هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

دراسة تحليلية نقدية للأدلة والروايات التي استند إليها اليماني المزعوم أحمد الحسن ‏

مقالة - الجزء الأول

دراسة تحليلية نقدية للأدلة والروايات التي استند إليها اليماني المزعوم أحمد الحسن ‏

تحقيق: مهدي يوسفيان ـ محمد شهبازيان | ترجمة: علاء محمد النجفي

الغرض من تدوين هذا المقال هو دراسة بعض الأدلة الروائية لأحد أدعياء النيابة، وهو «أحمد بن ‏إسماعيل البصري»، والذي يدّعي أنه من أحفاد الإمام المهدي الحجة بن الحسن العسکري (عليهما ‏السلام) والممهّد لظهوره، کما یدّعي خلافة الإمام بعد رحيله‎!‎
سعى احمد بن اسماعيل اثبات مزاعمه من خلال التمسك ببعض روايات المعصومين. ويرى اتباعه ان ما ‏يطلقه من أدلة وبيانات إنما هي امتداد للعلم الإلهي ولا يمكن نقد أيّ منها. لكننا نجد بعد دراسة للأدلة ‏المدعاة أن الرجل قد استند الى روايات غير معتبرة، وتمسك بمصادر غير علمية، وانتهج التقطيع ‏وتحريف المعنى ودلالاته، وعمل على خداع مخاطبيه. وقد ساهمت حداثة مثل هذا التيار في إيران ‏والحاجة الى تحليل علمي مستند الى ما تطرحه هذه المجموعة، أن نعمد الى نقد بعض الأدلة الروائية التي ‏يطرحها الرجل فضلا عن التعريف بشخصيته ومناهجه في التبليغ‎.‎
وينتهج المقال طريقة تحليلية- توصيفية، وما حصل من نتائج، تثبت أن الرجل قد نسب الكذب الى ‏الأئمة والتدليس على الاتباع لعدم اطلاعهم بعلم الحديث. كما بحث المقال بعض الادلة المدعاة لإبطال ‏مدعاه خصوصا وأن وصي المهدي وخليفته ينبغي أن يمتاز بالعلم والعصمة‎.‎
‎* ‎المقدمة
تعتبر قضية المهدوية من أهم القضايا الفكرية والروحية التي تحتاج الى بذل عناية خاصة، وأن الخوض ‏في موضوعاتها يحتاج الى دراسة تحليلية دقيقة وإمعان نظر وخبرة تخصصية واعية في مستندات وأدلة ‏ما يطرح على هذا الصعيد‎.‎
ومن الواضح أن فكرة المهدوية تركت انعكاسها الجلي على شتى مناحي حياة المجتمع الاسلامي عامة ‏والشيعي خاصة، وكان لها اشراقتها الخاصة على أكثر من صعيد، وتمكنت من استقطاب الكثير من الاتباع ‏والمؤمنين الراسخين بها. وقد ادرك- مبكرا- كل من المنحرفين والامويين والعباسيين مدى انعكاس ‏نظرية المهدوية على إحياء الفكر الاسلامي وتعزيز الثقافة الشيعية ودعم مبدأ التصدي لمنطق الظلم وهيمنة ‏المستبكرين مما يتعارض مع أهداف الحكّام ورغباتهم الدنيوية التي شيّدوا أساس حكمهم فوقها. من ‏هنا- وبعد أن عجزوا عن القضاء على نظرية المهدوية مباشرة او بوسطة وكلائهم من العملاء- بذلوا وما ‏زالوا قصارى جهدهم لتدمير هذه الثقافة وتشويه صورتها ومنع استمراريتها ودينامياتها‎.‎
وللأسف، فإن جهل بعض الاصدقاء والمقربين من أبناء الدين إسلامي ساعد في سكب الوقود في ماكنة ‏الاعداء والخصوم وسهل لهم أمر مهتمهم التشويهية هذه‎.‎
