وليد الكعبة وإمام المتقين
حميد حلمي البغدادي
أهلاً بميلادِ الفَتى المَحمودِ
في كعبةٍ ثُنِيَتْ لِخَيرِ وليدِ
هو ذا الوَصيُّ الفذُّ جاءَ مُهَلِّلاً
في قلبِ بَيتٍ طابَ بالصِنديدِ
كانتْ ولادتُهُ تُجلجِلُ آيةً
وعلامَةً مِنْ ربِّنا المَعبُودِ
أكرِمْ بهِ سنَدَاً لدينِ محمدٍ
ومَعينَ تضحيةٍ وخيرَ عَضيدِ
وَلَوالِدَاهُ هما الأصالةُ مَنبَتاً
وكَفالةٌ تدعو الى التمجيدِ
فأبوهُ شيخُ الذائِدين مُدافِعاً
عن دَعوةِ الهادي إلى التوحيد
والاُمُّ راشِدةٌ أطاعَتْ ربَّها
قَبْلَ الرسالةِ زوجةً لرشيدِ
طافتَ ببَيتِ اللهَ تُكْبِرُ قدْرَهُ
رَبَّاً حَباها بالعَطا المَمدُودِ
فانشقَّ رُكنٌ قد تصدَّعَ سالماً
وأتى المخاضُ هناكَ بالمَوعُودِ
في مَعْلَمِ التوحيدِ صاحَ وليدُها
لبيكَ ربَّ العرشِ أنتَ مُعِيدِي
أعظَمْتُ طلعتَهُ البهيّةَ ساجِداً
للهِ في وَلَهٍ سُجُودَ مجيدِ
هو ذا الوَصِيُّ البَّرُ دامَ بَنَسلِهِ
نسْلُ النَبيِّ وذا أميرُ حُشُودِ
أنعِمْ بهِ شَأْناً ومظهرَ رِفعَةٍ
طُهْراً تقلَّبَ في هُدىً وسُجُودِ
في يوم مولدِكَ العجيبِ مكانُهُ
أُزجيكَ حُبَّاً من صميم وُجُودي
أذْ أنتَ في الأمجادِ شاغِلُ فِكرِنا
تمضي الدهورُ وأنتَ في تخليدِ
لكنَّنا وعُلاكَ تغبِطُهُ المُنى
خَجْلى عزائمَ صُنتَها بَسديدِ
وشهامةِ المتوسِّلينَ بِخالقٍ
مَحَصَ العبادَ بواعدٍ وشديدِ
مانحنُ في جنبِ الوصيِّ مكانةً
وهوُ المحَجَّةُ في التُّقى والجُّودِ
حاشا عَليّاً لا يُريدُ مُحامياً
يعلُو بصوتِ مُناصرٍ ومُرِيدِ
تاللهِ قد عَرِفَ الجُفاةُ بفضلِهِ
وحقيقةٍ حُجبَتْ غَداةَ جُحُودِ
لكنّه - روحي فِداهُ - يُريدُنا
آياتِ إيمانٍ وعزمَ اُسُودِ
نروي الحياةَ بكلِّ خيرٍ نافعٍ
ونُغِيثُ مَقهوراً طريدَ مُبيدِ
ونذودُ عن وطنٍ أُضِيعَ بخائنٍ
ونُبيرُ ظُلمَ مُدمِّرٍ وحَقُودِ
ونقدّمُ الإسلامَ عَدْلاً واضحاً
قِسطاً يباركُ بالقُرى والبِيدِ
هو ذا مَرامُ وليدِ كعبةِ ربِّنا
لا خيرَ في وُدٍّ بغيرِ جُهُودِ
يا اُمّةَ القُرآنِ تلكَ ربُوعُنا
بُلِيَتْ بويلاتٍ وجُرمِ لَدُودِ
فالمَسْجدُ الأقصى أسيرُ صهايِنٍ
واُخُوَّةُ الاسلامِ في تَبديدِ
ودواعشٍ جعلوا البلادَ حرائقاً
لِتفُوقَ سلطةُ فاسِدٍ ويَهُودِ
منّا السلامُ على حبيبِ محمدٍ
ووصيِّ أحمدَ بل وفَخْرِ شهيدِ
لو أنّهُ شَهِدَ المهانةَ وَصمةً
تعلُو الجِباهَ وغَطرساتِ عنيدِ
لأشاحَ بالوجهِ الكريمِ تعفُّفاً
عنْ قادةِ العَوراتِ والتقريدِ
عُبّادِ ضيعاتٍ لهُم ومصايفٍ
وقصورِ حفلاتٍ ولَذّةِ غِيدِ
هذا عليٌّ طلَّقَ الدُّنيا تُقىً
ما كانَ يَشبَعُ رحمةً بشريدِ
أو عائلٍ حُرِمَ الطعامَ لعُسْرةٍ
او مُفجَعٍ بِأعزَّةٍ وفقيدِ
صلى عليهِ اللهُ نهجَ نُبُوَّةٍ
جعلَ العدالةَ غايةَ المَقصُودِ
أعظِمْ بهِ رمزاً لكلِّ مُرُوءَةٍ
وبطولةٍ وشهامةٍ وصُمُودِ
بدأ الحياةَ بقلبِ مكةَ ساجِداً
ختَمَ الحياةَ شهادةً بسُجُودِ