شهداء الفضیلة
الشهید نورالله النجفی الإصفهانی
الشهید نورالله النجفی الإصفهانی (1278 – 1346ق) أخو محمدتقی النجفی، ومن الفقهاء والعلماء المجاهدین الشیعة فی القرن الرابع عشر للهجرة ومن تلامذة المیرزا الشیرازی. کان الحاج آغا نور الله من داعمی الثورة الدستوریة فی إیران (تدعی فی الفارسیة بمشروطه) ومن مخالفي سیاسة رضاخان البهلوی ومضافا إلی نشاطاته المختلفة السياسية والاجتماعية والثقافية المتعددة، في الساحة الاقتصادية كان يؤكد علی دعم المنتجات الوطنية والسعي في استقلال البلاد فيها.
ولادته ونسبه
ولد المهدي المعروف بنور الله نجفي الإصفهاني، الملقب بثقة الإسلام، ابن الشيخ محمد باقر مسجدشاهي النجفي، ابن الشيخ محمد تقي الرازي النجفي، صاحب «هداية المسترشدين» - أحد علماء إصفهان الفكرانيين المؤثرين والأثرياء في المدينة - في عام 1278 ه في إصفهان؛ كانت عائلته في الأصل من إيوانكيف من مدينة ورامين الإيرانية، ولأن والده جاء لاحقًا إلى إصفهان واستقر في حي مسجد شاه، أصبحوا يعرفون باسم عائلة مسجد شاهي.
أمه العلویة زمزم بیگم ابنة آیةالله السید صدرالدین العاملی من المراجع المشهورین.
حیاته العلمیة
حضر المهدي، الذي أصبح يعرف فيما بعد باسم "نور الله"، حلقة والده العلمية. وفي سنة 1295هـ لقد سلك طريق العراق لتعميق مخزونه العلمي. ومكث في النجف فترة ثم في سامراء بين تلامذة المرجع الشيعي الكبير آية الله الميرزا محمد حسن الشيرازي.
وفي هذه المدينة استفاد من الفقيه العلامة الميرزا حبيب الله الرشتي وحتى عام 1299هـ، بقی في كاظمين للاستمتاع الأكثر من حوزته الملكوتية. وفي الأشهر الأخيرة من هذا العام، غادر إلى الحجاز لأداء فريضة الحج مع أخيه المجتهد آغا محمد تقي النجفي.
أنتجت مساعي آغا نور الله الإصفهاني العلمية أخيرًا في حوالي عام 1304 هـ وبهذه الطريقة أثنى أساتذة كبار مثل الميرزا محمد حسن الشيرازي والميرزا حبيب الله الرشتي ومحمد طه نجف والسيد صدر الدين الكاظميني والميرزا حسين بن ميرزا خليل طهراني والسيد محمد كاظم اليزدي على مكانته العلمية ومنحوه إجازة الاجتهاد والرواية.
حیاته الإجتماعیة
حارب آغا نورالله مع أخيه آغا النجفي ضد البابيين سنة 1307هـ مما أدى إلى نفيهم إلى طهران. كما كان نشطًا خلال ثورة التنباك. وفي مجال القضايا الاقتصادية، أكد الحاج آغا نور الله أيضًا على دعم الإنتاج الوطني والسعي لتحقيق الاستقلال الاقتصادي للبلاد، وكانت له مشاركة مباشرة وفعالة في تأسيس "الشركة الإسلامية".
وفي أثناء الحركة الدستورية والهجرة الكبری، انضم إلى جماعة المهاجرين والمستوطنين من قم، وبعد انتصار الدستوريين، قام بتشكيل أول جمعية وطنية سميت "انجمن مقدس ملي إصفهان [الرابطة الوطنية المقدسة في إصفهان]" مع مجموعة من العلماء والشيوخ، ومنهم السيد حسن المدرس.
وعشية الحرب العالمية الأولى، عاد الحاج آغا نور الله إلی إصفهان وبعد هجرة معظم البرلمانيين وأحرار طهران المعروفين إلى أصفهان، أسرع إليها لمساعدتهم، وبتعاونهم وإدارة الدرك أعلن الحرب على قوات الحلفاء واستولی علی المراكز والمؤسسات البريطانية الحساسة في إصفهان، لكن مع غزو القوات الروسية لإصفهان، لجأ إلى العراق حتى عاد إلى إصفهان بعد انتهاء الحرب.
كانت هجرة الحاج آغا نور الله الإصفهاني ومجموعة من العلماء من إصفهان وأجزاء أخرى من البلاد إلى قم والاعتصام ضد تطبيق قانون النظام الإجباري عام 1306ش، آخر تحرك سياسي للحاج آغا نور الله الإصفهاني، والتي أصبحت أهم وأكبر تحرك سياسي في عهد رضا شاه. وبعد هذه الخطوة، قام بتشكيل مجموعة في قم تسمى "هيئت عليمه وروحانيه مهاجرين قم [الهيأة العلمية الروحانية لمهاجري قم]". وأرسلت برقيات نيابة عنه إلى المجلس الشوری الوطني ورئيس الوزراء؛ السيد حسن المدرس، الذي كان في ذلك الوقت أحد ممثلي الأقلية في البرلمان وأحد معارضي رضا خان، وافق على تصرف الحاج آغا نور الله في برقية وأعلن دعمه للعلماء المهاجرين.
بالإضافة إلى الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة، قام الحاج آغا نور الله الإصفهاني أيضًا بالعديد من الأنشطة الثقافية. كما أنه قام في عام 1320 هـ، ومن أجل تحييد الدعاية المعادية للإسلام من قبل كاهن أوروبي، بعقد اجتماعات للمناظرة الحرة في إصفهان بتعاون من أخيه الأكبر الفقيه العلامة آغا نجفي، والتي أصبحت تعرف في ما بعد باسم "انجمن صفاخانه [جمعية صفاخانه]". وكانت هذه الجمعية تصدر كل شهر مجلة باسم "الإسلام" وتقدم للمهتمين مجموعة من المناظرات بين المسلمين والمسيحيين.
كما قام بإجراءات فعالة وهامة في استمرار الشراكة العامة والنقابية وإنشاء مؤسسات النفع العام مثل المكتبات ودور القراءة والمستشفيات والمدارس، وخصص جزءا من ممتلكاته لإدارتها، وبتشجيع منه ماديا ومعنويا تم إصدار صحف مثل "إصفهان" و"جهاد أكبر" و"الجناب" و"أنجمن اصفهان [جمعية إصفهان]" من أجل زيادة الوعي السياسي للشعب.
من أساتذته
الشيخ حبيب الله الرشتي، السيد محمدحسن الشيرازي.
مؤلفاته
تقریظ علی كتاب "حقائق الحق للقائم بالحق"، خصال الشیعة، دیوان أشعاره، أشعاره بالفارسية والعربية، رسالة في فوائد الثورة الدستورية (تعرف في الفارسية بـ"مشروطة")، المقیم والمسافر بالفارسية، شرح حال أخيه الشیخ محمدحسین.
استشهاده
قد توفي الحاج آقا نوراالله الإصفهاني ليلة 4 دي 1306 ش فجأة. يعتقد بعض أنه نظرا إلی إصابته بعض المرض، كان أرسل رضاشاه طبيبه المختص "أعلم الدولة" بداعي علاجه بل لقتله. فسبب أعلم الدولة في استشهاده بحقنه الهواء، فدفن في مقبرة كاشف الغطاء في النجف الأشرف.
برچسب ها :
ارسال دیدگاه