ومن هنا يفرض الواقع الموضوعي على الباحثين والمهتمين بالشأن الاسلامي والإيماني دراسة أبعاد ‏المهدوية دراسة حصيفة تستند الى الدليل المحكم والبرهان الناصع لايصاد الباب أمام تعكير صفوها، ‏والوقوف بوجه عملية التشويه التي تطالها، والأضرار الناجمة عن الجهل وسوء معاملة المشعوذين ‏والانتهازيين والإبقاء عل نقائها ناصعا في ضمير المؤمنين وجذوتها متقدة في نفوس الأحرار الطامحين ‏بتحقيق غدٍ إنساني رغيد والإرساء بسفينة الإنسانية الى ساحل الأمن والخروج بها من ظلمات بحر ‏الخرافة المتلاطم الى دائرة النور الإلهي‎.‎
بالتأكيد أن تطور المنهج العلمي والمعرفي للمجتمع الاسلامي وعرض القضايا الدينية بموضوعية ومنطق ‏سليم يستند الى قواعد واسس محكمة ومعايير علمية رصينة، وانتشار ثقافة الحوار والسؤال في الوسط ‏الاجتماعي، كل ذلك سيؤدي في نهاية المطاف الى سحب البساط من تحت أقدام المخادعين ‏والمشعوذين ومدعي المهدوية زورا، والحدّ من ظهورهم على الساحة بنحوٍ ما. هذا من جهة‎.‎
ومن جهة اخرى إن المسؤولية ملقاة على عاتق العلماء والمفكرين والمختصين بالشأن المهدي من أبناء ‏المدرسة الشيعية بان يبذوا قصارى جهودهم لنشر الثقافة المهدوية الناصعة والبعيدة عن الخرافة والتجهيل ‏وإزاحة غبار الفتنة عن عقول الجماهير الاسلامية (انظر: الكافي، ج 8، ص 55)، وأن على الجماهير ‏اتباعهم والاخذ منهم معالم دينهم والانتهال من نمير علمهم الصافي في المعارف الالهية والدينية.(انظر: ‏الطبرسي، ج 2، ص458)‏‎.‎
نحاول في هذه المقالة وبعون الله تسليط الأضواء على زاوية من الأدلة التي ساقها أحد مدعي النيابة عن ‏الإمام المهدي، المدعو أحمد البصري، علما أننا شهدنا أن بعض الدراسات النقدية لهذه الحركة وبسبب ‏حداثة القضية وندرة المصادر التي تساعد في معرفة جميع أبعادها أدى في نهاية المطاف الى إعطاء نتائج ‏عكسية وتوفير مادة جيدة لأتباع اليماني المذكور في تعزيز موقفهم وتوجيه سهام نقدهم الى تلك النقود ‏الضعيفة، من هنا نرى من الضروري تسليط الاضواء- وباختصار- على هذه الشخصية وحركتها وطبيعة ‏الداعمين والمؤدين لها‎.‎
‎* ‎إطلالة على السيرة الذاتية لأحمد البصري (أحمد الحسن)‏
ولد أحمد بن إسماعيل في إحدى المناطق التابعة لمحافظة البصرة العراقية، وأنهى العقود الثلاثة الاولى ‏من حياته في مسقط رأسه مواصلا دراسته الاكاديمة حيث نال شهادة البكلوريوس في الهندسة المدنية‎.‎
التحق أواخر عام 1999 م وهو في التاسعة والعشرين من عمره بالحوزة العلمية لدراسة العلوم الدينية ‏بالنجف الاشرف بأمر من الإمام المهدي حسب زعمه. بعد الفراغ من الدراسة الأكاديمية، ولكنه صرّح أن ‏التدريس في الحوزة في النجف يعيش خللا علميا ومنهجيا وأنّ التدريس متدنٍ، فهم يدرسون اللغة العربية ‏والمنطق والفلسفة وأصول الفقه وعلم الكلام والفقه، ولكنّهم لا يدرسون القرآن الكريم أو السنة الشريفة ‏أبداً ، وكذا فإنّهم لا يدرسون الأخلاق الإلهية التي يجب أن يتحلّى بها المؤمن، فقرر الاعتزال‎.‎
