
سیماء الصالحین
آية الله النجفيّ القوﭼـانيّ(ره)
يقول هذا العالم الجليل حول أيّام دراسته ما يأتي: «في هذه الفترة، التي هي السنة الثالثة لإقامتي ودراستي في أصفهان، وبسبب تأثير مواعظ الأستاذ الكامل الآخوند الكاشيّ الذي كنّا نقرأ عليه منظومة السبزواريّ، وبسبب المعارف التي كنّا نتلقّاها منه، رغبت تدريجيّاً بإحياء الليل، إلى أن بدأت أفكّر بالرياضة في مكان رياضة الشيخ البهائيّ، في مقبرة «تخت فولاد أصفهان» بين القبور وفي سرداب، حيث بنوا بمساحة قبر مكاناً مسقفًا بحجار مليئة بالنتوء على عمق درجتين، بمقدار القبر، إلّا أنّ وجهته إلى القبلة بحيث يمكن للإنسان أن يؤدّي فيه صلاته بركوعٍ وسجود. فكّرت أن أُظهر للأصدقاء أننّي ذاهب إلى طهران وأذهب إلى ذلك السرداب أختفي فيه نهاراً، وأقضي الليل في الصحراء بجوار الموتى لأطهّر نفسي من الرذائل وأحلّيها بالفضائل، وأكون بذلك قد قمت بسياحة في مقامات العارفين ومنازلهم. وبقيت هذه الأفكار تراودني مدّة، وكنت أحياناً أتصوّر أنّ ذلك محض رهبانيّة (...) وكنّا نقرأ العزاء ليالي الجمعة، وقرّرت أن أبقى مستيقظاً حتّى الصباح منشغلاً بقراءة القرآن والأدعية والأوراد وأن اشتغل بين الطلوعين بزيارة عاشوراء، وشيئاً فشيئاً أقلعت عن التفكير بمشروع «تخت فولاد» .
برچسب ها :
ارسال دیدگاه