هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

الحوزات العلمية في الأحساء

مقالة/ الجزء الأول

الحوزات العلمية في الأحساء

الشيخ محمد علي الحرز

 
الاجتهاد: كانت، ولا تزال، الحوزات العلمية، على مر العصور، الرحم الكبير الذي يترعرع بين جنباته العلماء والخطباء والمفكرون، كما أنها الحصن المنيع الذي يحفظ المجتمع من الغزو الفكري والثقافي الوافد عبر ترسيخ الوعي والمعرفة الصحيحة لأبناء المجتمع.
كما أن من مهامها كشف زيف الثقافات الهدامة عن طريق تعريتها، و الإفصاح عما تحويه من دمار وخراب للأمة. ومن ذلك كله تنبع أهمية الحوزات العلمية، وضرورة وجودها في وسط المجتمع، وخير من يقوم بهذا الدور ويتولى مسؤوليته هم المراجع والفقهاء ومن لهم الأهلية العلمية.
وفي الأحساء تبنى المراجع أمر تشييد الحوزة العلمية وأولوها اهتماهم وعنايتهم فتكونت فيها عدة حوزات بارزة في مدينة الهفوف ومدينة المبرز المركزين الرئيسين لإدارة المؤسسة الدينية في المنطقة.
يظهر من بعض الوثائق أن البذرة الأولى لفكرة حوزة علمية في الهفوف بدأت منذ مطلع القرن الثالث عشر الهجري على يد أسرة آل أبي خميس، عندما قام الحاج علي بن محمد آل أبي خميس الفدغمي ببناء مدرسة دينية في حي الفوارس من مدينة الهفوف، وجعل عليها الأوقاف لضمان استمراريتها، وذلك في السابع عشر من جمادى الأولى لسنة 1200هـ، وكان من القائمين بالتدريس فيها الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (1166 – 1241هـ) والذي كانت إقامته في مدينة الهفوف لهذا الغرض، إلا أن هذه المدرسة لم يكتب له البقاء حيث تعرضت للهدم والتخريب في أحداث عام 1210هـ.
1- حوزة البوخمسين العلمية في مدينة الهفوف
لم تلتقط الحوزة العلمية في الهفوف أنفاسها بشكل جيد إلا بعد عودة الشيخ محمد بن الشيخ حسين أبوخمسين مع إشراقة عام 1259 هـ حيث تصدى للمهمة العلمية على أكمل وجه. فكان مدار فلك الأحسائيين، ومحط أنظارهم، الأمر الذي دفعه إلى إعادة بناء مسجده في حي الفوارس، وإدخال وقف آل أبي خميس في ضمن توسعته سنة 1286هـ.
ثم ما لبث الحوزة أن انتقلت إلى الحسينية المجاورة التي قام الشيخ محمد بتشييدها والمعروفة اليوم باسم (الحسينية المحمدية)، أو (حسينية البوخمسين) وبمرور الوقت ازداد الإقبال على الحوزة العلمية فأصبحت تعج بطلاب العلوم الدينية من مختلف مناطق وقرى الأحساء لما حازته هذه الحوزة من سمعة طيبة، وشهرة واسعة بسبب أستاذها ومرجعها الشيخ محمد أبوخمسين الفقيه والمرجع الديني.
أما الدروس التي كان الشيخ يدرسها في حوزته، والتي كانت هي محل إعجاب الكثيرين، هي الفقه، و الأصول، والقرآن الكريم، وعلوم العربية المختلفة. ثم أضاف إليها درساً في الحكمة الإلهية الذي كان سائداً في ثقافة العصر آن ذاك في الأحساء. ومن هنا تجد أن معظم كتابات الشيخ في تلك المرحلة صبت في هذا الاتجاه.
