الوسيلة الرئيسية التي تساعد الباحث في الوصول بالبحث إلى بر الأمان، وتختلف تلك المناهج المستخدمة على حسب نوعية البحث، فعلى سبيل المثال لا الحصر يستخدم المنهج الوصفي في إعداد الأبحاث الاجتماعية أو الإنسانية، ويستخدم المنهج التجريبي أو الكمي في الأبحاث العلمية التطبيقية، ومن الممكن أن يقوم الباحث باستخدام أكثر من منهج علمي في الوقت نفسه، وبالطبع يمكن معرفة ذلك وفقًا لشروح عملية عبر الدورات التدريبية المتخصصة في مهارات البحث العلمي.
*التعرف على كيفية كتابة أهداف البحث العلمي:
للبحث العلمي أهداف على المستوى العام، وتتمثل في جانبين أساسين؛ الجانب الأول يتمثل في إثراء العلم؛ من خلال تأصيل لنظرية علمية، والجانب الثاني معالجة ما قد يواجه المجتمع من مشاكل تحد من قدرته على التفوق والتطور، ويوجد لكل بحث متخصص أهداف تتعلق به فقط، وطريقة صياغتها تتطلب احترافية ومهارة؛ نظرًا لإمكانية الخلط بين ذلك الجزء وغيره من الأجزاء الأخرى كالأهمية من البحث، وهو ما يتم تناوله بالشرح والتحليل؛ من خلال الدورات التدريبية ويمثل ذلك إحدى مهارات البحث العلمي.
*التعرف على طريقة اختيار موضوع البحث العلمي:
اختيار موضوع البحث من بين مهارات البحث العلمي الهامة، ويخضع ذلك لعديد من المحددات، ومن بينها أن يكون موضوع البحث له مصادر معلوماتية يمكن أن يتم تضمينها للبحث؛ بما يحقق الفائدة العلمية والمجتمعية، وكذلك يجث أن يتوافق الموضوع مع تخصص الباحث، وأن يكون الموضوع حديث، ولم يسبق لأحد أن تناوله بالدراسة، وفي حالة كونه مُثارًا من قبل؛ فيجب أن يكون الطرح الحالي من وجهة نظر مُغايرة.
*التعرف على أسلوب صياغة عنوان البحث العلمي:
صياغة العنوان إحدى مهارات البحث العلمي، ولا يتم ذلك بشكل عشوائي؛ فهناك ما يعرف بمتغير البحث الأساسي، والذي يجب أن يشمله العنوان، وكذلك هناك عدد محدد من الكلمات يجب أن يحتويها العنوان، وأبعاد أخرى متنوعة يجب أن ينتهجها الباحث في سبيل سوق عنوان جيد؛ يُسهم في خروج الدراسة على الوجه الأمثل، وهو ما يمكن التعرف عليه بالتفصيل عبر الدورات التدريبية ذات الصلة.
*التعرف على الطريقة المثالية لإعداد مقدمة البحث:
إعداد مقدمة البحث إحدى مهارات البحث العلمي الهامة، وتتطلب أسلوبًا لغويًّا مُنضبطًا؛ فالمقدمة تأتي بعد العنوان مباشرة، ويجب أن تُكتب في عدد محدد من الصفحات، وأن تحتوي على شرح لأسباب اختيار مشكلة أو موضوع البحث، وكذلك ينبغي أن تدعم بقرائن دينية على حسب توجهات البحث.
*التعرف على طرق اختيار عينة الدراسة:
عينة الدراسة تعني مجموعة من الأفراد، ويطلق عليهم مسميات مختلفة مثل المفحوصين أو المستجيبين أو المبحوثين، ويشيع استخدام أسلوب العينة في الأبحاث الاجتماعية، والتي تتطلب معلومات؛ للتعرف على مدى شيوع الإشكالية من العينة، وكذلك التعرف على المسببات، بهدف إيجاد العلاقة بين المتغيرات البحثية، وهناك الكثير من الطرق لاختيار عينة الدراسة، ويتطلب ذلك معرفة بعلم الإحصاء، وهو ما يمكن تناوله بالشرح والتفصيل عن طريق الدورات التدريبية كإحدى مهارات البحث العلمي الأساسية.
*التعرف على أسلوب صياغة أسئلة البحث أو الفرضيات:
صياغة أسئلة البحث أو الفرضيات من بين مهارات البحث العلمي الأساسية، ولكل من أسئلة البحث وفرضياته استخدام معين، وهناك طرق متنوعة لصياغتهما، ويتطلب ذلك خبرات كثيرة، وهو ما يمكن أن يلتمسه طالبو العلم من الدورات التدريبية.
