هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

مكافحة التحريفات في قضية عاشوراء

مقتطف

مكافحة التحريفات في قضية عاشوراء

إن الواعظ الحسيني يجب أن ينهي حديثه بذكر المصيبة وذكر المصيبة هذا ينبغي أن لا يقف تأثيره عند بكاء الناس فالبكاء وحـده لا يكفي، بل إن المطلوب أن يهتز المجلس من مكانه ويرتج ارتجاجاً وتظهـر كـل مـلامح المأساة في ذلك المجلس. وأنا لا أخالف أن يهتز المجلس ولكن أقول إن اهتزاز المجلس ووقوع الهرج يجب أن لا يكون هـدفـاً بحد ذاته.
فإذا كـان الأمر كله يتم في الاتجاه الصحيح ويترافق ذلك مع شرح للحقائق وتبيانها دون اللجوء إلى قراءة التعـزية الكـاذبـة أو اللجوء إلى التزوير والتحريف واختلاق أسماء لأصحاب الإمـام الحسين (ع) ممن لا يعرفهم التاريخ كما لا يعرفهم الإمام الحسين (ع) نفسه لأنهم لا وجود لهم في الأساس. ويكون الإنسان غير مضطر لذكر أسماء لأبناء الحسين ممن لا وجـود لهم في الواقع الخارجي أو ذكـر أسماء لأعـداء الحسين ممن لا وجـود لهم فـإذا سـال الـدمـع عـلى قـاعـدة الصـدق والحقيقة، وحصـل عنـدهـا الغـليـان واهتز المجلس وتمثلت كربلاء في ذلك العزاء فإنه أمر جيد جداً.
ولكن ماذا لو اختفت الحقيقة والصدق والإخلاص فهل علينا أن نحارب الإمام الحسين (ع) وتعاديه ونكذب عليه ونتقول عليه؟!
هذه هي نقاط ضعف الناس العوام، فما هو المطلوب منا أن نفعـل مقابـل ذلك؟ هل يجوز لنا أن نستغل نقطة الضعف هذه؟ ونقول إنه ينبغي استثمار هذه الحالة وركوب الموجة؟ ونتوج أنفسنا بتاج نيشابور لأن عوام الناس حمقى ولا بد لنا من استغلال حماقتهم؟! كلا، فإن الرسالة الخطيرة والكبيرة الملقاة على عاتق العلماء هي مكافحة نقاط الضعف التي يعاني منها المجتمع.
ولذلك فإن الرسول الأكرم (ص) يقول: "إذا ظهرت البـدع في أمتي فليظهر العالم علمه، وإلا فعليه لعنة الله".
والقـرآن الكريم يذهب إلى أبعـد من ذلـك بـقـولـه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾.
نعم فواجب العلماء في عصر خاتم النبوة هو مكافحة التحريف. ولحسن الحظ فإن وسائل هذا الكفاح وأدواته موجودة كما أن هناك عدداً لا بأس به من العلماء ممن وقفوا هذا الموقف المشرف حتى الآن. وما كتـاب "اللؤلؤ والمرجـان" الذي يتعرض فيه مؤلفه إلى موضوعة واقعة عاشوراء التاريخية وهو الكتاب الذي تطرقت إليه في المجالس الثلاثة الماضية لمؤلفه الحاج نوري (رض) إلا تطبيقاً عملياً ومصداقاً حياً لهذه الوظيفة المقدسة جداً جداً والتي قام بها هذا الرجل العـظـيـم عـلى أحسن وجـه وهي المصـداق الحي للقسم الأول مـن حـديث الرسول (ص): "إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه".
المصدر: الملحمة الحسينية (ج1/ ص82)، العلامة الشهيد الشيخ مرتضى مطهري (قد)

برچسب ها :
ارسال دیدگاه