الفتاوى الهامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن تطورات الأوضاع في فلسطين وضرورة مواجهة النظام الصهيوني
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو الحكام والشعوب لمناصرة غزة بكل قوة
الإثنين 23/أكتوبر/2023
أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن -الواجب الشرعي على حكام العرب والمسلمين اليوم نصرة إخوانهم في غزة، بكل أنواع القوة العسكرية والمالية والدبلوماسية والموقف السياسي الصارم والواضح-.
وقالت لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد في بيان صحفي إن -ما يقوم به أهل غزة وفلسطين جهاد شرعي واجب، لتحرير أرضهم التي احتلها الكيان الصهيوني، كما أنه واجب شرعي على كل المسلمين، حكومات وشعوبا وأفرادا، في مواجهة التأييد الغربي للحرب الظالمة، وإنهاء احتلال الصهاينة لأرض الإسلام-.
وبين أن -المناصرة واجبة بكل وسيلة ممكنة، بالنفس والمال والكلمة والتظاهر والموقف السياسي، أو غيرها من الوسائل-.
وشدد على أنه -فرض على المسلمين جمع كلمتهم وإنشاء حلف عسكري، يحفظ أمن المنطقة ويدفع عنها البغي والعدوان حتى لا يترتب على ذلك مفاسد وفتن-.
وحذر البيان من تهجير أهل غزة من أرضهم وديارهم، ومن حرمة مشاركة الصهاينة في جريمتهم الشنيعة بأي شكل، وتحت أي لافتة.
وهذا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر المجاهدين، ومغيث المستضعفين، ومذل المحتلين المعتدين، ونصلي ونسلم على خاتم رسل الله إلى العالمين محمد (ص) وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تتابع – عن كثب- ما يجري في أرض غزة وما يقوم به العدو المحتل من قتل للمدنيين واستهداف النساء والأطفال، وهدم للمنازل والمساجد والكنائس والمستشفيات، وما قام به في قطاع غزة من قطع للمياه والكهرباء والطاقة ومنع عنهم كل مقومات الحياة؛ قصدا لفنائهم، وسعيا لمحوهم، في ظل سكوت عالمي مخز لكل صاحب ضمير، وفي ظل التأييد الصريح من كثير من الدول الغربية في الحرب الظالمة على غزة ، وأمام هذه النازلة الكبرى ، فإن لجنة الاجتهاد والفتوى تبين للمسلمين الحقائق الإسلامية والواجبات الشرعية على المسلمين حكومات وشعوبا وأفرادا؛ بيانا للحق، وقياما بالواجب، ونصرة للمظلومين المعتدى عليهم، وإظهارا لما قد يكون قد اختلط على بعض الناس من عدم وضوح الرؤية، فنقول – وبالله التوفيق-:
أولا- أن ما يقوم به أهل غزة وفلسطين هو جهاد شرعي واجب عليهم؛ لتحرير أرضهم التي احتلها الكيان الصهيوني الغاصب، وأن دولة الكيان لم يكن لها وجود قبل عام 1948م، وأن الواجب الشرعي إنهاء احتلالهم لأرض الإسلام، وأول من يتوجب عليهم ذلك هم أهل فلسطين، وذلك تأكيدا للفتاوى السابقة الصادرة من هيئات الفتوى في العالم الإسلامي، مثل: فتوى علماء الأزهر، ودائرة الإفتاء بالأردن وغيرهما. وقد بشر النبي (ص) بنصرتهم، كما ورد في مسند الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص):- لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، على من يغزوهم قاهرين، لا يضرهم من ناوأهم، حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك. قيل: يا رسول الله، وأين هم:- قال: - ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس-.
ثانيا- إن نصرة أهل غزة وفلسطين واجب شرعي على أهل الإسلام، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، حكاما ومحكومين، كل حسب مكانته وقدرته؛ انطلاقا من الأخوة الإسلامية، ودفعا للظلم، وتأييدا للحق، وذلك بكل وسيلة ممكنة، بالنفس والمال والكلمة والتظاهر والموقف السياسي، أو غيرها من الوسائل؛ مصداقا لقول الله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة: 41].
ثالثا- الحكم الشرعي أن من أعان على الظلم كان ظالما، وأن من أعان على الحق كان مثابا، وقد ظهر للعالم مساندة عدد من الدول الغربية للكيان الصهيوني المحتل بالقوة المالية والعسكرية والدعم الاستخباراتي واللوجستي، فهم شركاء في الاعتداء والظلم والإثم، ولذلك كان فرضا على المسلمين جمع كلمتهم وإنشاء حلف عسكري يحفظ أمن المنطقة ويدفع عنها البغي والعدوان حتى لا يترتب على ذلك مفاسد وفتن، وإذا كانت هذه القوة الغاشمة قد ناصرت بعضها بعضا، ووالت بعضها بعضا؛ فيجب شرعا نصرة وموالاة المظلومين، وقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال: 73]
رابعا- من المعلوم شرعا أن مصارف الزكاة ثمانية، كما في قوله تعالى ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60]، فذكر منها مصرف ( وفي سبيل الله)، والمقصود به إخراج زكاة المال للمجاهدين في سبيل الله، وما يقوم به أهل غزة اليوم هو من الجهاد في سبيل الله، وهم مستحقون للزكاة، فمن حانت زكاة ماله فليخرجها لهم، ويجوز تعجيل إخراج الزكاة لهم أيضا، وقد ذهب كثير من الفقهاء إلى مشروعية تعجيل إخراج زكاة المال لنازلة وقعت بالمسلمين، أو حاجة ملحة، و استدلوا على ذلك بما رواه الخمسة إلا النسائي عن علي – رضي الله عنه- أن العباس سأل النبي (ص) في تعجيل زكاته قبل أن تحل، فرخص له في ذلك-، وثبت في الصحيح أن النبي (ص) أخذ منه زكاة عامين.
