مقالة
دار الرسول الأعظم(ص) إحياء السيرة النبوية وردّ الشبهات وفق رؤية معاصرة
حسنين سامي جواد
تختلف الروايات والقراءات التاريخية بقوتها وضعفها من حيث المصادر والإسناد حول شخصية النبي محمد(ص)، فخلقت كثيرًا من الآراء منها المناصرة الذاكرة لمناقبه، وأخرى الجاحدة لحقّه.
وتسببت الأخرى بفتح الباب لشنّ بعض الهجمات المغرضة ضد شخصيته العظيمة، ومن موقع ردّ تلك الشبهات، أوصى سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي(دام عزه) بإنشاء مركز لحصر المساند الصحيحة في سيرة خاتم الأنبياء محمد(ص).
فانبثقت من قسم الشؤون الفكرية، دار الرسول الأعظم(ص)؛ لتكون حاضنة لكلّ الأوراق البحثية التي تتناول حياته الشريفة التي تمثل تاريخ الإسلام والإنسانية بهوامش رصينة بإجماع المسلمين.
تتفرع من الدار خمسة أقسام، بواقع 14 منتسباً بين إداريين وفنيين تعمل على نشر علوم الرسول(ص) الغنية عبر نشاطاتها وفعالياتها من ندوات وورش ومسابقات، بالإضافة الى المطبوعات التي تصدر من الدار.
أهداف دار الرسول الأعظم(ص):
أولاً- تقريب وجهات النظر بين الفرق الإسلامية عبر تفعيل وحدة الخطاب النبويّ؛ ليكون طريقاً لتوحيد الخطاب الاسلامي.
ثانياً- تصحيح وجهات النظر عند الآخر المختلف والآخر الضدّ عبر تقديم نتاجات (ورقية أو رقمية، فكرية أو ثقافية، علمية أو ابداعية) وسوى ذلك.
ثالثاً- الإفادة من تراث الرسول(ص) في أسلمة العلوم والمعارف (أي جعل النظرية الإسلامية مظلّة رئيسة لتوجيه البحث العلمي والمعرفي) فضلًا عن أسلمة فلسفة العلم.
رابعاً- قراءة تراث الرسول الكريم(ص) ورسالته لتكون مقدمة لنتاجات متنوعة (أبحاث، كتب، موسوعات... إلخ) تسهم في تشكل مكتبة عالمية متخصصة وملمّة بتفاصيل شخصية الرسول(ص) ورسالته.
خامساً- إعداد رساليين من الباحثين في المعاهد والكليات بمراحلها المختلفة (الأولية والعليا) وتقديم التسهيلات الكفيلة باستقطابهم وإعانتهم على تفعيل ما يطمحون إليه بخصوص الرسول(ص) ورسالته.
مهام القسم الإداري للدار
وتعرف الدار المؤسسة في عام 2016م على انها تشكيل مؤسسي يعمل على التعريف بشخصية الرسول الكريم(ص) وتوثيق ما يتعلق به للاستفادة منه في التصحيح والتأهيل والتبليغ والتطوير، بحسب رئيس دار الرسول الأعظم الدكتور عادل نذير بيري.
مضيفاً أنّ: «هدف الدار استقطاب الأقلام والعقول المبدعة ذات الوعي العالي بالسيرة العطرة والرسالة؛ لإعادة فهم السيرة بما ينسجم ومعايير القراءة الموضوعية المسندة لإنتاج مخرجات فكرية وثقافية وابداعية مختصة بذات الرسول(ص)».
مردفاً: «أنّ رفع مستوى الوعي والأخذ بالدروس الحياتية من النبي الاكرم(ص) ورسالته في العالم يصبّ بمصلحة فرق المجتمع الإسلامي عامة، بالإضافة الى تمتين الأواصر البشرية بين المجتمعين الإسلامي وسواه».
قسم الفعاليات والأنشطة الثقافية
العديد من المشاريع التي تنظمها الدار داخل محافظة كربلاء وخارجها تستهدف الطبقة المثقفة من المجتمع على الجانبين الأكاديمي والحوزوي عبر المشاريع الهادفة، ومن أبرزها مشروع قراءة السيرة بميزان أهل الحديث للوصول الى كتابة سيرة موثوقة.
بالإضافة الى مشروع السيرة الرقمية، وهي تقديم أفلام قصيرة وريبورتاجات تعريفية عن شخصية الرسول(ص) العظيمة بلغة معاصرة وأفكار شبابية، فضلًا عن موسوعة سلسلة السيرة الذي صدر منه 15 كتاباً.
ويقول سكرتير رئيس الدار الأستاذ ياسين خضير عبيس: «يعدّ قسم الفعاليات والأنشطة الثقافية في مركز دار الرسول الأعظم(ص) من الأقسام المهمة والذي يأخذ على عاتقه تنظيم المحافل والندوات البحثية والمؤتمرات العلمية السنوية بهدف تسليط الضوء على جوانب حياته الشريفة».
مبيناً: «أنّ للمركز أربع ندوات فصلية ثابتة تختصّ بسيرته العطرة تتوزع على الأشهر الثالث والسادس والتاسع والثاني عشر في السنة، وتختلف شعاراتها من سنة لأخرى، بالإضافة الى فعالية أسبوع النبي الثقافي السنوي بالتعاون مع الجامعات العراقية».
