أسئلة وردود
هل أخبرنا النبي(ص) بالسجود على التربة الحسينية؟!
السيد جعفر علم الهدى
السؤال: لو كان جبرئيل أعطى النبي(ص) تربة الحسين وانّها طاهرة ويستحبّ الصلاة عليها، لماذا لم يخبرنا الرسول الأعظم(ص) بذلك ويأمرنا بالصلاة عليها زيادة في الأجر؟
الجواب: إذا كان علماء أهل السنّة يروون: أنّ النبي(ص) أخبره جبرئيل باستشهاد الحسين(ع) وأعطاه تربة الحسين(ع) فبكى النبي(ص) وأودع التربة عند اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة رضي الله عنها، فما هو ذنب الشيعة؟!
لقد أخبر النبي(ص) بمقتل الحسين(ع) وبكى له بكاء شديداً ولكنّكم لا تبكون للحسين(ع) بل تعترضون على الشيعة لماذا تبكون للحسين(ع)، وقد أودع النبي(ص) تربة قبر الإمام الحسين(ع) قبل شهادته عند اُمّ سلمة، وهذا يدلّ على اهتمام النبي(ص) بهذه التربة وكونها مقدّسة، فما ذنب من يصلّي ويضع جبهته على هذه التربة المقدّسة لأنّه يشترط عنده كون موضع الجبهة من أجزاء الأرض كالحجر والمدر والتراب، ويشترط الطهارة في موضع الجبهة.
وهذه التربة الطاهرة معنويّاً وماديّاً، وقد اهتمّ بها رسول الله(ص)، وقد قال النبي(ص): « جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً »، وكان يصلّي على التراب حتّى يتبيّن أثر التراب على أنفه الشريف.
أمّا الروايات الواردة من طرق أهل السنّة فنذكر بعضها:
مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري ج 3 / 176، روى بسنده عن شداد بن عبد الله عن اُمّ الفضل بنت الحارث أنّها دخلت على رسول الله ـ(ص) ـ فقالت: يا رسول الله أنّي رأيت حلماً منكراً الليلة. قال: وما هو؟ قالت: انّه شديد. قال: وما هو؟ قالت: رأيت كان قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري. قال ـ(ص) ـ: رأيت خيراً، تلد فاطمة ان شاء الله غلاماً فيكون في حجرك. فولدت فاطمة ـ عليها السلام ـ الحسين ـ(ع) ـ فكان في حجري كما قال رسول الله ـ(ص) ـ، فدخلت يوماً على رسول الله ـ(ص) ـ فوضعته في حجره ثمّ حانت منّي التفاته، فإذا عينا رسول الله ـ(ص) ـ تهريقان من الدموع، فقلت: يا نبي الله بأبي أنت واُمّي ما لك؟ قال: أتاني جبرئيل فأخبرني انّ اُمّتي ستقتل ابني هذا. فقلت: هذا؟ فقال: نعم، وآتاني بتربة من تربته حمراء. قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 / ص 242 روى بسنده عن أنس بن مالك انّ ملك المطر استأذن ربّه أن يأتي النبي ـ(ص) ـ فأذن له فقال لاُمّ سلمة: املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال وجاء الحسين(ع) ـ ليدخل، فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي ـ(ص) ـ وعلى منكبيه وعلى عاتقه، قال: فقال الملك للنبي ـ(ص) ـ: أتحبّه؟ قال: نعم. قال: اما ان اُمّتك ستقتله وان شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. فضرب يده فجاء بطينة حمراء فأخذتها اُمّ سلمة فضرتها في خمارها. قال ثابت ـ أحد رواة الحديث بلغنا انّها كربلاء ـ وذكره المحبّ الطبري في ذخائر العقبى وذكره المتقي الهندي في كنز العمال ج 7 / 106، وقال أخرجه أبو نعيم وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 187، وقال أخرجه أبو يعلى والبزار والطبراني بأسانيد.
أقول: هذه المرّة الثانية إذ تختلف عن الرواية الأولى.