كما أنه متحقق فيهم غير ما سبق مصارف عديدة منها مصرف الفقراء والمساكين والغارمين وابن السبيل.
هذا فيما يخص زكاة المال، أما فيما عدا زكاة الأموال، فيجب شرعا عون أهل غزة وفلسطين من غير الزكاة، وهو نوع من الجهاد بالمال، وذلك خير تجارة مع الله، كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 10-11] .
خامسا- أن نصرة إخواننا الفلسطينيين في غزة واجبة على كل مسلم، ومن أهمها: النصرة الإعلامية، فكل كلمة أو تقرير أو توثيق يعتبر من المطلوب الشرعي في نصرة القضية.
سادسا- الواجب الشرعي على حكام العرب والمسلمين اليوم نصرة إخوانهم في غزة بكل أنواع القوة العسكرية والمالية والدبلوماسية والموقف السياسي الصارم والواضح، كما يجب عليهم مقاطعة العدو الصهيوني وعزله كما تفعل بعض الدول الغربية المؤيدة للكيان الصهيوني المحتل . ففي الحديث المتفق عليه أن النبي (ص) قال:- من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا-. كما يحرم عليهم منع وصول المساعدات لهم، أو منع مرضاهم من التداوي، ويعد ذلك موالاة ونصرة لأعداء الله المعتدين المحتلين لأرض الإسلام.
سابعا- تفتي اللجنة بتحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل بكافة صوره وأشكاله ، كما تفتي بحرمة التأييد والمساندة لهم بأي شكل من الأشكال في عدوانهم على أهل غزة، وأن الواجب الشرعي على الدول التي طبعت مع الكيان قطع علاقتها معه؛ نصرة للمظلومين، فضلا عن حرمة موالاتهم وعونهم للكفار على المسلمين، فهو من أكبر الكبائر، كما قال تعالى: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (٨٠) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 80-81]
ثامنا- يجب على المسلمين حكاما وشعوبا أن يقاطعوا الكيان الصهيوني ومن يؤيده ويعينه في حربه على المستضعفين من أهل غزة مقاطعة اقتصادية وثقافية وعلمية وكل أنواع المقاطعة واجبة شرعا، وهي من الوسائل الشرعية المطلوبة في نصرة القضية الفلسطينية وردا على الاعتداءات السافرة من الكيان بقصف المباني والمساجد والمستشفيات وتعمد قتل المدنيين من الأطفال والنساء.
تاسعا- تذكر لجنة الاجتهاد والفتوى المسلمين باستحباب القنوت في الصلوات الجهرية والسرية، وفي الصلاة الجماعية والفردية، بأن ينصر الله تعالى المجاهدين، وأن يهلك المعتدين الغاصبي.
عاشرا: تحذر اللجنة من تهجير أهل غزة من أرضهم وديارهم وتؤكد اللجنة على أن ذلك من الجرائم الكبرى في الشريعة الاسلامية والقوانين والمواثيق الدولية ويحرم المشاركة في هذه الجريمة الشنيعة بأي شكل وتحت أي لافتة والواجب الشرعي على الدول الاسلامية والحكام التصدي لهذه المؤامرة الخبيثة فإن قصروا فعليهم وبال المشاركة في الدنيا والآخرة في هذه الجريمة الكبرى. وترى اللجنة وجوب الصمود على أهل غزة أمام طلبات الهجرة.
حادي عشر- إن لجنة الاجتهاد والفتوى تقدم الشكر الجزيل للمؤسسات العلمائية التي قامت بواجبها الشرعي في نصرة إخواننا في غزة وتخص بالشكر الجزيل الأزهر الشريف على موقفه المشرف وتدعو بقية المؤسسات العلمائية إلى القيام بواجبها وتثني بالشكر لكل من ساهم وساند قضية فلسطين، من الشعوب والحكام، وتخص بالشكر الشعوب الحرة غير المسلمة، التي تحركها الضمائر الحية، وتثمن المواقف المناهضة للكيان الصهيوني من أحرار العالم بمن فيهم اليهود المعتدلون الذين عبروا عن رفضهم وسخطهم لما يجري لأهل غزة من عدوان غاشم.
