الشهيد السيد جواد علي محمد(1332 هـ – 1402 هـ) هو رجل دين وخطيب ومؤلف وشاعر ومؤرخ عراقي اعتقلته الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الرئيس صدام حسين عام 1982م بسبب الخطابة والتبليغ الديني وإقامة المجالس الحسينية ثم استشهد في السجن.
 
*ولادته ونسبه
السيّد جواد نجل آية الله السيّد علي من آل شبر وهي اُسرة عريقة علمية معروفة بالفقاهة والزعامة. ولد في ليلة السبت 13 جمادى الثاني سنة(1352 هـ) في مدينة النجف الأشرف. انخرط في سلك طلبة العلوم الدينية وهو في صغيره.
 
*حياته العلمية والاجتماعية
نشأ في كنف الحوزة العلمية في النجف وسط بيئة العلم والفكر، وكانت أسرته من الأُسر العلمية التي انحدرت من مدينة الحلة لتنتشر في مدينة الكاظمية ببغداد وفي مدينة النجف، وكان والده حجة الاسلام السيد علي شبر الحسيني من علماء الدين في حوزة النجف العلمية وقد أسس مدرسة دينية علمية في النجف عام 1967 م أسماها المدرسة الشُبَّرية، فدخل في أول دورة لمدارس منتدى النشر التي أسسها آية الله الشيخ محمد رضا المظفر وتخرج منها، كما ودرس على يدي والده مقدمات العلوم والسطوح، وكان قد انضم إلى حلقات الدرس التقليدية في النجف وهو في مقتبل العمر، وشب على هذه الأوساط فدرس على أبيه وعلى كبار أساتذة الحوزة العلمية، حاضراً البحث الخارج في الفقه والأصول عند آيات الله السيّد أبو القاسم الخوئي(ره) والسيّد نصر الله المستنبط(ره) والشيخ محمد رضا المظفر(ره)، وفي مجال الخطابة والوعظ والإرشاد الديني نهل من فن الخطابة عند الخطيب الحسيني الشيخ محمّد حسين الفيخراني.
إن بعض مشاريعه وانجازاته في الساحة التعليم والتربية ما يلي:
توفيقه لتربية مجموعة كبيرة من الخطباء، الإنشاء والإشراف على جمعية منتدى النشر، تولية المدرسة الشبرية لطلبة الحوزة العلمية، تولّيه ترميم أضرحة الأولياء:(ضريح زيد الشهيد(رض)، ضريح كميل بن زياد(رض)، ضريح الصحابي الجليل رشيد الهجري(رض))، التخطيط لإقامة المسابقات الدولية للتأليف حول شخصية الإمام أميرالمؤمنين(ع) والتي كانت تقام في كربلاء المقدسة.
وقد اشتهر السيد العلاّمة كخطيب بارز حيث كان يرتقي المنبر الحسيني في بيوت المراجع العظام نذكر منهم:
بيت الإمام الخميني(قد) أيام إقامته في النجف الأشرف، بيت الإمام الحكيم(قد)، بيت السيّد الخوئي(قد)، بيت السيّد الشهيد الصدر(قد).
كما وكان يسافر إلى البلدان الاُخرى غير العراق بطلب من أهاليها منها: سوريا، لبنان، البحرين، عمان وإيران بالاضافة إلى المدن العراقية.
 
*من أساتذته
الخطيب الشيخ محمّد حسين الفخراني، أخذ عنه فنون الخطابة، والده(قد)، درس عليه المقدمات والسطوح، آية الله العظمى السيّد أبوالقاسم الموسوي الخوئي(قد)، حضر عنده البحث الخارج في الفقه والاُصول، السيّد نصر الله المستنبط، حضر عنده البحث الخارج في الفقه والاُصول.
 
* من مؤلفاته
قام سيّدنا المترجم له بتأليف عدة كتب نذكر منها:
1 ـ أدب الطف(10 مجلدات)، إلى ولدي، المناهج الحسينية، قصص من حياة الإمام أميرالمؤمنين(صلوات الله عليه)، أشعة من حياة الإمام الصادق(صلوات الله عليه)، ومؤلفات اُخرى لا مجال لذكرها.
كما كان لسيّدنا العلاّمة مكتبة تحتوي على عشرة آلاف مجلد منها(500) كتاب مخطوط.
 
*اعتقاله واستشهاده

اعتقل سيّدنا العلاّمة ثلاثة مرات من أجل إعلاء كلمة الحقّ أمام الطواغيت وكان آخرها في 15 رمضان(1402 هـ ) بسبب قراءة المجالس الحسينية وكلامه ضد الظلم والظالمين ولم يعرف شيء عن مصيره حتى تبيّن استشهاده على يد الجلاوزة البعثيين وذلك بعد سقوط الطاغية.