هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

مکافحة الظلم

کلمة رئیس التحریر

مکافحة الظلم

في عالم يشهد تزايداً في الظلم والاضطهاد، تبرز الحاجة الملحة لمكافحة الظلم ودعم المظلومين كضرورة إنسانية وإسلامية. يؤكد القرآن الكريم على هذا المبدأ في آيات عديدة، منها قوله تعالى: «وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا»(النساء: 75)، داعياً المؤمنين للدفاع عن المستضعفين.
وفي هذا السياق، يروى عن النبي(ص) أنه قال: «مَنْ شَهِدَ رَجُلًا ینادی یا مُسْلِمینَ فَلَمْ یجِبْهُ فَلَیسَ بِمُسْلِمٍ» وقال الإمام علي(ع): "أحسن العدل نصرة المظلوم"، مؤكداً على أهمية نصرة المظلوم. كما حذر القرآن من مغبة الركون إلى الظالمين في قوله تعالى: «وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» (هود: 113). ويعزز الإمام الصادق(ع) هذا المفهوم بقوله: «ما مِنْ مُؤمِنٍ یعینُ مُؤْمِناً مَظْلُوماً الّا کانَ افْضَلَ مِنْ صِیامِ شَهْرٍ واعْتِکافِهِ فی المَسْجِدِ الْحَرامِ، وَما مِنْ مُؤمِنٍ ینْصُرُ اخاهُ وَهُوَ یقْدِرُ عَلی نُصرَتِهِ الّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَالآخِرَةِ»، مشيراً إلى المكافأة الإلهية لمن ينصر المظلومين.
إن هذه التعاليم الإسلامية تدعو المسلمين للعمل الجاد في مواجهة الظلم وإقامة العدل، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر إنصافاً وإنسانية. وفي ظل التحديات العالمية الراهنة، تبرز أهمية هذه القيم كمنارة للعمل الإنساني والأخلاقي في مواجهة الظلم بكافة أشكاله.
إن تطبيق هذه المبادئ في واقعنا المعاصر يتطلب وعياً جماعياً وعملاً منظماً على المستويات كافة، من الفرد إلى المجتمع والدولة. فمكافحة الظلم ليست مجرد شعار، بل هي ممارسة يومية تتجلى في مواقفنا وأفعالنا، وتسهم في بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً.

برچسب ها :
ارسال دیدگاه