في خضم المآسي الإنسانية التي تضرب غزة، تتصاعد أصوات القلق من مكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة(OCHA) بشأن الوضع الحرج للأطفال والرضع الذين يعانون من البرد القارس. التقارير الأخيرة كشفت عن وفاة ثمانية أطفال بسبب التجمد، حيث تعاني تلك الأرواح البريئة من آثار حصار الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع وصول المساعدات الأساسية.
تتساقط الأمطار بغزارة على خيم النازحين المتهالكة، التي لم تعد توفر الحماية الكافية من الطقس القاسي. في ظل انعدام الغذاء والماء، تُجبر الأسر على العيش في ظروف قاسية، حيث يحاولون البقاء أحياء وسط شبح الجوع والمرض. الأطفال، في حالة ضعفهم المعهود، هم الأكثر عرضة للخطر، خاصة مع انهيار النظام الصحي في غزة الذي لم يعد قادرًا على تقديم الرعاية اللازمة.
تأكيدًا على ضرورة التحرك الفوري، حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى مزيد من الوفيات بين الأطفال، الذين لا ينبغي أن يدفعوا ثمن الحروب من حياتهم. الأمل في تحقيق وقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية يمثل الضوء الوحيد في نفق مظلم يعيش فيه هؤلاء الأطفال.

الأطفال في غزة، بأصواتهم الصادقة، يطلبون من العالم أن يلتفت إليهم، وأن يمد لهم يد العون. فكل يوم يمر يحمل في طياته معاناة جديدة، لكن الأمل ما زال قائماً. دعوة الطفولة البريئة يجب أن تصل إلى كل القلوب، وأن تكون حافزًا للعمل من أجل إنقاذ أرواحهم وإعادة الأمل إلى عيونهم.