هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

مدرسة الإمام الصادق العلمية/ ميزة الإقناع بالدليل والحجّة

ملاحظة

مدرسة الإمام الصادق العلمية/ ميزة الإقناع بالدليل والحجّة

أ.د سادسة حلاوي حمود – جامعة واسط

تمتّع الإمام الصادق(ع)، بحرية نسبية استثمرها في تدريس مختلف جوانب المعرفة الاسلامية واتسعت حياته(ع)، لتشمل مرحلتين من الحكم؛ هما نهاية العصر الأموي، وبداية العصر العباسي، وظهر(ع)، في فترة هي من أصعب وأدق  الفترات التاريخية( 83 – 148 هجرية)، وثار في أيامه عمه زيد بن علي بن الحسين(ع) سنة ١٢١ هجرية.
كما شهد بداية الدعوة العباسية وظهور جماعة تدعو لآل العباس وتخرج الخلافة من اولاد علي بن أبى طالب ع إلى أولاد العباس، بعد أن بدأت فصائل العباسيين تتحرك باسم اهل البيت(ع)، وتدعو إلى الرضا من ال محمد، صلى الله عليه وآله، وخلافة ذرية فاطمة بنت رسول الله، فانسحب الإمام الصادق(ع)، من المواجهة المكشوفة، ولم تنطلِ عليه الشعارات التي كان يستخدمها بنو العباس للوصول إلى الحكم بعد سقوط بني أمية الذين ازداد ظلمهم وعتوهم وارهابهم وتعاظمت نقمة الأمة عليهم.
 عاصر الإمام الصادق(ع)، ابي العباس السفاح وشطراً من حكم المنصور بما يقرب من عشر سنوات، انصرف خلالها عن السياسة المكشوفة إلى بناء الأمة علميا وفكريا وعقايديا وأخلاقا بناء يضمن سلامة الخط الإسلامي الاصيل على المدى البعيد، على الرغم  من إستمرار الانحرافات السياسية والفكرية في اوساط المجتمع الإسلامي نتيجة انفتاحه على ثقافات الأمم الأخرى من عادات وتقاليد وعلوم.
تراثه الفكري والمعرفي
 لو درسنا تراثه الفكري فإننا نجد فيه عمق الحجة القاطعة في قضايا العقيدة أو شؤون الحياة او طريقة معالجتها للقضايا السياسية التي تنسجم مع معطيات المرحلة، انه(ع)، أستاذ أئمة المذاهب كلها في كل شيء، لاسيما الفقه و التفسير و الكلام واللغة العربية، وكان(ع)، قمة من القمم الإنسانية، ومفخرة من مفاخر المسلمين عبر العصور، وكان لهذا الإمام العظيم أدواراً مختلفة في حياة الأمة الإسلامية والمسلمين بشكل عام.
 وفي تربيته للشيعة كان(ع)، صاحب المدرسة العلمية الكبرى التي لم يشهد التاريخ الاسلامي مثلا لها، فقد ضمت بين جنباتها اكثر من أربعة آلاف طالب وتلميذ كلٌ يقول: حدثني جعفر بن محمد الصادق(ع).
أي عظمة وتربية كانت تأتلف كل هذا الكم الهائل من الطلاب و التلاميذ من مختلف المشارب والمارب، ويجب أن ينتهِ إلى قاعدة تربوية في غاية في الأهمية وهي: على المربي ان يكون متربيا ليؤثر في طلابه وتلاميذه فمن أراد أن يربي الأجيال عليه ان يربي نفسه ليكون قدوة لهم في سلوكه وادبه واخلاقه وعلمه وفضله وكل شيء فيه.
كان(ع)، يجري على تربية أصحابه تربية إسلامية، لأن الإسلام  يمثل الصورة الثقافية والصورة الواقعية للحجة، وهكذا فعل الإمام الصادق(ع)، بالمدرسة العلمية، لاسيما أولئك الكبار الذين كان يميزهم الإمام(ع)، كحمران بن أعين، ومحمد بن مسلم، وأبان بن تغلب، ومن كبار التابعين وأصحاب الائمة السجاد والباقر(ع).
 ربّى الإمام الصادق(ع)، أصحابه و شيعته ليكونوا منارات علمية تضيء دروب الأجيال عبر العصور والدهور وهكذا ادبهم بادبه حتى كانوا مفخرة من مفاخر  المسلمين في كل عصورهم ودهورهم إلى اليوم بحمد الله وفضله.
 ومن يدرس الإمام الصادق(ع)، يندهش من تلك الطريقة التربوية الراقية جدا لطلابه وتلاميذه، لاسيما النجباء منهم ليعدهم كقادة موجهين ومبلغين عنه وعن ابائه الأطهار، دين الله ورسالة رب العالمين.
بهذه الصورة صنع الإمام الصادق(ع)، قدوات راقية ما زلنا نقتدي بهم الان  ونأخذ منهم وعنهم العلم والأدب والأخلاق والفضايل.
 أدرك الإمام الصادق(ع)، أن العلم والمعرفة أنجح وسيلة ليكشف الإنسان ذاته وما يحيط به من  الموجودات لمعرفتها، والسيطرة عليها وخصوصا انه قد ورث هذه الصفات عن ابيه الباقر(ع)، الذي تبحر في العلوم حتى لقب الباقر لأنه بقر العلم  أي شقه شقا وأظهره إظهارا.
  كان(ع)، قد قدم للإنسانية مدرسة راسخة علمية ومتكاملة من جميع الجوانب وكانت مدرسته منفتحة أمام  الملحدين والزنادقة، كان قويا في حجته، هادئا في اسلوبه الانساني، ويرى أن الإسلام  هو خط الله الوحيد في الحياة لا يلغي الآخر، و التزمت مدرسته  بهذا المنهج العلمي.
 واخيرا يمكن القول: ان مرحلة الإمام الصادق مرحلة تجديد الفكر الإسلامي وتاصيله وعلى هذا الأساس يعلن رأيه بوجوب الإمامة، لأن الإقناع  بالدليل والحجة هو ما ميز مدرسة الإمام الصادق(ع)، العلمية.
المصدر: الهدی

برچسب ها :
ارسال دیدگاه