هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

الأمالی

▪ مقالة

الأمالی

▪ المؤلف : فرامرز حاج منوچهری

اَلْأَمالي، عنوان لعدة کتب في علوم مختلفة کالحدیث والفقه والأدب العربي استخدم في تدوینها أسلوب الإملاء.
وفيما يتعلق بمجالس الإملاء، ومن حيث أسلوبها وسياقها في مجال الحديث، يبدو مما قاله النووي أنه لم يكن هناك وجوب للتطرق إلى موضوع خاص في قسم من مجالس الإملاء. وبما أن مستمعي كلام الشيخ، كانوا من العوام والخواص على حد سواء، فقد كان من الأفضل أن تكون الأحاديث والروايات في محاضرة الأستاذ (المملي) ذات سند أقصر وإسناد أعلى. وقد كان الإملاء عن الشيوخ المختلفين المملين وكذلك ذكر الروايات التي يكون فهم‌ها سهلاً على المستمعين، يعتبر من المستحبات وكان المجلس يختتم في الغالب بالحكايات والنوادر، خاصة حول الزهد، والأدب ومكارم الأخلاق. وفي الكثير من الأحیان كان الأمر يتطلب مستملياً واحداً، بل عدداً من المستملين بسبب كثرة المستمعين في مجلس شيـخ واحد كي يقرؤوا ويملوا كلام الشيخ للحاضرين، لبحوث في مواضيع مثل شروط المستملي العلمية والسنية، وما بعدها؛ الشهيد الثاني. وعلى أي حال، فقد ترسخ هذا الأسلوب، خاصة عند المحدثين باعتباره أحد أساليب تلقي العلم ونقله، إلى جانب الأساليب الأخرى وأدى دوراً مهماً في التراث الإسلامي المكتوب.
ومن خلال نظرة إلى دافع انتشار هذا الأسلوب، يجب القول إن ازدهار الانتقال الشفوي للتعاليم في القرون الإسلامية الأولى، أظهر تدريجياً أن کلام الشیخ، أو سند الحدیث، أو نصه کان یتعرض أحیاناً للتغییر، وتحدث فيه بعض السقطات بسبب نسيان المتعلمين، أو عدم الدقة في ضبط كلام الشيخ؛ وعلى سبيل المثال، فإن يحيى بن يحيى النيسابوري قرأ الموطأ لمالك ۳ مرات عند أستاذه مالك كي یتأکد من صحة ما سمعه. وهذا النوع من السقطات کان من الممكن أن يحدث في أسلوب العرض حیث یعرض المتعلم مسموعاته على الأستاذ. ولذلك، فقد استخدم أسلوب الإملاء للحیلولة دون تسرب الأخطاء في ضبط الأحادیث ونقل کلام الشیخ، كأسلوب جديد نسبیاً.
وکخلفیة لهذا الأسلوب، من المناسب أن نلتفت إلى أسلوب الصحابة في حفظ تعاليم الرسول الأعظم(ص)؛ فاستناداً إلى بعض المصادر الروائية، يبدو أن أحاديث النبي(ص) أخذ یتداول  تدوینها في تلك الفترة فضلاً عن الآیات الإلٰهیة وكان النبي(ص) نفسه يأمر بالتدوين في الكثير من الأحیان ووردت في المصادر إشارات إلى إملائه(ص). وكما تفيد بعض الروایات أنه كان هناك شخص، أو أشخاص في بعض خطابات النبي(ص) يبلغون كلامه إلى جميع الحاضرين بسبب وجود مستمعين كثيرين في المجلس، وقد اعتبر السيوطي هذه الظاهرة مرتبطة بخلفية الإملاء.
وهناك أيضاً نماذج لأسلوب الإملاء في عهد الصحابة، حيث كان بعض الأشخاص مثل ابن عباس وواثلة بن الأسقع يقيمون مجالس الوعظ والإملاء في أيام معينة من الأسبوع؛ حتى نسب أول الأمالي في علم التفسير إلى ابن عباس؛ لوجهة نظر شيعية في هذا الشأن.
ويمكن اعتبار القرن ۲ه‍ عملیاً عصر بلوغ الإملاء ذروة انتشاره، حتى إن بعض كبار أصحاب الحديث مثل شُعبة ابن الحجاج ووكيع بن الجراح، ضمن تعظیمهم شأن هذا الأسلوب كانوا یعقدون المجالس للإملاء. كما يجب اعتبار هذا العصر فترة حساسة في بداية تدوين المجموعات الحديثیة وظهور بعض التأليفات علی غرار الأمالي. وتدل أسماء بعض مجموعات الأمالي منذ هذا القرن على هذه الحقيقة، حيث تمكن الإشارة على سبيل المثال إلى أثر بعنوان جزء من الأمالي لأحمد بن حبيب الشجاعي السرخسي للاطلاع علی مخطوطة له.
