إذا كنت تسعى إلى الزهد الحقيقي في حياتك، فاجعل كلام الإمام علي(ع) خارطة طريق لك. حینما قال(ع):  «الزهد كله بين كلمتين من القرآن : قال الله سبحانه : ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي ، فقد أخذ الزهد بطرفيه».
فالزهد لا يعني أن تترك الدنيا أو أن تمتنع عن الاستمتاع بما رزقك الله، بل يعني أن يكون قلبك متحررًا من التعلق بالماضي والمستقبل، مستقرًا في الرضا بقضاء الله وقدره. لا تحزن على ما فات؛ فالماضي لا يعود، وما حدث كان بإرادة الله. تقبّل ذلك وارضَ بما قسمه الله لك. ولا تفرح فرحًا مفرطًا بما لديك؛ فكل نعمة هي من الله، وقد تزول في أي لحظة. اعتدل بمشاعرك، وتذكّر أن الدنيا دار ممر وليست دار مقر. الزهد هو القناعة والرضا، أن لا يحزنك الفائت ولا يغرّك الآتي. اجعل الدنيا وسيلة للآخرة، ولا تجعلها غاية. ليكن قلبك مع الله دائمًا، متحررًا من هموم الدنيا، لتعيش حياة مليئة بالسكينة والرضا.