وحتى بعد رحيل الشيخ محمد الى الرفيق الأعلى (ت 1316هـ)، استمرت الحوزة العلمية في العطاء علي يد أبن أخيه العلامة المقدس الشيخ موسى بن عبد الله أبوخمسين (ت 1335هـ)، الذي كانت له الزعامة الدينية في البلاد بعد عمه، وكان مما قام به أن نقل مقر الحوزة إلى المسجد المجاور بعدما بنى مدرسة في الجزء الخلفي الذي أدخله كإضافة توسعية الشيخ محمد قبل وفاته بفترة وجيزة.
وهكذا بقيت الحوزة العلمية تستقطب الكثيرين من أبناء المجتمع سواء بتشجيع من الشيخ البوخمسين أو لبروز أهمية الحاجة الماسة لوجود كادر اجتماعي فاعل لتلبية المتطلبات الاجتماعية المتزايدة.
يقول الكاتب الأمريكي.ف. ش. فيدل، في كتابه (واحة الأحساء) لدى حديثه عن التعليم في الأحساء عام 1951هـ: (وفي التعليم فرغم أن بإمكان أطفال الشيعة الالتحاق بالمدارس الحكومية، وقد تم ذلك، إلا أن أولياء أمورهم يفضلون إرسالهم لتلقي نوع أقل من التعليم الرسمي في واحدة من المدارس غير الرسمية، والتي يديرها رجال الدين الشيعة في الحسينيات، وتقع اعظم تلك المدارس أهمية في «حسينية أبوخمسين» في حي الرفعة).
وهذه الشهرة أخذتها الحوزة من الكثافة الطلابية فيها لان الشيخ موسى استفاد من الطاقات العلمية ممن هم حوله من العلماء إضافة إلى تلاميذه في تسيير شؤون الحوزة مع الإقبال المتزايد من الطلاب، وما كلام (فيدل) إلا شاهد حي على المكانة التي نالتها الحوزة في الأوساط الأحسائية.
*أبرز أساتذة الحوزة العلمية في الهفوف:
1- الشيخ محمد بن الشيخ حسين أبوخمسين.
2- الشيخ موسى بن عبد الله ابوخمسين:
3- الشيخ أحمد بن إبراهيم بوعلي (1310 – 1397هـ): تلقى الشيخ جميع علومه في حوزة الأحساء فلم يثبت أنه درس خارجها. فكان ممن تتلمذ علي أيديهم الشيخ أحمد الرمضان، والشيخ موسى أبوخمسين، والميرزا علي الحائري الأحقاقي إبان إقامته في الأحساء. وبعد رحيل أساتذته قام بالتدريس في الحوزة فكان من دروسه(قطر الندى) في النحو، وحياة النفس في العقائد.
4- الشيخ محمد البقشي.
هؤلاء هم أبرز أساتذتها، إلا أنه، وللأسف الشديد لهذه الحوزة لم يكتب الاستمرارية إلا لسنوات عدة بعد رحيل زعيمها الشيخ موسى أبوخمسين عام (1353هـ) على يد تلاميذه كالشيخ محمد البقشي، والشيخ أحمد البوعلي اللذين تولوا التدريس فيها ردحاً من الزمن ثم ما لبثت أن أقفلت بسبب الظروف القاهرة التي كانت تمر بها الأحساء إبان تلك الفترة، وهذه النقطة تستحق التوقف عندها وإعطائها شيئاً من التوضيح.
*أسباب إغلاق الحوزة في الهفوف:
إن الشرخ الذي خلفه إغلاق الحوزة العلمية في مدينة الهفوف على المجتمع يعد كبيراً جداً لا تزال المنطقة تعاني آثاره حتى اليوم. فبزوالها فقدت الهفوف رافداً من أهم روافدها العلمية، ومنبعاً من أعرق منابعها الفكرية الأصيلة، وهذا يرجع إلى عوامل عدة من أكثرها بروزاً ما يلي:
1- فقد المتصدي لزعامة الحوزة:
كي تبدأ الحوزة مسيرتها، وتنطلق فعالياتها لابد لها من زعيم يتولى شؤونها وإدارتها، فالحوزة هي أشبه بالسفينة أو الطائرة لا يمكن أن تستقيم ما لم يوجد الربان الحاذق الذي يوجهها ويبارك تحركاتها في كل خطوة من خطواتها.