مشيراً الى: «المؤتمر السنوي يحمل عناوين مختلفة، وهذه السنة سيكون بعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير)».
ومن ضمن أهداف الدار التابعة لقسم الشؤون الفكرية هي قراءة تراث الرسول الكريم(ص) ورسالته وأخذها على أساس أن تكون مواد أولية لنتاجات علمية؛ ليعود ذلك الى تشكيل مكتبة عالمية متخصصة وملمّة بتفاصيل مهمة لشخصيته الكريمة.
قسم الدوريات المحكمة
بالدليل والبرهان يردّ قسم الدوريات والمطبوعات المحكمة على الاساءات التي تطلق على نبيّنا الأمين(ص) فضلًا عن إتاحة الفرصة لطلبة الدراسات العليا في نشر أبحاثهم العلمية عن السيرة النيرة عبر مجلة (نبينا) العلمية والمحكمة الصادرة من الدار.
ويبيّن مسؤول الإدارة الفنية لمجلة (نبيّنا) الأستاذ حسن علي عبد اللطيف: «أنّ المجلة تعنى بجمع بحوث السيرة وفق شروط وضوابط تضعها الدار، لذا اكتسبت الاعتراف من وزارة التعليم العالي منذ عددها الأول في عام 2020 ميلادي لتكون مجلة محكمة».
مضيفاً: «أنّ العدد يضم أربعة بحوث مترجمة الى ثلاث لغات: العربية والفرنسية والإنكليزية، وتصدر بشكل دوري كلّ 6 أشهر، وبلغ عدد إصدارها إلى أربع نسخ الى حد الآن توزع على الجامعات وبعض المكاتب العراقية».
مؤكّدًا: «يعدّ كُتّاب المجلة من أساتذة الجامعات وطلبة الدراسات العليا والذين يقدّمون بحوثهم ورسائلهم لتخضع الى شروط علمية معينة، ويتم ترتيبها لتنشر تباعاً؛ إذ تستقبل المجلة من 70 الى أكثر من 100 عنوان نبويّ».
ويشير الأستاذ حسن: «أنّ المجلة تشارك في معارض محلية ودولية بهدف الترويج لها ونطمح الى توزيعها في الجامعات الغربية؛ لغرض نشر العبرة من حياة نبينا الكريم(ص) في تلك المجتمعات».
لافتا الى: «أنّ نشر البحوث مجاناً بهدف توفير كمّ من المصادر التاريخية الموثوقة عن معالم السيرة الشريفة، بالإضافة الى إعداد رساليين من الباحثين في المعاهد والكليات بمراحلها المختلفة وتقديم التسهيلات الكفيلة في استقطابهم لتفعيل محتوياتهم العلمية الى حياة الرسول الأكرم(ص)».
قسم المواقع الالكترونية
وواكبت الدار التطورات الحديثة للعالم مستفيدة من شبكة الاتصالات بإنشاء موقع خاص بالدار؛ ليسهل عملية الوصول الى المعلومات التي تصدر وهو (daralrasul.com)، وموقع خاص لمجلة (نبينا) وهو (nabiyuna.com).
ويقول مسؤول المواقع الالكترونية في الدار الأستاذ محمد جاسم: «يضم موقع الدار 7 أقسام منها: ثقافية وتراثية ودينية وأخرى خبرية بالإضافة الى المكتبة المرئية للأبحاث عبر مقاطع الفيديو للندوات التي تقيمها الدار».
مبيناً: «أنّ هناك خانة في الموقع لأحاديث الرسول(ص) صاحبة الإسناد الصحيح تنشر متزامنة مع المناسبات الدينية فضلًا عن جنبة خاصة بالكتب التاريخية عن السيرة النبوية يستفيد منها الباحثون في أخذ المصادر الرصينة».
مشيراً الى: «أنّ الموقع الفرعي لجريدة (نبيّنا) هو مجاني، بالإضافة الى انه يعدّ أرشيفا الكترونيا للمجلة».
قسم الترجمة
عبرت الأبحاث العلمية التي تنشرها الدار حدود المجتمع العربي الى أن وصلت المجتمع الاوربي من خلال ترجمتها الى اللغات الأجنبية الأكثر تداولاً في الدول الغربية عبر مجلة (نبينا) المترجمة؛ بهدف ردّ الاساءات المتكررة على شخصية نبينا الكريم(ص) كمبادرة أولى من نوعها في المجتمع الإسلامي.
قسم الترجمة الذي يعدّ بابا للرسالة النبوية الى الافاق العالمية يأخذ المسؤولية في ترجمة ومتابعة البحوث وبعض المنشورات الى لغات متعددة عبر أساتذة أكاديميين متخصصين بعلم الترجمة.
وتطلق الدار مسابقة سنوية تختص بالرسائل والاطروحات والمؤلفات التي تختص بالسيرة النبوية الورقية والالكترونية بدعوة موجهة الى الجامعات العراقية؛ لترشيح النتاجات العلمية التي تقدّم لهم، بحسب مسؤول إدارة المسابقات السيد علي محمد جعفر.
متابعاً: «يُكرمُ الأساتذة الفائزون في المسابقة تكريماً معنويا وماديا مرصوداً من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، بالإضافة الى طبع المؤلف الفائز إذا كان كتاباً، وتقديم 50 نسخة للكاتب كهدية».