شعر وقصیدة
لَو كَانَ عِنْدِي مِنْ تُرَابِكَ حَفْنَةٌ
حسين الثواب
لَوْ كَـانَ عِـنْدِي مِـنْ تُـرَابِكَ حَـفْنَةٌ
مَـا عِشْتُ فِي مَنْفَى الضَّيَاعِ بِغُرْبَةِ
يَـا مَـوطِنَ الـعُشَّاقِ شَـاقَنِيَ الهَوَى
لِثَـرَىً يَضُـمُّ سَـلِـيلَ بَـيـتِ نُـبُـوَّةِ
إنِّي بِقُـرْبِـكَ لَا أَمَلُّ هُـنَـيـهَةً
فَـلَـقَدْ وَجَـدْتُ جِـوَارَ قَـبْرِكَ جَـنَّتِي
أَسْـتَـافُ عِـطْـرَكَ ثُمَّ أَمْـضِي فِـيْ
عَوَالِمِكَ الَّتِي تُفْضِي لِأَطْيَبِ سِيرَةِ
فَأَرَاكَ فِي لُـجَـجِ الـبِّـحَارِ سَـفِينَةً
وَأَرَاكَ فِي الـبَـيدَاءِ وَاحَـةَ رَحْـمَةِ
وَأَرَاكَ فِـي الـظُّلُمَاتِ نَـجْمًا يَهْتَدِي
بِـكَ مَـنْ أَرَادَ الـفُوزَ يَـومَ الـحَسْرَةِ
وَأَرَاكَ مَـحْـمُـولًا عَـلَـى الأَكْـتَـافِ
شَـيَّـعَكَ الـحُسَينُ بِـغُصَّةٍ وَبِـوَحْشَةِ
فَـالـنَّـعْشُ يُـرْشَـقُ بِـالـسِّهَامِ كَـأَنَّـمَا
مَا قَالَ جَدُّكَ فِـيكَ أَيَّ وَصِـيَّةِ !
بِـالـسُّمِّ مُـتَّ وِبِـالسَّهَامِ رُمِـيتَ هَـلْ
يُزْرَى بِـعَـينِي إِذْ تَـجُـودُ بِـدَمْعَةِ؟
أَبْـكِي عَـلَيكَ كَـمَا بَـكَاكَ أَخُوكَ مَنْ
فِي كَرْبَلَا ( قَـتَـلَـتْهُ آلُ أُمَيَّـةِ
ظَـامٍ إِلَـى جَـنْبِ الـشَّرِيعَةِ) لَمْ يَذُقْ
إِلَّا الـحِـمَـامَ فَيَـا لَـهَـا مِنْ لَـوعَـةِ
حُـزْنًـا سَـأَحْـيا مَا حَـيِيتُ عَـلَيكُمَا
وَإِلَـيـكُمَا إِنِّي لَأُرْخِصُ مُـهْجَتِي