وإلى جانب مجالس المحدثين لإملاء الحديث، فقد استخدم هذا الأسلوب باعتباره أسلوباً مجرباً، الطوائف الأخرى من العلماء مثل الفقهاء أيضاً. کما تتضمن أمالي القاضي أبي يوسف وأمالي محمد بن الحسن الشيباني، اللذين كانا من تلامذة أبي حنيفة، مباحث فقهية مختلفة. ووصلتنا آثار فقهیة لمحمد بن الحسن تشتمل علی مباحث في فروع القضاء والبيع والطلاق والشركة والدية والتجارة والإرث على شكل أمالي.
وتزامناً مع تقدم مسيرة التدوين، انتشرت مجاميع باسم الأمالي منذ أواخر القرن؛ وذلك فضلاً عن إقامة مجالس الإملاء من قبل مشايخ مثل يزيد بن هارون وعاصم بن علي التميمي، کما أعدت مجاميع كثيرة من الأمالي لم يتبق منها سوى مخطوطات في مكتبات العالم ومنها: أمالي عبد الرزاق الصنعاني وأبي الفرج محمد بن أحمد الغوري وأبي القاسم الفسوي وابن دُحيم.
ولم يقتصر انتشار كتابة الأمالي في هذه الفترة على أوساط المحدثين وفقهاء العامة، حيث نری نماذج لها عند بعض الفرق والمذاهب أيضاً. ومنها ما تم تدوینه عند أئمة طبرستان الزيديين کأمالي ناصر الأطروش، وأمالي أحمد بن عيسى بن زيد . كما أقبل الصوفية أيضاً على كتابة الأمالي، حيث كانت مجالسهم تلائم لمثل هذه المحاورات وتعود أمالي أبي عبيد البُسري إلى هذه الفترة نفسها. ومن جهة أخرى، فقد ظهرت حركة هامة أخرى عند بعض المبرزين في الأدب العربي حیث نهجوا هذا الأسلوب، وكان من ثمارها إعداد أولى مجاميع الأمالي الأدبية على يد أساتذة هذا الفن في هذه الفترة.
ولقد ترسخ الإملاء في هذا العصر باعتباره أحد أساليب نقل الحديث، وحظي بالتقدیر والقبول العام؛ وذلک أنه لم تكن المجالس المختلفة تقام بشکل مستمر ومتزامن فحسب، بل لم يكن أحد يعتبر في عداد أصحاب الحديث، إلا إذا دون کمیات طائلة من الأحاديث المملاة، على ما يرى بعض العلماء الكبار مثل أبي بكر بن أبي شيبة وإن البعض كان يبادر إلى التعلم عن طريق الاستملاء فقط. ولذلك نلاحظ عدداً كبيراً من مجامیع الأمالي جمعت في القرن وعلى الرغم من ضياع الكثير من الآثار القديمة، مايزال هناك عدد كبير من هذه المجاميع على شكل مخطوطات في مكتبات العالم.
ومما يجدر ذكره أن عنوان «المجالس» الذي نشأ عن مفهوم مجالس الإملاء ظهر تدريجياً منذ هذا القرن إلى جانب «الأمالي»، أو بدلاً عنه؛ لانتشار بعض هذه الآثار، .
ویلاحظ أن الاتجاه إلى كتابة الأمالي ظل مستمراً طوال القرن، وتم في هذه الفترة تأليف مجاميع من الأمالي التي تسترعي الاهتمام، ويحظى دور علماء الإمامية بأهمية كبيرة في تأليف مجامیع الأمالي حيث يمكن ذكر أمالي أبي المفضل الشيباني کنموذج بارز منها وکذلک أمالي محمد بن علي بن بابويه، تعتبر من أهم كتب التراث الشيعي والتي تشتمل على ۸۷ مجلساً وتضم مباحث متفرقة من قبيل فضيلة الصوم وبعض الشهور وذکر بعض خطب علي(ع) وفضائله وشهادة الإمام الحسين(ع)والصفات الإلٰهية ومعراج النبي الأعظم(ص).
وقد حلت كتابة الأمالي في المباحث الكلامية والعقائدیة تدريجياً محل مجالس الإملاء لتعليم الحديث. فقد عمد الشيعة الإمامية والزيدية في القرن إلى إعداد مجامیع ملفتة للنظر من الأمالي منها الأمالي للشيخ المفيد. وقد اهتم الشیخ في مجالسه الاثنين والأربعين بإملاء أحاديث حول أهل البيت(ع) وبعض الحروب في عهد الإمام علي(ع) کوقعة الجمل ووصف المتدينين وغيرها. وکذلک تم تدوین أمالي الشيخ الطوسي في مجالس عديدة أملاها الشیخ علی ابنه أبي علي حیث تضمنت الكثير من الأحاديث الإمامية.
