أسئلة وردود
هل هناک من علاقة بین عقاید الشیعة الامامیة وعقاید الغلاة؟
الجواب:
إن وصف الإمام بالعصمة والأعلمیة والأفضلیة لا یعنی إلا أنهم عباد الله المخلصین الذین شملتهم عنایة الله، وبما أن الله تعالى یعرف عباده أفضل من غیره، اختارهم لیکونوا خلفاء یهدون بأمر الله، وفی الوقت نفسه فانهم عباد الله المکرمون الذین لا یعصونه وینصاعون لأوامره. وعلى ذلک، فإن من یغالی فی حقهم ویخرج عن الحد فی وصفهم فقد ضلّ عن سواء السبیل.
وطبقاً لما تقدم فان المغالین لیسوا من الشیعة، وإن نسبوا أنفسهم للشیعة. وقد حذر أئمة اهل البیت(ع) أتباعهم من الإفراط والتفریط والغلو. ومن هنا فإن الفرق المنقرضة نحو: الخطابیة، والمغیریة، وغیرهما من الفرق المغالیة، فی الحقیقة والواقع لیست من الشیعة وإن نسبوا أنفسهم للشیعة.
إن حدیث أمیر المومنین(ع) فی التعریف بأئمة أهل البیت(ع) یفی بهذا الخصوص حیث قال: «لا یقاس بآل محمد(ص) من هذه الأمة أحد، ولا یسوّى بهم من جرت نعمتهم علیه أبدا، هم أساس الدین، وعماد الیقین، إلیهم یفی الغالی، وبهم یلحق التالی، ولهم خصائص حق الولایة، وفیهم الوصیة والوراثة، الآن إذ رجع الحق الى أهله، ونقل الى منتقله».
وبالإضافة الى ذلک، فإن للإمام علی بن موسى الرضا(ع) دعاء یبین فیه مکانة وموقف أئمة أهل البیت(ع) قبال الغلاة، وقد جاء فی الدعاء:
«اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ فَلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِكَ. اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِنَ الَّذينَ ادَّعَوا لَنا ما لَيسَ لَنا بِحَقٍّ، اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِنَ الَّذينَ قالوا فينا ما لَم نَقُلهُ في أنفُسِنا. اللّهُمَّ لَكَ الخَلقُ ومِنكَ الأَمرُ وإيّاكَ نَعبُدُ وإيّاكَ نَستَعينُ. اللّهُمَّ أنتَ خالِقُنا وخالِقُ آبائِنَا الأَوَّلينَ وآبائِنَا الآخِرينَ، اللّهُمَّ لا تَليقُ الرُّبوبِيَّةُ إلاّ بِكَ، ولا تَصلُحُ الإِلهِيَّةُ إلاّ لَكَ، فَالعَنِ النَّصارَى الَّذينَ صَغَّروا عَظَمَتَكَ، وَالعَنِ المُضاهينَ لِقَولِهِم مِن بَرِيَّتِكَ.
اللّهُمَّ إنّا عَبيدُكَ وأبناءُ عَبيدِكَ، لا نَملِكُ لِأَنفُسِنا ضَرًّا ولا نَفعًا ولا مَوتًا ولا حَياةً ولا نُشورًا. اللّهُمَّ مَن زَعَمَ أنَّنا أربابٌ فَنَحنُ إلَيكَ مِنهُ بُرَآءُ، ومَن
زَعَمَ أنَّ إلَينَا الخَلقَ وعَلَينَا الرِّزقَ فَنَحنُ إلَيكَ بُرَآءُ مِنهُ كَبَراءَةِ عيسى عليه السلاممِنَ النَّصارى. اللّهُمَّ إنّا لَم نَدعُهُم إلى ما يَزعُمونَ، فَلا تُؤاخِذنا بِما يَقولونَ، وَاغفِر لَنا ما يَزعُمونَ، و [رَبِّ لا تَذَر عَلَى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّارًا ٭ إنَّكَ إن تَذَرهُم يُضِلّوا عِبادَكَ ولا يَلِدوا إلاّ فاجِرًا كَفّارًا].