هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

كلمة سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي (دام ظله)  بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس حوزة قم المقدسة. 

كلمة سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي (دام ظله)  بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس حوزة قم المقدسة. 

العدد: ٣٣٢ التاريخ : ٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ، الموافق ٤ ٫ ٥ ٫ ٢٠٢٥م. 
 
بسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة وهداية للعالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ... 
أما بعد.. 
فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ومنيف خطابه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَتْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٍ). 
صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيم 
نحتفي معكم اليوم، أيها العلماء الأعلام والحضور الكرام بمرور قرن من الزمن على الانطلاقة المباركة  والعظيمة الأخيرة الحوزة قم المقدسة، التي أُسست على يد عالم عامل وقائد من قادة الحوزات العلمية في  العالم، ألا وهو المرجع العظيم الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي أعلى الله درجاته في عليين)، وقد  استمرت هذه الحوزة حتى أضحت حصناً منيعاً من حصون الدين. 
إن هذا الإنجاز والانتصار الكبير والمهم للطائفة قد جاء استمرارا للمسيرة المباركة، برعاية ولي الله الأعظم،  أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، التي بدأها الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، حيث فتحوا أبوابهم لطلبة العلم من  مختلف أصقاع الأرض، بحسب ما سنحت الظروف لكل منهم، لنشر العلوم والمعارف، وحثّوا شيعتهم على  استحصال العلم ونشره. ثم نهض بعدهم بأعباء تلك المسؤولية العظيمة علماء الطائفة ومشايخها، أمثال الشيخ  المفيد، والسيد المرتضى، والشيخ الطوسي، والمحقق الحلي في بغداد والحلة والنجف الأشرف. 
فأسسوا تلك الحصون التي لاذ بها العلماء وطالبو الحق وخدام شريعة سيد المرسلين(ص)، فأنتجت ما أنتجت وأثمرت ما أثمرت حتى التحقت حوزة قم المقدسة الشريفة بهذا الركب المبارك منذ قرن من  الزمن، وأثبتت جدارتها وقوتها وأهمية دورها، خصوصا في الصراع الثقافي والديني في العقود الأخيرة. 
ونحن وإياكم، إذ نبارك لإمام زماننا وقائدنا الحجة بن الحسن(عج)، هذا الإنجاز  المستمر بإذن الله تعالى في هذه الحوزة المباركة وباقي الحوزات الشريفة، نجدد الثناء للعلماء الأعلام الذين  قدموا أرواحهم الزكية، وصرفوا أعمارهم المباركة وأوقاتهم، وكل ما جادت به أيديهم المباركة، لإقامة هذا  الصرح العظيم، وهم شركاء في أجر وثواب العلماء والمتعلمين. 
وإننا نغتنم اجتماع العلماء والفضلاء وممثلي الحوزات العلمية، وكل المعنيين بشأنها، في هذا المؤتمر المبارك المنعقد 
لهذه المناسبة العزيزة، كي نعرض بعض الأمور المهمة، مستلهمين الدروس من نجاح هذه الحوزة المباركة.. وغيرها. 
1. ضرورة العمل على تأسيس ودعم الحوزات الموجودة بجوار مراقد الأئمة الأطهار وذراريهم في مختلف  أصقاع الأرض، لما لوجودهم من بركة وأثر في أن تكون مراقدهم حاضنة مناسبة للحوزات العلمية. 
2. التأكيد على استقلالية الحوزات العلمية من جميع النواحي، لما لها من أثر بالغ على نوعية النتاج  واستمراره. 
3. ضرورة توجيه الراغبين في الالتحاق بركب الحوزات إلى تحديد الهدف من دخولهم إلى الحوزة، هل هو  الاجتهاد أو التبليغ أو التفقه، وذلك لتحديد المنهج المناسب لهم، استثمارا للطاقات وتنظيما للجهود. 
4. التأكيد على اعتماد مناهج علمية رصينة ودقيقة تؤهل طلاب العلم الحيازة قصب السبق والمراتب  العليا في جميع الحقول العلمية التي تعنى الحوزات العلمية بتهيئة المتخصصين لرفدها. 
5. الاستفادة من الوسائل الحديثة العلمية بما ينسجم مع العلوم والمعارف الحوزوية، لتكون معينا صالحًا  لروّاد الحوزات العلمية. 
ختامًا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الجهود الكبيرة والمخلصة للقائمين على إقامة هذا المؤتمر  المبارك، وأن يسدد خطاهم. 
كما نرجوه تعالى أن يتغمد علماءنا الماضين بوافر رحمته ونعمته وكرامته ويرزقهم جوار النبيين في  جنته، وأن يوفق العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالح. 
ونسأله تعالى أن يحفظ حصون الدين، الحوزات العلمية الشريفة المباركة في كل مكان، وأن يوفقنا  وإياكم لإكمال المسيرة بما يرضي الله، ويُسرّ مولانا صاحب الزمان(عج). 
.. والسلام 
بشير حسين النجفي  النجف الأشرف

برچسب ها :
ارسال دیدگاه