سائلين الله تعالى العون والمدد لأهلنا في غزة، وأن يهزم عدوهم وأن يزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وأن يحرر فلسطين كاملة من أيدي الصهاينة المغتصبين. اللهم آمين.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
*أهم محاور رسالة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى قادة الأمة الإسلامية بخصوص التطورات في فلسطين والتي صدرت بتاريخ 24/10/2023:
1-ب- البدء بالإجراءات العملية المناسبة بالنظر إلى أبعاد الكارثة لخلق ضغط عملي لوقف الحرب فوراً ومن أهم الإجراءات في هذا الصدد قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دولة الاحتلال من قبل الدول التي لها علاقات وإذا لم تتوقف الحرب، فعلى الدول أن تتخذ إجراءات أخرى، منها توسيع دائرة الحرب، والحصار الاقتصادي على الدول الداعمة للاحتلال، وغيرها من الأمور التي يقدر عليها الحكام.
2-ب- وفي هذا الصدد، نطلب من الزعماء الموقرين تشكيل تحالف إنساني من الدول الداعمة لحقوق الفلسطينيين في آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، وكذلك المؤسسات القانونية والإنسانية. وإن ما يحدث هو جريمة حديثة وعنصرية ونازية ومحرقة ضد أهلنا في غزة.
3- ب- إنشاء جسر جوي وبري لإرسال المساعدات اللازمة لتوفير كل ما يحتاجه أهل غزة حالياً، فإذا منع المحتلون ذلك فلا بد من الدعوة إلى حصار شامل (مشابه لعقوبات الملك فيصل بن عبد العزيز) والمنع من تصدير النفط والغاز من قبل كافة الدول التي تقف ضد الظلم والعدوان.
4- ب- ابذلوا قصارى جهدكم لمنع الهجرة القسرية لسكان غزة، فإذا تحققت هذه الخطة الشيطانية، فستكون الخطة القادمة إخلاء سكان الضفة الغربية حتى يتمكن الصهاينة اليمينيون المتطرفون من تحقيق حلمهم في إقامة دولة يهودية على كامل أراضي فلسطين.
5-ب- تقديم المساعدات السخية لأهالي غزة وإصدار ترخيص لجمع التبرعات النقدية لهم من خلال الجمعيات الرسمية.
6- ب- إن حياة هؤلاء المظلومين وأعراضهم أمانة لديكم، ودعمهم والدفاع عنهم واجب شرعي وضرورة وطنية وإنسانية، ولا يجوز تركه. إن الدفاع عن المحتلين لقبلتنا الأولى وموضع معراج النبي والوقوف معهم حرام بلا شك، وهي خيانة للمسلمين، وتتنافى مع الأخلاق الحميدة ومبادئ الشجاعة والرجولة.
7-ب- وعد الله تعالى بنصر المسلمين، وأوعد المجرمين المحتلين بالزوال. (راجع الآيات 171 إلى 173 من سورة الصافات)
*فتوى لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخصوص -حكم مناصرة الكيان الصهيوني المحتل على أهل فلسطين-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحابته أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فإن لجنة الاجتهاد والفتوى في انعقاد مستمر تتابع ما ينزل بإخواننا في غزة من ظلم وقتل وإبادة عرقية، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية من العدو الصهيوني المحتل.
وقد أصدرت فتوى بتاريخ 6 من ربيع الثاني 1445 الموافق 21 أكتوبر 2023، بيَّنت فيها وجوب نصرتهم بكافة أنواع النصرة وأشكالها، على الأمة أفرادًا وشعوبًا وحكامًا ودولًا، وبيَّنت الكثير من الأحكام المتعلقة بالنازلة.
وقد برزت ظاهرة أخرى في هذه الأحداث؛ هي موالاة العدو الصهيوني المحتل بالموقف والمال والتأييد الصريح من بعض أهل الإسلام.
وبيانا للحكم الشرعي في ذلك فإن اللجنة تفتي بما يلي:
أولا: إن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم ومناصرتهم بالمال والسلاح أو الموقف السياسي، يُعدُّ شرعًا من كبائر الذنوب وعظيم الآثام بإجماع أهل الملة.
ثانيا: يحرم مساندة العدو الصهيوني المغتصب، ولو مساندة غير مباشرة؛ كترجمة لهم أو تقرير إعلامي مساند لهم، أو تزييف للحقائق، ومن عمل ذلك فهو ظالم لنفسه، عليه أوزار وآثام على ذلك، والواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى. قال تعالى: ﴿إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (56).
ثالثا: المعاونة على حصار إخواننا المسلمين في غزة وفلسطين بإغلاق الحدود عن وصول الدعم والنصرة والمساعدات يُعدُّ من الخذلان والظلم والتعاون على الاثم والعدوان، وكل قتل أو جرح أو أذى ينالهم؛ فعلى من حاصرهم أو عاون على حصارهم نصيب في الوزر والمسؤولية أمام الله قال تعالى ﴿وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى (2) قال تعالى: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ﴾ [سورة هود: 113].
رابعا: اعلموا أيها المسلمون أن الله قد كتب لكم النصر إن نصرتموه، وكتب لكم العز إن أطعتموه، فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: 7]، وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21]
صادر عن لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
المصدر: موقع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين