کلمة رئیس التحریر
ثمار المقاومة وعواقب الفشل
المقاومة ليست مجرد فعل دفاعي محدود في الزمان والمكان، بل هي تعبير عن إرادة الشعوب في رفض الظلم والاستبداد. الدفاع عن الهوية والكرامة يعني صون المبادئ التي تقوم عليها حياة المجتمع، مثل الاستقلال، السيادة، والحرية. فالهوية ليست مجرد كلمات أو رموز، بل هي حقيقة تتجلى في ثقافة الشعوب، لغتها، دينها، وعاداتها. لذلك، تكون المقاومة صمام الأمان الذي يحمي هذه المكونات من التلاشي أو التشويه.
المقاومة تحقق مكاسب كثيرة تتجاوز حدود المواجهات العسكرية. فهي أداة لخلق وعي جماعي يعزز الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد. الوحدة الوطنية الناتجة عن المقاومة ليست مجرد حالة مؤقتة بل قد تكون نقطة انطلاق لنهضة شاملة. الروح المعنوية التي تبثها المقاومة تُحفّز على الإبداع والعمل من أجل تحقيق أهداف أكبر تتجاوز لحظة الصراع.
يمكن للمقاومة -في المجال السیاسي- أن تغير مواقف الدول والمجتمع الدولي، خاصة عندما تبرز قوتها في التعبير عن الحق، مما قد يجبر الأعداء على تقديم تنازلات أو فتح مسارات للحلول الدبلوماسية. وفي المجال الاجتماعي یمکن المقاومة توحّد الفئات المختلفة من المجتمع حول هدف مشترك، وتساهم في تخفيف التفرقة الطبقية أو الأيديولوجية. كما تعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه قضايا الوطن.
ولکن الخضوع للعدو يؤدي إلى ما هو أكثر من فقدان الأرض أو الموارد؛ فهو يعمّق الشعور بالعجز وينشر اليأس. تفكك المجتمع يصبح نتيجة حتمية في ظل غياب مقاومة فعالة، حيث يبدأ الأفراد في فقدان الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على التغيير. إضافة إلى ذلك، الاستسلام يفتح المجال أمام الأعداء للتمادي في انتهاكاتهم، مما يعرض الأمن القومي لمزيد من التهديدات.
المقاومة ليست خيارًا ترفيًا أو ظرفيًا، بل هي ضرورة وجودية للشعوب التي تسعى للبقاء. يجب أن تدرك الشعوب أن التمسك بالحقوق هو السبيل للحفاظ على مكتسباتها، وأن مقاومة الظلم تحتاج إلى التضحية والعمل المشترك. لأن الهزيمة ليست مجرد خسارة لحظة، بل هي بداية النهاية لكل قيم الحرية والكرامة.
برچسب ها :
ارسال دیدگاه