کلمة رئیس التحریر
مکاءٌ وتصديةٌ
الكعبة عبر التاريخ كانت دائمًا مقدسة ولم يكن يلوث حرمتها وقداستها إلا الأفكار الجاهلية البالية. قبل الإسلام وفي زمن الجاهلية، كان المشركون الذين يزورون بيت الله الحرام، يخلعون ملابسهم ويطوفون حول الكعبة عراة، لكن مع ظهور الإسلام، أُمر الطائفون بارتداء الملابس وأخذ زینتهم عند کل مسجد. وکذلک، عندما اجتمع مشركو قريش في دار الندوة بنيّة قتل رسول الله (ص) وإبادته، وبعد اتخاذ القرار لتنفيذ مقاصدهم الشنيعة، توجهوا إلى الكعبة وبدأوا بالطواف وهم يصفقون ويرفعون أصواتهم ويصيحون، فنزلت آية تذم هذا الفعل القبيح. وحسب رواية أخرى، كان الكفار يطوفون بالبيت وهم يصفقون ويرفعون أصواتهم، فنزلت الآية لتوبيخ هذا السلوك المذموم البشع.
وفي يومنا هذا، عادت وظهرت مرة أخرى عادات وتقاليد الجاهلية التي تتعارض تمامًا مع سيرة وسنة النبي (ص)، في أرض الحجاز وفي أحد أفضل شهور السنة وفي أحد أقدس الأماكن على وجه الأرض، عاد بعض المرتجعين إلى الأفكار الجاهلية وبدأوا بالطواف حول الکعبة المعظمة دون مراعاة الحدود الشرعية، ويرقصون ويحتفلون بلا حياء في المطاف. أين حكام المسلمين في جزيرة العرب ليغضبوا لهذه الإهانات والجرائم؟ ولماذا لا يُسمع صوت احتجاج من حكام المجتمعات الإسلامية؟
ما الذي حدث حتى تعود النساء إلى تبرج الجاهلية الأولى ويستعرضن زينتهن وجمالهن أمام الرجال بجانب الكعبة المشرفة؟ أين غيرة حكام المسلمين وعلماء الدين ليعترضوا بألسنتهم وأقلامهم ولا يسمحوا لهذا العار بأن يلوث ذلک المكان المقدس؟
برچسب ها :
ارسال دیدگاه