 واستخدم علماء الزيدية في هذه الفترة أسلوب الإملاء وألفوا آثاراً قيمة ومن أهمها أمالي المرشد بالله والذي نقل المملي خلال التطرق إلى الأحاديث المختلفة، ۴۰ حديثاً في مواضيع مختلفة ومن وجهة نظر الزيدية. ومما يجدر ذكره أن العالم المعتزلي الشهير القاضي عبد الجبار، كان يعمد أيضاً إلى الإملاء خلال مجالسه.
وترك الصوفية الذين سبقت الإشارة إليهم، مجامیع من الأمالي استمراراً في إقامة هذا النوع من المجالس ويمكن أن نذكر منها أمالي أبي عبد الله الرودباري وأبي الحسين ابن سمعون وأبي سعيد النقاش .
ومنذ القرن وصلتنا مجامیع من الأمالي لبعض علماء العامة الكبار منها أمالي ابن عساكر التي تبقت أقسام منها تحمل عناوين مثل «المجلس» على شكل مخطوطات في المكتبات المختلفة.
وإنها تتناول مسائل مثل الصفات الإلٰهية ومسألة التشبيه وفضائل علي(ع)، والصوم والتوبة. ومن مجامیع الأمالي الأخری في هذا القرن یمکن أن نشیر إلی آثار مشاهير مثل أبي بكر السمعاني وجار الله الزمخشري وسديد الدين الحمصي ورضي الدين القزويني. ومما یجدر بالعنایة أنه ظهر في هذه الفترة أثر فارسي علی نمط الأمالي جمعه أبو الرجاء المؤمَّل بن مسروق ويعرف باسم روضة الفريقين. وقد ألف هذا الأثر من منظار صوفي ومن وجهة نظر فقيه حنفي المذهب.
ويمكننا ملاحظة استمرار مجامیع الأمالي الفارسية في القرن في آثار مولانا جلال الدين محمد المولوي. وفضلاً عن القسم الأكبر من أثره المعروف بال‌مثنوي والذي تم تدوینه على شكل الإملاء، فإن كتابه الأمالي السبعة المشحون بالأخلاقيات يحظى بأهمية فائقة. كما أن چهل مجلس (أربعین مجلساً)، أو الرسالة الإقبالية والتي هي أمالي علاء الدولة السمناني، وکذلک أمالي عبد الكريم الرافعي في التفسير؛  وأمالي ابن عبد السلام في الفقه دونت في الفترة نفسها.
 واستناداً إلى ما قاله السیوطي إن أسلوب الإملاء في علم الحدیث کان قد اندثر بعد ابن الصلاح، حتى افتتحه أبوالفضل العراقي  الذي يعتبر من مشايخ علم الحديث في القرن، وبصفته مجدداً في هذا الفن. فأملی أكثر من ۴۰۰ مجلس إملاء وعمد فيها إلى رواية الأحاديث المختلفة.
وقد واصل ابن حجر العسقلاني الحركة التي بدأها أستاذه العراقي في كتابة الأمالي، فأقام حتى نهاية عمره وبعنایة بالغة بأمر الحدیث ألف مجلس، في حین أنه كان قد أملى القسم الأول من كتاب فتح الباري. وقد اعتبر السيوطي نفسه مجدداً لإملاء الحدیث بعد ابن حجر وإنه اکتفی بإملاء الحديث نظراً إلى عدم توفیقه في إملاء اللغة. وقد واصل أسلوب السيوطي كثيرون منهم السخاوي؛ حيث يقول هو نفسه، إنه كان يقيم في مكة والقاهرة مجالس إملاء كثيرة.
وفي القرون الأخيرة، استمر تدوين الأمالي وخاصة عند الإمامية، فقد ترک کثیر من المشایخ آثاراً في هذا المجال منها أمالي الفيض الكاشاني، وأمالي ميرزا محمد الأخباري في الردّ علی النصاری والتي عرفت أيضاً باسم آيينه عباسي، وأمالي الحسين بن دلدار النقوي في التفسير والمواعظ، وهي من آثار القرن؛ أيضاً لفهرس من مجاميع الأمالي الإمامية.
 
المصدر: دائرة المعارف الاسلامیة الکبری

برچسب ها :
ارسال دیدگاه