هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

-ما هو راي سماحتكم في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس؟

أسئلة وردود

-ما هو راي سماحتكم في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس؟

-هل يمكن الاعتماد على كتاب الملاحم والفتن باعتباره مصدراً موثوقاً؟

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

 الجواب: الملاحم والفتن وإن كان مؤلفه هو أحد أقطاب العلم عندنا، وهو جمال العارفين السيد علي بن موسى بن جعفر الملقب بابن طاووس أعلى الله مقامه، ويكفي للإشادة بمقامه العلمي أن نعرف بأنّه أستاذ العلامة الحلي(قد) ومن سواه من أعلام عصره، غير أنّ الغالبية المطلقة لما حواه الكتاب وجلّه الأعظم هو حديث العامة ومأخوذ منهم، ونوّه في غير موضع من كتابه بأنه مجرد ناقل للخبر عن العامة ولا يتحمّل مسؤولية ما رووا، وإنما مسؤوليته تقع عليهم، ولذلك تجده في نهاية نقله عن كتاب الفتن لنُعيم بن حمّاد يقول: فمن وقف على شيء مما ذكرناه ورآه يخالف الحق الذي كنا رويناه أو عرفناه، فالدرك علن من رواه، ونحن بريؤون من الملامة في الدنيا ويوم القيامة، فإننا قصدنا كشف ما أشار إليه، فإنّ المصنف نعيم بن حماد ما هو من رجال شيعة أهل بيت النبي(ص).
وكتب في مفتتح نقله عن كتاب الفتن للسليلي الحسائي ما نصّه: ودرك ما تضمنته على الرواة، وأنا بريء من خطره، لأنني أحكي ما أجده بلفظه ومعناه.
كما أنّه كتب في آخر ما نقله عن كتاب الفتن لأبي يحيى زكريا البزاز النيسابوري ما نصّه: وهذا آخر ما علقناه من الثلاث المجلدات في الفتن وما يتجدد من المحن والإحن، فكل ما صدق فيها الخبر والعيان الأثر، فهو من آيات الله جلّ جلاله الباهرة ومعجزات رسول(ص) المتظاهرة، وتعظيماً لعترته الطاهرة، وزيادة في دلائل سعادة الدار الآخرة، وما ظهر أن الخبر خلاف ما تضمّنه معناه فيكون الدرك على من ابتدأ الغلط فيما رواه، إن كان تعمّد فعليه درك الاعتماد، وخشية خطر يوم المعاد لدى المطلع على أسرار العباد، وإن كان عن غير عمد منه فعسى الله جلّ جلاله أن يعفو عنه، فمن وقف على شيء مما ذكرنا، فليعلم أننا قصدنا كشف ما رأيناه، ولا درك علينا فيما علقناه.
الكتاب في محتواه العام عبارة عن نقل روايات عامية غالبيتها العظمى متعلقة بالإمام المنتظر أرواحنا فداه، وقد ركّز السيد ابن طاووس على النقل من كتاب الفتن لنُعيم بن حماد وهو من مشايخ الرواية عند العامة ومن علماء القرن الثالث، ولعل نصف الكتاب يعود إليه، ومن بعده نقل عن كتاب أبي صالح السليلي الحسائي وهو من علماء القرن الرابع، وبمقدار أقل من كتاب الفتن لأبي يحيى زكريا بن يحيى البزاز النيسابوري وهو من أعلام القرن الثالث، أما البقية فهو نقل متناثر من مراجع متعددة غالبيتها عامية، وقليل جداً منها تعود إلينا، ولكن المتميّز أن ما نقله من المصادر الشيعية لم يصل إلى عصرنا رغم أن أربعة منها على الأقل تعتبر من الأصول الروائية.
ولذلك لا يعدّ الكتاب من المصادر الروائية التي يعتدّ بها فضلاً أن يكون مرجعاً، بل هو كما أسلفنا يمثل نقلاً من النسخ التي توافرت لديه من كتب العامة، وأحسب أن السيد بن طاووس نهج نفس الطريقة التي اعتمدها في بعض كتبه في النقل عن مصادر العامة لغرض نصرة المذهب وذلك بالنظر إلى أنّ هذه الكتب نقلت روايات متعلقة بأئمة الهدى سلام الله عليهم بطرق عامّية، وهذا الأمر كان مهماً في حينه لندرة الكتب ولقلّة النسخ ولكثرة ما يطرأ على الكتب من تلف وتضييع.
بطبيعة الحال لا أقلل من جهد السيد الجليل، وإنّما كلامي منصبّ على طبيعة ما نقله في كتبه وقيمته الروائية وفق منهج أهل الهدى.
المصدر: مكتب سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

برچسب ها :
ارسال دیدگاه