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 / 294 روى بسنده عن عائشة ـ أو اُمّ سلمة ـ انّ النبي ـ(ص) ـ قال لأحدهما: لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها فقال ابنك حسين هذا مقتول، وان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال فاخرج تربة حمراء.
كنز العمال ج 6 / 223، عن رسول الله ـ(ص) ـ، قام عندي جبرئيل من قبل فحدّثني انّ الحسين يقتل بشطّ الفرات وقال: هل لك أن اشمّك من تربته؟ قلت: نعم، فمدّ يده فقبض من تراب فأعطاينها فلم أملك عيني ان فاضتا.
أقول: قد شمّ رسول الله(ص) هذه التربة لأنّ جبريل قال له: هل لك ان أشمّك من ترتبه؟ وهذا يدلّ على قدسيّة هذه التربة.
كنز العمال ج 7 / 106، قال عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن اُمّ سلمة، قالت: كان النبي ـ(ص) ـ جالساً ذات يوم في بيتي، فقال: لا يدخلنّ عليّ أحد، فانتظرت فدخل الحسين ـ(ع) ـ فسمعت نشيج النبي ـ(ص) ـ يبكي، فإذا الحسين ـ(ع) ـ في حجره ـ أو إلى جنبه ـ يمسح رأسه وهو يبكي، فقلت والله ما علمت به حتّى دخل، قال النبي ـ(ص) ـ: ان جبرئيل كان معنا في البيت فقال أتحبّه؟ فقلت: نعم، فقال ان امّتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبرئيل من ترابها فأراه النبي ـ(ص) ـ، فلمّا اُحيط بالحسين(ع) حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، قال: صدق رسول الله ـ(ص) ـ أرض كرب وبلاء.
قال أخرجه الطبراني وأبو نعيم.
الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 / 187، قال: وعن عائشة قالت دخل الحسين بن علي ـ عليهما السلام ـ على رسول الله ـ(ص) ـ وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله ـ(ص) ـ وهو منكب وهو على ظهره، فقال جبرئيل لرسول الله ـ(ص) ـ أتحبّه يا محمّد؟ قال: وما لي لا احبّ إبني؟ قال: فان أمّتك ستقتله من بعدك، فمدّ جبريل ـ(ع) ـ يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال في هذه الأرض يقتل ابنك واسمها ألطف. فلمّا ذهب جبرئيل من عند رسول الله ـ(ص) ـ خرج رسول الله ـ(ص) ـ والتزمه في يده يبكي، فقال: يا عائشة انّ جبرئيل أخبرني انّ ابني حسين مقتول في أرض الطفّ وانّ اُمّتي ستفتن بعدي. ثمّ خرج إلى أصحابه فيهم علي ـ(ع) ـ وأبوبكر وعمر وحذيفة وعمّار وأبوذر وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني انّ ابني الحسين يقتل بأرض الطف وجاءني بهذه التربة وأخبرني انّ فيها مضجعه.
أقول: هذه هي المرّة الثالثة، لأنّ عائشة تروي ذلك والتربة بيضاء مع انّ الروايات السابقة كانت من اُمّ سلمة واُمّ الفضل والتربة حمراء.
مسند الاُمم أحمد بن حنبل ج 1 / ص 85، روى بسنده عن عبد الله بن نجا عن أبيه، أنّه سار مع علي ـ(ع) ـ وكان صاحب مطهرته فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي ـ(ع) ـ: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. فسئلته، قال: دخلت على النبي ـ(ص) ـ ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبرئيل فحدّثني ان الحسين يقتل بشطّ الفرات، قال، فقال: هل لك إلى ان أشمّك من تربته، قال، قلت: نعم فمدّ يده فقبض قبصته من تراب فأعطانيها فلم أملك عينيّ ان فاضتا.
رواه ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 2 / 347 وذكره المتقي في كنز العمال ج 7 / 105 وذكره الهيثمي في مجمعه ج 9 / 187 وقال: أخرجه البزار والطبراني ورجاله ثقات إلى غير ذلك من الروايات التي يرويها علماء أهل السنّة، فراجع كتبهم.
المصدر: موقع الأئمة الاثنا عشر
برچسب ها :
ارسال دیدگاه