*التعرف على التحليل الإحصائي للبيانات الخام:
علم الإحصاء له دور كبير في إعداد الأبحاث العلمية؛ فعن طريقه يمكن ترتيب وتبويب وتحليل المعلومات والبيانات، والتي يتحصل عليها الباحث من عينات الدراسة، بهدف الوصول إلى قرائن وبراهين مثالية؛ تعضد من أحد الفروض أو التوجهات، ومن خلال الدورات التدريبية يتم تعلم ذلك؛ بالإضافة إلى اقتران ذلك بالحاسب العملي، وتعلم استخدام التطبيقات الحديث التي تستخدم في التحليل الإحصائي، مثل برنامج SAS، وتطبيق SPSS، وتطبيق الإكسيل EXCEL، ولكل منها أسلوب وطريقة في ترميز وإدخال البيانات، واستخدام المعادلات.
*التعرف على طريق اختيار أداة الدراسة والحصول على المعلومات من المبحوثين:
أدوات الدراسة متنوعة، ومن بين ذلك الاستبيان، والذي يوجد له أنواع كثيرة بالتبعية، وبالمثل المقابلة، وبطاقة الملاحظة، والاختبارات، وتتطلب كل أداة تجهيزات معينة، وخطوات وإجراءات ينبغي على الباحث أن يلم بها، والهدف هو جمع المعلومات من المفحوصين بكفاءة، في سبيل تدعيم البحث العلمي، وهي إحدى مهارات البحث العلمي الضرورية، والتي يمكن اكتسابها عبر الدورات التدريبية المتخصصة.
*التعرف على طرق توثيق المراجع في البحث العلمي:
المراجع تعني الكتب أو المصادر أو المؤلفات أو المقالات التي يستعين بها الباحثون؛ من أجل كشف النقاب عن موضوع أو مشكلة علمية معينة، وينبغي على الباحثين توثيق هذه المراجع، بمعني الإشارة إلى المؤلفين في البحث، وذلك من باب الأمانة العلمية، وذلك من مهارات البحث العلمي المحورية، والتي يجب أن يلم بها الباحث؛ فالأمور لا تمر بشكل فوضوي، وهناك أساليب معينة ومنهجية توثق به المراجع، ومن أهم الطرق التي يمكن معرفتها عبر الدورات التدريبية كل من طريقة جمعية اللغات الحديثة MLA، وكذلك طريقة HARVARD، وطريقة جمعية علم النفس الأمريكية APA، ولكل طريقة إجراءاتها المتعلقة بها.
*التعرف على الأسلوب المثالي لكتابة المحتوى البحثي:
يُعد المحتوى البحثي أو صُلب البحث من أهم الأجزاء، ويتطلَّب عددًا كبيرًا من الصفحات، ومن المهم أن يكون هناك أسلوب منظم في الكتابة، وبعيدًا عن الحشو والتكرار، مع تجنب الأخطاء الإملائية والنحوية، وهذا من بين مهارات البحث العلمي، والتي يمكن أن تكتسب من خلال الدورات التدريبية، وعلى أيدي أساتذة متخصصين.
*التعرف على كيفية استخلاص النتائج وكتابة التوصيات والمقترحات:
استخلاص النتائج من المحتوى البحث، ومن عينة الدراسة من بين مهارات البحث العلمي الرئيسية، ولها أصول وطريقة منهجية، ونفس الأمر بالنسبة لكتابة التوصيات والمقترحات، وبالطبع في حالة الانخراط بالدورات التدريبية ذات الصلة؛ سوف يتحقق للباحث المراد في معرفة ذلك.
*التعرف على كتابة خاتمة البحث المنضبطة:
للخاتمة البحثية أصول وقواعد هامة، وهي من بين مهارات البحث العلمي، وتتطلب لغة بسيطة، وعرضًا مبسطًا لما تضمنه البحث في جمل مختصرة، وكثير من الأمور الأخرى التي يمكن اكتساب الخبرات الخاصة بها؛ من خلال الدورات التدريبية.
*مهارات البحث العلمي الأخرى التي يمكن تعلمها من خلال الدورات التدريبية:
ومن بين ذلك كيفية كتابة الملخص والمستخلص في البحث العلمي، وأسلوب صياغة المشكلة العلمية، وكذلك كتابة الإهداء فيما يخص الماجستير، وكيفية التفكير الناقد فيما يخص الدراسات السابقة، وأسلوب كتاباتها.
المصدر: موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية