علماء وأعلام
العلامة الملا عبدالله البهابادي الیزدي(قد)
العلامة الملا نجمالدین عبدالله بن شهاب الدین حسین البهابادي الیزدي المعروف بالملا عبدالله البهابادي الیزدي الفقیه والمنطيق، والعالم الشيعي الفاضل، تولد في القرن العاشر الهجري في "بهاباد" على مسافة 210كم جنوب شرق مدينة يزد الإيرانية وتوفي في سنة (981هـ) ودُفن في العتبة العلوية المطهرة. سعى إلى نشر التشيّع وحل مشاكل الشيعة مستفيدًا من علاقاته الوثيقة بالبلاط الصفوي.
كان الملا عبد الله الیزدي فطحلًا في علم الفقه والمنطق، وصنّف أعمالًا مهمة أهمّها «الحاشية على تهذيب المنطق» المعروف بـ«حاشية الملا عبد الله» فكان أحد أسباب شهرته وذيوع صيته في الحوزات العلمية. كانت له مدارسات مشتركة مع آية الله مقدس أردبيلي لكنّه لم يكن يسعى إلى المرجعية الفقهية، وكان يرى أنّ واجبه يتمثّل في نشر العلوم العقلية والنقلية وتقديم الخدمات للحضرة المقدسة للإمام أمير المؤمنين(ع).
تنطوي شخصية العلامة الملا عبد الله البهابادي على أبعاد مجهولة، إذ على الرغم من امتداداته السياسية والاجتماعية وتصدّيه لسدانة العتبة العلوية المقدسة، ظلّت شخصيته ومكانته العلمية وسيرته العملية محتجبة بالنسبة للمحافل الحوزوية والجامعية حتى يومنا.
نشأ وترعرع في مسقط رأسه بهاباد وأتمّ تحصيل العلوم الأولية فيها، بعد ذلك شدّ الرحال إلى مدن إسلامية مثل شيراز وأصفهان سعيًا لتلقّي العلوم الدينية. انكبّ على البحث والتدريس ردحًا من الزمن في جوار الضريح المقدس للإمام أمير المؤمنين(ع)، فأثمرت هذه الفترة عن تصنيف حاشيته الشهيرة على كتاب تهذيب المنطق لسعد الدين التفتازاني.
▪ علاقاته بالدولة الصفویة
كانت تربطه بالدولة الصفوية الشيعية علاقات ومصالح كثيرة، وكان ملوك الصفوية لأسباب وعوامل مختلفة دينية وسياسية ومصالح حكومية يكنّون احترامًا وتبجيلًا عظيمين لعلماء الدين الشيعة ويستشيرونهم في العديد من شؤون الدولة. من ناحية ثانية، كان العلماء يوظّفون مواقعهم الأثيرة لدى ملوك الدولة الصفوية من أجل نشر مذهب التشيّع. في الحقيقة، كان لعلاقاتهم بالملوك الصفويين دور بارز في نشر نفوذ التشيّع واستطاعوا في تلك الفترة أن يخرجوا المذهب من عزلته والاعتراف به كمذهب رسمي للدولة والترويج لعقائده وآرائه، وانبرى علماء فطاحل مثل المحقق الثاني والشيخ البهائي والعلامة الكبير المجلسي إلى توجيه دفة سياسات البلاط الصفوي نحو الدعوة للتشيع، وقدّموا خدمات جليلة للإسلام والمذهب الشيعي. وكان الملا عبد الله من بين هؤلاء العلماء الذين وظّفوا علاقاتهم الوثيقة بالبلاط الصفوي من أجل نشر عقائد المذهب الشيعي وحل مشاكل الشيعة، وأثمرت جهوده عن نتائج عظيمة.
▪ المكانة المعنوية والعلمية
كان الملا عبد الله في طليعة علماء عصره في الزهد والتقوى، وأطلقت عليه ألقاب كثيرة من قبيل علامة دهره، الفقيه المنطيق، العالم الفاضل، أتقى وأزهد أبناء عصره، شارح المنطق المفكر، كلّها تدلّ على سمو مكانته وشرف منزلته، وعلوّ كعبه ودرجته العلمية والمعنوية.
لقد خاض الملا عبد الله عباب علم الفقه وبلغ فيه شأوًا بعيدًا حتى صار أحد أساتذته الذين يُشار إليهم بالبنان، وكان يقول عن استحقاق وجدارة: إنّي، بتوفيق من الله، لو شئتُ لخضتُ في جميع مسائل الفقه وقدّمت في شرحها وتوضيحها من الأدلة والبراهين ممّا لا يرقى إليه أيّ شك أو شبهة.
▪ التراث العلمي
ترك الملا عبد الله تراثًا غنيًا من المصنّفات نذكر منها على سبيل المثال:
حاشیة تهذیبالمنطق لسعد الدین التفتازاني
شرح تهذیب المنطق بالفارسیة
حاشیه بر مختصر تفتازانی
حاشیه بر مطوّل تفتازانی
التجارة الرابحة فی تفسیر السورة و الفاتحة
شرح قواعد در فقه شیعه
حاشیه بر حاشیه شریفیه
حاشیه بر حاشیه بر شرح شمسیه
بعد عمر حافل بالجهود الحثيثة والخدمات الجبارة في حقل التعليم والتعلّم أغمض الملا عبد الله البهابادي عينيه عن هذه الدنيا في سنة 981هـ في أواخر حكم الشاه طهماسب الصفوي لينتقل إلى الدار الباقية.