مؤسّسة الدعاء العالمية
لقد تأسست مؤسسة الدعاء العالمية، على أساس منظومة المعارف الغنية التي جادت بها حياة أهل بيت العصمة والطهارة(ع) في باب الأدعية والمناجات وأخذت على عاتقها مسؤولية تنظيمها ونشرها بالشكل المطلوب فكان لها الآثار القاطعة في النفوس.
وكانت سنة خروجها الى النور والصدع بكلمات وأدعية أهل البيت(ع) وإنطلاقها المبارك في سنة ١٤٣٠ه.ق وذلك من مدينة قم المقدسة، والى جوار مولاتنا كريمة أهل البيت(ع).
▪ أسباب التأسيس
بغض النظر عن أهمية التعمق في منظومة الأدعية التي وردت عن لسان الأئمة الأطهار(ع) وحاجة الإنسان إليها، فإن هناك ثلاثة نقاط أساسية ومهمة تكمن في عملية تأسيس هذه المؤسسة المباركة ورفدها بكل مقومات النجاح والديمومة وأهمية وجودها وهي :
أولاً: تبيان المنهج المعرفي والسلوكي، واصول وقواعد الموروثات الغنية، التي جاد بها أئمة الهدى(ع) في قالب الأدعية والمناجاة، وبالتالي الإسهام في بث الجانب المعرفي والتوعوي في هذا السياق بين شرائح المجتمع.
ثانياً: إن الأدعية والمناجاة والأحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة(ع) لم تكن تقتصر ومنحصرة ومؤكولة، في عرض الحاجة وسؤال الناس (على خلاف أصل الروايات الفقهية والتي تكون قبال سؤال السائل وربما يمنع آل الله(ع) في عملهم هذا من الاستمرار في زيادة ثقل المسؤولية على حاجة السائل، مثلما ورد في بعض الروايات الشريفة) وعليه فإن المؤسسة حملت هذا الجانب وجعلته من أولويات عملها.
ثالثاً: من المؤكد فقد شكلت العبارات والجملات الواردة في الأدعية والمناجاة، نقطة إرتكاز وثقل في الجانب المعرفي والمنطقي. حيث إن الأدعية والمناجاة الواردة عن الأنبياء والأولياء، إعتمدت على قاعدة ومنطق " نكلم الناس على قدر عقولهم "، فيكون ذلك الطرح يتناسب مع حال المخاطب، والمتلقي، مع مستوى خاص من المعارف والعلوم. بينما حينما تكون النجوى مع الله تبارك وتعالى، هذه الحالة تنتفي وترتفع، والحديث مع المحبوب يكون من باب الافصاح عن مكنونات القلب وأسراره وذلك بكلمات وجمل نابعة من الوجدان والعرفان.
ومن هذا المنطق، يجب البحث عن الأسرار المكنونة والمعارف والحقائق الإلهية في الأدعية والمناجاة التي وردت عن لسان الأئمة الأبرار الأخيار(ع)، وبالطبع فإن الغور في هذا الفكر العميق في هذا الجانب، والذي يطلق عليه بعض العارفين إسم " القرآن الصاعد "، يؤدي في الحقيقة، الى الدخول في مدارات الفقه الأكبر، وبالنتيجة الحصول على هندسة المعرفة، واسلوب وطريقةحياة دينية بكل أبعادها وشموليتها .
▪ الأعمال والنشاطات التي تم إنجازها
نظراً الى الأهمية التي يحملها الكتاب في هذه الحركة العظيمة وفي هذا المضمار الواسع، فقد تركزت نشاطات مؤسسة الدعاء العالمية الى الوقت الحاضر، في مجال التراث المكتوب والعمل عليه .
وتفتخر هذه المؤسسة المباركة، بأنها قامت بنشر وطباعة أكثر من خمسين كتابا،ً تتمحور كلها حول موضوع الدعاء، وبركاته، وأهميته، والزيارات الواردة ، حيث إن معظم هذه الكتب قد تم الأستفادة منها من قبل المؤمنين لأول مرة .
ولعل العمل المتميز، واللافت للأنظار، الذي قامت به المؤسسة، ويعتبر قمة النشاطات والفعاليات لها، هو كتابة مجموعة قيمة ونفيسة، أطلق عليها إسم " المعجم الموضوعي لأدعية المعصومين(ع)." وهذا المعجم هو الأول من نوعه، حيث يتم طباعته وتنظيمه وترتيبه لأول مرة في تاريخ التشيع. فضمّ بين دفتيه جميع الأدعية الواردة عن المعصومين(ع)، وحصرها في مجموعة واحدة، وذلك بشكل موضوعي، فنال استحسان ورضى واستقبال العلماء الأعلام والفضلاء والأساتذة في الحوزة العلمية والمهتمين في هذا الجانب .
ومن النشاطات والفعاليات الأخرى التي قامت بها المؤسسة طوال السنوات السابقة، ولازالت تتعاهد على القيام بها، هي تقديم الإرشادات والإستشارات والمساعدات الى المحققين والباحثين في مجال كتابة الرسائل والكتب وغيرها، والتي تخص موضوع الأدعية فكان لها الأثر القاطع في ذلك.
ومن النشاطات والبرامج الأخرى، التي تقوم بها هذه المؤسسة، هي مشاركة بقية المؤسسات والمراكز الأخرى، في نشر وترويج الثقافة الأصيلة للدعاء، حيث عملت والحمد لله تعالى مع مؤسسات ومراكز معروفة وغير معروفة في هذا السياق.
وكانت عملية إحياء النسخ الخطية وإعادة طباعتها، هي من النشاطات التي أنجزتها مؤسسة الدعاء العالمية وسارعت في تحقيقها.
ومن الأفتخارات التي تعتز بها المؤسسة، هي قيامها بترجمة ١٢ كتاباً من كتبها الصادرة الى اللغات الإنجليزية والفرنسية والأردوية والتركي الآذري.
وكان عدم وجود مؤسسة تعنى بموضوع الدعاء وآثاره ونتائجه في السابق، مداعاة لعدم إرتياح الباحثين وتأسفهم. فجاءت عملية تأسيس مؤسسة الدعاء العالمية، سبباً في تحفيزهم وتشجيعهم للعمل والمثابرة. وقد شكلت جسور إرتباط وعلاقات طيبة، مع هؤلاء الذين يعتبرون بحق من مروجي المعنويات بين مختلف شرائح المجتمع.
عنوان الموقع الالکتروني للمؤسسة:
bonyadedoa.com/ar
برچسب ها :
ارسال دیدگاه