وعن ذهابه الى النجف يقول: إنّي رأيت رؤيا بالإمام المهدي، وأمرني فيها أن أذهب إلى الحوزة العلمية ‏في النجف، وأخبرني في الرؤيا بما سيحصل لي، وحدث بالفعل كل ما أخبرني به في الرؤيا. في عام ‏‏1424 هـ ادعى بان الإمام المهدي أمره بالإعلان عن دعوته، وفي الثالث من شوال زعم أنه مأمور من ‏قبل الإمام المهدي بإعلان الثورة على الظالمين، والإسراع بترتيب الامور وتنظيمها. (انظر لمزيد الاطلاع: ‏قسم التحقيقات والبحوث… ، بدون تاريخ- (أ): 36؛ الزيادي، 1432: 131؛ البصري، 1431: ج 1- 3، ‏‏173)‏
أطلق عليه أتباعه ومريدوه اسم أحمد الحسن، مستندين في ذلك الى رواية جاء فيها: وَيُسَمِّيهِ بِاسْمِ جَدِّهِ ‏رَسُولِ اللَّهِ وَيُكَنِّيهِ، وَيَنْسُبُهُ إِلَى أَبِيهِ الْحَسَنِ‌ الْحَادِيَ‌ عَشَرَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ‏أَجْمَعِينَ. (الخصيبي، 1419: 397)، بادعاء ان ينتمي بنسبه الى الإمام الحسن العسكري ومنه الى الإمام ‏الحسين (عليه السلام) (البصري، بدون تاريخ، ص 60) وهذا ما نتعرض لنقده لاحقا. وقد قام المدعو ‏‏(أحمد الحسن) وأنصاره بإعداد شجرة نسب يؤكدون فيها ذلك، حيث ورد في شجرة النسب المزيفة له، ‏أنه: «أحمد بن إسماعيل، بن صالح بن حسين بن سلمان، بن محمد (الإمام المهدي)، بن الحسن ‏العسكري، بن علي بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي السجاد ابن الحسين بن علي ‏بن أبي ‌طالب‎».‎
فيما يذهب شيروان الوائلي الوزير السابق للأمن الوطني العراقي وجماعة من كبار طوائف البصرة أن ‏الرجل ينتهي نسبه الى بيت الهمبوشي أحد بيوت “البوسويلم” والتي لا تنتهي بحال من الاحوال الى ‏السادة الاشراف. (انظر: الموقع الإلكتروني لصحيفة الشرق الاوسط، تقرير جاسم داخل: «التيار المهدوي، ‏يقسم العراقيين بين رافض لطروحاته ومتفهم لها»)‏‎.‎
‎* ‎موقف العلماء من أحمد البصرى وردة فعله
بعد أن كشف البصري عن دعوته يساعده في ذلك طائفه من اتباعه بنشر ما يروج لهذه الدعوة من الكتب ‏والكراريس مطالبين مراجع التقليد وعلماء العراق ومفكريه بمبايعته والسير تحت لوائه، عمد الاعلام الى ‏رصد أدلة الرجل ومعرفة طبيعة مستنده الذي لا يقوم على أسس موضوعية فاعلنوا رفضهم وتفنيدهم لهذه ‏الفرية من خلال الكتب والمقالات التي سلطت الاضواء على مكامن الخلل وبيّنت مراكز الانحراف لتلك ‏الحركة المزيفة‎.‎
والجدير بالذكر أن انصار البصري لصقوا تهمة العمالة لأمريكا بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ‏الذي يقود سفينة التشيع في العراق في هذا البحر المتلاطم من المشاكل والامواج العاتية التي تحيط بهذه ‏السفينة‎!!!‎
‎ ‎
كذلك اعتمد اليماني المزعوم المنهج الوهابي في تخريب وتفكيك عُرى البيت الشيعي والحوزات العلمية ‏التابعة لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام). ومما يثير العجب أن الرجل واتباعه اعتبروا تجاهل كبار ‏الطائفة لهم وعدم اعتنائهم بهذه الحركة المشبوهة دليل حقانيتها في مغالطة يعرفها أدنى من سبر البحث ‏العلمي وخاض في قواعد وأصول المعرفة‎.‎
‎* ‎نشاط أتباعه ومريدية
