
کلمة رئیس التحریر
فانوس فی الظلام
الإمام الكاظم(ع)، السابع من أئمة أهل البيت(ع)، كان نموذجًا فريدًا في المقاومة ضد الظلم والالتزام بالمبادئ والقيم الإسلامية. في زمنٍ كانت فيه الظلم والفساد كعاصفةٍ سوداء تغطي سماء الأمة، وقف(ع) كالطود الشامخ، ليُسمِع العالم مرة أخرى رسالة العدالة والحقيقة. لقد اشتهر الإمام الكاظم(ع) بـ"باب الحوائج"، ليس فقط لتفريج الكربات عن الناس، بل لفتح آفاق الحرية والدين. لقد بذل نفسه في سبيل الحق، ولم يتراجع يومًا عن مواجهة الطغاة. كان بسلاح الدعاء والصبر والحلم، درسًا حيًا في الحرية والعزة لكل من تأمل حياته. حياة الإمام الكاظم(ع) مليئة باللحظات التي فيها تصدى للظلم، حتى وهو في أشد ظروف السجون قسوة. بأسلوبه الكريم وأخلاقه العالية، أثَّر في سجانيه وأظهر لهم أن نور الإيمان لا ينطفئ حتى في أشد لحظات الظلام. كان صمته أحيانًا أبلغ من ألف خطبة، حيث فضح به ظلم الظالمين. الإمام الكاظم(ع) يُذكِّرنا بحقيقة أن المقاومة للحق والوفاء بالمبادئ الإسلامية لن تكون أبدًا بلا جدوى. حياته كانت كالفانوس الذي يضيء لنا الطريق في الظلمات، ويدعونا إلى العمل بواجباتنا وحماية قيمنا. واليوم، ونحن نستذكر مسيرته العظيمة، علينا أن نستلهم من مواقفه الثبات في وجه الظلم والانحراف، ونحمل راية العدل والحق عاليًا كما فعل هو(ع).
برچسب ها :
ارسال دیدگاه