الجواب: إن لدراسة ما جرى على حبيبة رسول الله(ص) و سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(س) بعد إرتحال أبيها تأثيرات عظيمة على حياتنا الفردية و الاجتماعية من جوانب شتى، و بنظرة سريعة و عابرة إلى الأحداث التي تلت إرتحال النبي المصطفى(ص) يجد المتلهف لمعرفة الحقيقة أن ما حدث ليس من قبيل القضايا التاريخية التي مضت عليها سنين و لا مساس لها بعقيدتنا كما لا مساس لها بالأحكام و التكاليف الشرعية، بل هي من الأحداث التي لها تأثيرات مصيرية على واقع الامة الإسلامية ماضيها و حاضرها و مستقبلها، و تتأثر بها أسس عقائدية و شرعية، و لها مساس مباشر بأصول العقيدة و الشريعة، فلا يجوز التغافل عنها أبداً.

▪تفصيل الجواب يقع في محورين:

المحور الأول: إن دراسة قضية الزهراء(س) و معرفة ما جرى عليها هي المفتاح لمعرفة الحقائق المهمة التي تمكننا من التمييز بين الحق و الباطل و الصحيح و الخطأ، فهي قضية مصيرية لها مساس وصلة قوية بمسألة الإمامة. و أيضاً بوجوب مودة أهل البيت(ع) و موالاتهم و الفرح لفرحهم و الحزن لحزنهم و البراءة من أعدائهم، الأمر الذي يدعونا إلى إحياء هذه المظلومية و التنديد بظالمي الزهراء(س) و المعتدين عليها و المحرقين لدارها و هي بضعة رسول الله و حبيبته!

و نحن على ثقة بأن المسلمين لو بذلوا شيئاً من الوقت لدراسة تاريخ و سيرة النبي المصطفى(ص) و ما جرى بعد ارتحال رسول الله(ص) لسببت تحولاً فكرياً عظيماً لديهم، و لتعرفوا على حقائق كبيرة كانوا يجهلونها بسبب التعتيم المهيمن على الامة الإسلامية قديماً و حديثاً.

و مما تجدر الاشارة اليه أن دراسة فاحصة من هذا النوع للتاريخ الإسلامي هي التي أدت بالكاتب السوداني المستبصر السيد عبد المنعم حسن أن يكتب كتابه الذي أسماه «بنور فاطمة إهتديت» و شق طريقه إلى النور.

المحور الثاني: إن منزلة فاطمة الزهراء(س) عند الله عَزَّوجَلَّ و عند رسول الله(ص) منزلة خاصة و فريدة و مميزة، و بنظرة سريعة الى كتب الحديث يتبين لنا وجوب معرفة الزهراء(س) و بمجرد البدأ بدراسة حياتها تصطف أسئلة كثيرة في أذهاننا عن هذه السيدة الفريدة و عن ما جرى عليها من الظلم؟!

فمن هي الزهراء الذي يرضى الله لرضاها و يغضب لغضبها؟!

و من هي الزهراء التي أوصى رسول الله(ص) بها في عشرات الاحاديث‌الصحيحة؟!

و لماذا ماتت الزهراء في ريعان شبابها مظلومة و مضطهدة و غاضبة على الذين تعمدوا ظلما؟!

و لماذا أوصت فاطمة(س) لزوجها علي بن أبي طالب(ع) أن يدفنها سراً و في الليل، و هي الابنة الوحيدة للنبي المصطفى و حبيبته، و هي سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين؟!

المصدر: مرکز الاشعاع الاسلامي