موجز أحكام الحج
الحمد لله على نعمه وأفضاله، فمع قرب موسم الحج الأكبر طبع في هذا العام 1444 الجزء الأول من البحث الاستدلالي في أحكام الحج للأستاذ السيد علي الأكبر الحائري حفظه الله تعالى.
وكان محور هذه الدراسات موجز أحكام الحج للسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قد) وهي الرسالة العملية لمناسك الحج المطبوعة سنة 1395 وقد كتبها أولاً في العام الذي تشرف فيه بأداء هذه الفريضة تذكرة له وتحديدًا لما توصل إليه نظره، ثم لاحظها من جديد بغية تبسيطها وتيسير عبارتها وذكر هذه التعديلات في عشر نقاط وكان من أهمها:
1- ألغى الفوارق في التعبير عن الدرجات المختلفة للفتوى من قبيل (الأقوى) و (لايبعد) ونحوها لأنها تشوش على المكلف وليس لها مدلول عملي.
2-ألغى التمييز بين الفتوى والاحتياط الوجوبي لنفس الغرض السابق.
3- أهمل التعرض لجملة من الأحكام على الرغم من كونها منصوصة لعدم كونها ذات مغزى عملي في حياة الحجاج اليوم كمثل الحكم ببطلان الطواف إذا دخل الكعبة فمن الذي يتاح له أن يدخل الكعبة ليبين له هذا الحكم.
4- استبدل ألفاظًا واضحة بدل الألفاظ التي تبدو غريبة اليوم كلفظ بدنة وأدنى الحل والصرورة وأيام التشريق.
5- ألغى في جملة من الموارد الاحتياطات الاستحبابية لغرض التركيز على الواجب.
6- ترك التعرض للمستحبات التي ترتبط بأماكن ومواقع تاريخية لا واقع معين لها فعلًا في الحياة العملية مثل (الأبطح) و(باب بني شيبة) ونحو ذلك.
7- حافظ على منهجة معقولة في تسلسل المسائل وتصنيفها فإذا كانت مسألة مترتبة بطبيعتها على مسألة أخرى ذكرها وفقًا لما يقتضيه ذلك.
ومسائل الحج بعضها يمثل أحكامًا عامة أو معلومات عامة عنه كمسائل الاستطاعة وأقسام الحج، وبعضها يمثل مناسكه المتدرجة كأحكام الإحرام ما يتلوه من الطواف والسعي وهكذا.
فمسائل الصنف الأول استعان في إبراز ما بينها من تدرج وترتب بطريقة طرح أسئلة والجواب عليها متدرجًا حسب النهج الطبيعي لتلك المسائل. ومسائل الصنف الثاني أبرز ما بينها من التدرج باستعراض عملية حج التمتع المتدرجة بطبيعتها منسكًا بعد منسك.
8- ضمن الرسالة بيان الحكم الشرعي في عدد من المسائل الابتلائية وهي اليوم قابلة للازدياد.
9- ذكر المستحبات لكل منسك في فصل مستقل عقيب الفصل المعقود للواجبات.
كانت هذه أهم النقاط التي قام بإجرائها السيد الشهيد في منسكه ولعلها هي الباعث على اختيار سماحة السيد علي الأكبر لهذا المنسك وجعله محور بحثه.
بدأ السيد الحائري تدريسه لهذا المنسك في شوال 1428 وختمه سنة 1438 خلال عشر سنوات دراسية.
وناقش فيه جملة من الفقهاء المعاصرين من بينهم السيد الشهيد الصدر صاحب المتن والسيد كاظم الحائري والذي كانت له تعليقة على موجز المناسك هذا، والسيد الخوئي الذي أكثر من مناقشته كثيرًا والسيد محمود الشاهرودي والشيخ محمد الفاضل اللنكراني، ومن المعاصرين الأحياء الشيخ محمد إسحاق الفياض الفياض وغيرهم. احتوى موجز أحكام الحج على 149 مسألة، والجزء المطبوع من بحوث السيد على الأكبر الحائري بلغ إلى المسألة (55) من مسائل الإحرام.