شهداء الفضیلة
الشهید السید أسدالله المدني(قد)
السيد أسد الله مدني (1401-1332ه) من علماء الشيعة الذين ناضلوا ضد حكومة الشاه، وكان إمام جمعة في همدان وتبريز وعضوًا في مجلس خبراء الدستور. كان من النشطاء قبل الثورة الإسلامية وقد تم اعتقاله عدة مرات من قبل النظام الملكي وتعرض للنفي إلى مدن مختلفة في إيران.
ولادته ونسبه
ولد السيد أسد الله مدني في عام 1293 ش (1332ه)، في آذرشهر من توابع تبريز. فقد والدته في سن أربع سنوات، ووالده الذي كان يُدعى آقا مير علي في سن السادسة عشرة وقضی فترة طفولته في مصائب كثيرة.
حیاته العملیة
في قم
درس السيد أسد الله مقدمات العلوم الدينية في مدرسة طالبية تبريز، ثم انتقل إلى مدينة قم المقدسة لمتابعة دراسته. قضى سنوات عديدة قرب حرم السيدة فاطمة المعصومة(س) واستفاد من دروس كبار العلماء في الفقه والأصول والفلسفة.
في النجف
استقر في النجف حيث كانت مركزًا كبيرًا للإسلام، ودرس تحت إشراف علماء بارزين مثل آية الله السيد محسن الحكيم وآية الله السيد أبو الحسن الإصفهاني وآية الله السيد عبد الهادي الشيرازي. كان يتلقى العلم بسرعة ويحقق تقدمًا ملحوظًا، مما زاد من بروز شخصيته العلمية والروحية حتى نال مرتبة الاجتهاد من مراجع كبار مثل آية الله الحكيم في النجف وآية الله حجت كوه كمري في قم وآية الله خوانساري.
عمل آية الله مدني لعدة سنوات في تدريس الحوزة العلمية في النجف، وكانت دروسه من بين الدروس النشطة التي كانت تتسم بالحيوية.
حیاته الإجتماعیة
بدأ مدني نشاطاته السياسية والاجتماعية أثناء دراسته في قم، حيث عاد إلى مسقط رأسه آذرشهر وعارض النفوذ الاقتصادي والاجتماعي للبهائيين من خلال خطباته التي أدت إلى طردهم من المدينة. بعد ذلك، تم نفيه لفترة إلى همدان.
عندما جاء سيد مجتبي نواب صفوي إلى إيران لإعدام أحمد كسروي، قدم آية الله مدني له مدخراته التي كان قد ادخرها لزواجه. كما سافر إلى مصر في زمن جمال عبد الناصر على رأس وفد من علماء النجف للكشف عن انقلاب فضل الله زاهدي.
بعد وفاة آية الله السيد محسن الطباطبائي الحكيم، طرح مرجعية الإمام الخميني(قد) في همدان، مما جعل السافاک (جهاز الأمن الإيراني) يذكر أنه جعل أكثر من ثلث سكان همدان مقلدين للإمام.
استمرت زياراته بين همدان والنجف حتى أوائل عام 1350 الشمسي (1971م)، وفي هذه الفترة رحل إلى مدينة خرم آباد بناءً على دعوة من أهلها ورجال الدين.
بعد الثورة الإسلامية
مع تشكيل مجلس خبراء الدستور، تم انتخابه ممثلًا لأهالي همدان في هذا المجلس، وبأمر من الإمام الخميني تولى إمامة الجمعة في المدينة بعد استشهاد السيد محمد علي القاضي الطباطبائي، أول شهيد المحراب وإمام الجمعة وممثل الإمام في تبريز.
واجهت إمامته للجمعة معارضة من أعضاء حزب الجمهورية الإسلامية، وتم إحراق مكان صلاة الجمعة عدة مرات.
مع بداية الحرب، كان مدني يعمل على تعزيز روح المجاهدين الإسلاميين، حيث كان يرتدي زي الحرب ويشارك في جبهات القتال ويشجع المجاهدين من خلال حضور مجالس الدعاء والعبادة.
من الأنشطة الأخری التی قام الشهید بها:
- إنشاء مهدية في همدان؛
- تأسيس صندوق لقرض الحسنة في همدان؛
- تأسيس صندوق لقرض الحسنة في قصر شيرين؛
- بناء عدد من المنازل في إحدى قرى بويين زهرا؛
- بناء مسجد في نور آباد ممسني.
أساتذته
• الإمام السيد روح الله الخميني؛
• السيد محسن الحکیم؛
• السيد أبو القاسم الخوئی؛
• السید أبوالحسن الإصفهاني؛
• السید عبدالهادی الشیرازي؛
• السید محمدتقي الخوانساري؛
• حجت کوه کمري؛
مؤلفاته
واحد من أشهر آثاره هو كتاب "تحقيق درباره اول أربعين سيد الشهداء" [دراسة في أول أربعين لسيد الشهداء]، حيث يسعى من خلاله إلى إثبات عودة أهل البيت(ع) إلى كربلاء في يوم الأربعين، مستندًا إلى أقوال متنوعة واستشهادات عديدة. وقد كتب أيضًا آثار أخرى في مجالات علمية مختلفة.
استشهاده
في الساعة الواحدة والـ 45 دقيقة، أتم خطيب الجمعة ركعتين من صلاة الجمعة ووقف للصلاة النافلة. وفي هذه الأثناء، اقترب شخص مجهول يبلغ من العمر حوالي 20 عامًا من المنصة. وعندما شكوا فيه حاولوا منعه، لكنه أمسك بذراع خطيب الجمعة وأوقف صلاته وسحب دبوس قنبلة يدوية مما أدى إلى انفجار رهيب في محراب صلاة الجمعة فسُفك دم آية الله مدني في المحراب يوم الجمعة 20 شهريور ش1360 (12 ذيالقعدة 1401ه) على يد أحد أعضاء منظمة مجاهدي الخلق (المنافقين).
تم تشييع جثمان الشهيد في حزن ومأساة أهل تبريز وقم ودفن في حرم السيدة المعصومة (س) في قم.
برچسب ها :
ارسال دیدگاه