قام أتباعه الذين يسمون أنفسهم “بأنصار الإمام المهدي” بنشاطات واسعة لنشر دعوته والتبليغ لافكاره ‏مستخدمين الفضاء الإلكتروني وشبكات الإنترنت، ومن خلال إنتاج برامج ترويجية كالافلام الوثائقية ‏‏“الظهور”، ونشر الكتب والمقالات التي تدعو للحركة والتي تكفلت بنشرها دور نشر تابعة لأحمد بن ‏الحسن المعروفة “باصدارات الإمام المهدي”، فضلا عن التبليغ المباشر في المحافل الخاصة والعامة، بما ‏في ذلك المدارس والشوارع والساحات العامة والجامعات، والمشاركة في معارض الكتاب في ‏فرانكفورت وبغداد في عام 2012م، وإنشاء مؤسسة إذاعية (راديو)، ونشر مجلة شهرية (الصراط ‏المستقيم) تعنى بالترويج للحركة فضلا عن اسبوعية المنجي الالكترونية‎.‎
‎* ‎نماذج من مزاعم البصري
‏1ـ ادعاء انتهاء نسبه وبأربع وسائط الى الإمام المهدي الحجّة بن الحسن العسكري عليهما السلام‎.‎
‏2ـ ادعاء انه اليماني وأنه الممهد لظهور الإمام عليه السلام‎.‎
‏3ـ أنه أول الممهديين الاثني عشر الذين يستلمون الحكم بعد الإمام المهدي الحجّة بن الحسن العسكري ‏‏(عليهما السلام)‏‎.‎
‏4ـ ادعى لنفسه العصمة والعلم ووراثة أهل البيت عليهم السلام (انظر: قسم التحقيقات…، (أ): 30)‏‎.‎
‏5ـ أنه شبيه عيسى (عليه السلام) الذي فداه من الصلب فقتل دونه. وانه كان مع جميع الانبياء الماضيين. ‏‏(البصري، 2010 (أ): ج 1- 4، 299)‏‎.‎
‏6ـ أنه دابة الأرض التي تكلم الناس في آخر الزمان، مدعيا بأنه المصداق الثاني لـ”دابة الارض” ‏المذكورة في الآية المباركة، وان مصداقها الاول الإمام علي (عليه السلام) كما صرحت بذلك الاحاديث ‏المروية، والتي تظهر عند الرجعة، فيما يخرج هو في آخر الزمان وقبل رجوع الإمام علي (عليه السلام). ‏‏(نفس المصدر: 235)‏‎.‎
‏7ـ ادعى أنّه من الثلاثمئة والثلاثة عشر من أنصار الإمام المهدي (عليه السلام)‏‎.‎
‏8ـ أنه صاحب راية رسول الله مستدلا على ذلك بانه مكتوب على رايته “البيعة لله”. قسم التحقيقات- ‏‏(أ): 25‏‎).‎
‏9ـ يرى بان دراسة كل من اصول الفقه، الفلسفة، المنطق، الرجال ودراية الحديث بدعة. (نفس المصدر: ‏ص 37)‏
‏10ـ حرّم تقليد المراجع وانه هو المرجع الذي يجب تقليده حصرا. (البصري، 2010 (أ): ج 1، 101)‏‎.‎
‏11ـ يحترم من المراجع الإمام الخميني والشهيد محمد محمد صادق الصدر صاحب موسوعة الإمام ‏المهدي، الأمر الذي لم يهضمه مريدوه ولم يذكروا سببه. (البصري، 1431: ج 1- 3، 48،76، 315)‏‎.‎
‏12ـ يدّعي في حق نفسه مقامات ومراتب يبرهن عليها بالرؤى والأحلام، ويطلب من الآخرين ‏الاستخارة من أجل الايمان به وتصديقه.(المصدر نفسه: ص 9)‏
‏13ـ وقوع الرجعة بعد حكومة المهديين الإثني عشر وأنه أول هؤلاء المهديين‎.‎
‏14ـ أعلن تاييده لما جاء في اصدارات انصار الإمام المهدي والموقع الرسمي المعروف بالأنصار، وان كل ‏ذلك يمثل ملاك دعوته. البصري، 2010 (باء): 29؛ نفس المصدر، 2010 ج: 25؛ نفس المصدر، ‏‏1431: ج 4- 6، 527 و 583‏‎).‎
تتابع
المصدر: موقع الشیعة الإلکتروني

برچسب ها :
ارسال دیدگاه