الصراع بين العلمانيين والمتدينين في إسرائيل:
من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الإسرائيلي اليوم هو الصراع بين العلمانيين واليهود الحريديم (المتشددين دينياً). المتدينون يعيشون حياة منفصلة من الناحية الثقافية والدينية، ولا يشاركون في الجيش أو الحياة العامة بنفس الطريقة التي يشارك بها العلمانيون. التحدي يكمن في أن المتدينين يشكلون قنبلة ديمغرافية، حيث ينجبون أطفالًا بأعداد كبيرة، في حين أن العلمانيين ينجبون أطفالًا بأعداد أقل. مع ذلك، المتدينون يعتمدون بشكل كبير على الدعم الحكومي دون أن يساهموا بفعالية في المجتمع، مما يؤدي إلى توتر مستمر بين الفئتين.
تيار الصهيونية الدينية:
في الوقت الحاضر، برز في إسرائيل تيار جديد يمزج بين الدين والسياسة، وهو “الصهيونية الدينية”. هذا التيار يسعى إلى إضافة بعد ديني إلى المشروع الصهيوني، مما يجعل من الصهيونية أكثر من مجرد مشروع قومي، بل يربطها بالمفاهيم الدينية اليهودية. وقد أصبح هذا التيار حليفًا قويًا للقوميين اليمنيين في إسرائيل (الليكود) الذي يمثله بنيامين نتنياهو.
الصهيونية الدينية كحل للأزمة الديمغرافية والسياسية:
الصهيونية الدينية هي محاولة لتجاوز التحديات التي تواجه المجتمع الإسرائيلي، خصوصًا مع تزايد أعداد المتدينين. تحاول الصهيونية الدينية إدماج المتدينين ضمن المشروع الصهيوني، بحيث يصبحون جزءًا فعالًا في بناء الدولة دون أن يتخلوا عن هويتهم الدينية. الهدف هو تقليل التوتر بين العلمانيين والمتدينين وضمان بقاء إسرائيل كدولة قومية يهودية متماسكة.
بناء عى كل ما تقدم، يمكننا فهم أن الصراع بين العلمانيين والمتدينين يمثل تحديًا كبيرًا لإسرائيل دولةً وشعباً، وأن الصهيونية الدينية تمثل محاولة جديدة للتوفيق بين الدين والسياسة في إسرائيل، أي أنها مسعى لإيجاد حل يمكّن المجتمع الإسرائيلي من التعايش بين فئاته المختلفة، ولكن هذا التعايش الداخلي يخلق أزمة على مستوى خارجي، وهو السياسات المتطرفة في التعاطي مع الملفات الخارجية، وخصوصا الأمنيّة والحقوقية منها، سواء المتعلقة بالفلسطينيين أو عموم المنطقة. وكلما توغلت الصهيونية الدينية وازداد تحالفها رسوخا مع القوميين اليمنيين زادت نسبة المخاطر على إسرائيل وأمنها. وهذا ما نشهده في الفترة الحاضرة مع صعود نتنياهو.
المصدر: الاجتهاد
برچسب ها :
ارسال دیدگاه