والحوزة العلمية في الأحساء، بقيت بعد فقد زعيمها الشيخ موسى أبوخمسين، كالجريح الذي لم يسعف إلى أن لفض أنفاسه الأخيرة، ولم يجد حتى من يصلي عليه. إذ بقيت خطوات الحوزة تتعثر شيئاً فشيئاً بينما أبناؤها في معزلٍ عنها في شؤونهم الخاصة. مع الأخذ بعين الاعتبار وجود من هم أهل للأخذ بزمام المبادرة، وإنقاذها بمواصلة التدريس فيها ودفع غيرهم لذلك.
2- التخلخل الاجتماعي الكبير:
إن الحقبة التي أغلقت فيها الحوزة أبوابها، وهي فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تعد من أكثر الحقب سوداوية وتأزماً في تاريخ الأحساء المعاصر، وذلك عندما يكون منبع المشكلة التي يعيشها المجتمع داخلياً، وبين أبناء المجتمع أنفسهم، لا لأمر خارجي، فإنها تكون على أشدها.
إذ انقسم الناس إلى شريحتين متناحرتين تسيرهما رياح المرجعية يمنة ويسرى، وأصبح المجتمع يستمد ولاءه بين النجف الأشرف والكويت، وفقد السلم الاجتماعي قدسيته، وأصبحت حرمته منتهكة. هنا فقط كانت الحوزة العلمية أول ضحايا المعركة، والخاسر فيها الجميع.
3- فقد التمويل المادي:
هذه المشكلة في جذورها ترجع إلى العامل الأول والثاني، فالحوزة لا يمكن أن تمول مع عدم وجود قيادة أو مؤسسة دينية ترى من واجباتها توفير الدعم المادي لطلاب العلوم الدينية لتيسير تفرغهم للدراسة، وعدم انشغال تفكيرهم بالجانب المعيشي الذي هو قوام الحياة، والشريان الأساسي للحفاظ على مسيرتها؛ لذا مع قرب زوال عهد المرجعية المحلية في الأحساء فقدت الحوزة الهفوفية الممول الرئيسي لها فأصبحت كمن يسير على قدمٍ واحدة يمكن أن يقع مع أول عثرة تقف في طريقه؛ لذا ما لبثت أن وقعت.
*من طلاب الحوزة العلمية في الهفوف:
1- الشيخ أحمد بن الحاج محمد بن أحمد البغلي.
2- الشيخ أحمد بن علي الصحاف.
3- الشيخ جعفر بن الحاج حسين آل ناجم.
4- الشيخ حسين بن الحاج علي الصالح الحدب.
5- الشيخ حسين بن محمد الممتن الجبيلي.
6- الشيخ سلطان العباد العلي.
7- الشيخ سلمان بن محمد الشايب العمراني.
8- الشيخ طاهر آل أبي خضر.
9- الشيخ عبد اللطيف الملاّ.
10- الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله الوايل المعروف بالصايغ.
11- الشيخ علي بن محمد آل موسى الرمضان.
12- الشيخ محمد بن الشيخ حسين الصحاف.
13- الشيخ عمران بن حسن السليم آل علي الفضلي.
14- الشيخ محمد بن حسين آل مبارك [9] .
15- الشيخ إبراهيم الخرس.
16- الشيخ أحمد البغلي.
17- الشيخ أحمد بن إبراهيم البوعلي.
18- الشيخ أحمد الطويل.
19- الشيخ حسن البغلي.
20- الشيخ حسن المتمتمي.
21- الشيخ حسين الشواف.
22- الشيخ حسين بن خليفة بن حسين المسلم.
23- الشيخ حسين العبد الوهاب العوض.
24- الشيخ حسين الصحاف.
25- الشيخ سلمان الغريري.
26- السيد صالح السويج.
27- الشيخ عبد الكريم الممتن.
28- الشيخ عبد الله الدويل.
29- السيد عبد المحسن السويج.
30- الشيخ عبد الوهاب الغريري.
31- الشيخ عيسى الحصّار.
32- الشيخ كاظم الصحاف.
33- الشيخ محمد البقشي.
34- الشيخ ناصر آل أبي خضر.
35- ملا طاهر المرزوق.
36- ملا حسين المسلم.
37- الشيخ حسن ابوخمسين.
علم الاستعداد لمرحلة الاجتهاد.. مقارنة بين ابن أبي جمهور الأحسائي والمحقق الكركي
المصدر: مجلة الواحة – العدد

برچسب ها :
ارسال دیدگاه