کلمة رئیس التحریر
السيدة الزهراء(ع): مدرسة الأخلاق والفضيلة
في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء(ع)، نقف أمام شخصية استثنائية أضاءت بنورها دروب الإنسانية، فكانت نموذجًا خالدًا للتقوى، والإيمان، والصبر، والعطاء. هي ابنة النبوة وأم الأئمة، قدوة لكل من يسعى إلى بناء نفسه على أسس الفضيلة، ولكل من ينشد العدل والرحمة في مجتمعه.
لقد جسّدت السيدة الزهراء(ع) بعفافها وزهدها، وبساطتها وكرمها، أسمى معاني الحياة الإنسانية. لقد كانت أمًّا حانية، زوجة مخلصة، وابنة بارّة، وهي في الوقت ذاته منارة علم ووعي، تدعو الناس إلى الخير وترشدهم إلى مكارم الأخلاق. كانت كلماتها أبلغ من كل خطب، ومواقفها أعمق من كل دروس، فسيرتها ملهمة لكل من يريد أن ينهض بمسؤولياته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه.
وفي زماننا هذا، حيث تشتد التحديات وتتعاظم الأزمات الأخلاقية والاجتماعية، نجد في حياة السيدة الزهراء(ع) نبراسًا يهدي الحيارى ويضيء الطريق أمام الضائعين. فمن سيرتها نتعلم أن البناء الحقيقي يبدأ من النفس، وأن العدالة والرحمة هما أساس أي مجتمع يرتقي ويزدهر.
إننا في هذه المناسبة الأليمة، نستذكر صبرها العظيم في مواجهة الظلم، وتضحياتها الجليلة في سبيل الحق، وندرك أن الاقتداء بها يعني تعزيز قيم الصبر، والإحسان، والتلاحم الاجتماعي، وبناء أسرة ومجتمع يقومان على الحب، والاحترام، والتفاهم. فلنجعل من سيرتها المباركة مدرسة ننهل منها القيم التي تعيننا على مواجهة تحديات الحاضر، وتحقيق مستقبل أفضل لأجيالنا. ولنتعلم من حياتها كيف نجعل من مبادئ الحق والعدل والإحسان منارات نهتدي بها في كل ميادين حياتنا.
رحم الله السيدة فاطمة الزهراء(ع)، وجعلنا ممن يسير على خطاها، ويتعلم من نورها، ويقتبس من عظمتها.
برچسب ها :
ارسال دیدگاه




