شهداء الفضیلة
آیة الله الشهید الشیخ علي القدوسی(ره)
الشهید الشیخ علي القُدّوسي (۱۳۰۶- ۱۳۶۰ ش) من رجال الدین الشیعة ومن مقاتلي ضد الدولة البهلویة. إنه من مؤسسي ومدیري مدرسة حقاني العلمیة في قم ومؤسس مكتب التوحید. قد تصدی المدعي العام للثورة وقد استشهد جراء الانفجار في بناء مكتب المدعي العام في طهران. كان القدوسي نسیب العلامة طباطبائي وقد استشهد أحد أبنائه في حرب الإیران والعراق.
*ولادته ونسبه
ولد الشیخ علي في الخامس من صفر 1346ﻫ في مدينة نهاوند ـ التابعة لمحافظة همدان ـ بإيران. والده الشيخ أحمد بن الشیخ حسین القدوسی، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من كبار العلماء وأفاضل المجتهدين، وأساتذة الفقه والأُصول، ورع عابد صالح… وتصدّى للتدريس والتقليد والتأليف».
*حیاته العلمیة
بدأ علي القدوسي دراسة القرآن والقراءة والكتابة في مسقط رأسه وفي الكتّاب عند أبیه. ثمّ أدّی حادثة إلی إلحاقه بالحوزة العلمیة في مراهقته. قد سبب الواقعة في هجرة علي إلی قم وأقام في المدرسة الفیضیة وهو في الخامس عشر من عمره سنة 1361 للهجرة لمتابعة دراسته في الحوزة العلمیة وتعلّم العلوم الدینیة واستمرّ في دراسته حتّى عُدّ من الفضلاء في قم، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.
إنه نال درجة الاجتهاد سنة 1381هـ بعد تلمذه عند آیة الله البروجردي والإمام الخمیني في بحوث الخارج. وقد حضر درس العلامة الطباطبائي مع السید مرتضي مطهري والسید محمد الحسیني البهشتي وبما أنه كانه یحبه العلامة قبله كالصهر فزوّجه ابنته.
*من أساتذته
آیة الله السيّد حسين البروجردي؛ آیة الله الشيخ عبد الكريم الحائري؛ آیة الله السيّد المحقّق الداماد؛ الإمام السید روح الله الخميني؛ العلّامة السید محمدحسین الطباطبائي؛ الشهيد الشيخ محمّد الصدوقي؛ السيّد محمّد رضا الكلبايكاني.
*حیاته الدینیة والسیاسیة
أثناء حركة تأميم صناعة النفط عام 1371 إلى 1373 هـ، تعاون القدوسي مع السيد أبو القاسم الكاشاني وأقام علاقة مع مجموعة فدائیي الإسلام وكان أحد أنصار الشهید نواب الصفوي. وفي نفس السنوات خضع لتدريبات عسكرية في المناطق الجبلية، كما اتخذ موقفًا ضد أنشطة حزب توده في نهاوند.
كان القدوسي من محامي حركة الإمام الخميني، وكان عضوا في مجموعة من مدرسي الحوزة العلمية عرفت فيما بعد بمجموعة الأحد عشر. كانت هذه المجموعة تعمل على القتال ضد نظام الشاه، وإصلاح نظام التعليم في الحوزة وإنشاء الحركة بين الشخصيات المقاتلة. وقد تمّ اعتقال القدوسي الذي كان مسؤولاً عن معلومات وأخبار هذه المنظمة، وسجنه وتعذيبه مع آية الله رباني الشيرازي في سجن قزل قلعة جرّاء تسرّب دستور المنظمة ووصوله إلی سافاك.
*تأسیس مدرسة حقانی
بعد خروجه من السجن، ذهب القدوسي إلى قم وحاول مع السيد محمد الحسيني البهشتي تصميم برامج جديدة من خلال الحفاظ على أصول الحوزة والاعتماد على امتيازات وخصائص هذا النظام. وكان التخطيط التفصيلي واستخدام أساليب التقييم والاختبارات المنتظمة والإشراف المباشر على النصوص الدراسية من بين برامجه في هذا الاتجاه. أدى هذا التفكير إلى إنشاء مدرسة حقاني عام 1380 ه/ 1339ش. وكان لطلاب هذه المدرسة المتدربين بعد الثورة دور خاص في إنشاء وإدارة بعض المؤسسات.
*المدعي العام للثورة
وعشية وصول الإمام الخميني إلى إيران، كان القدوسي أحد الأعضاء النشطين في لجنة الاستقبال. وكانت عضوية مجلس القضاء الأعلى والمدعي العام للثورة من المسؤوليات التي أسندت إليه بعد الثورة. إنه كتب اللائحة التنظیمیة لمحاكم الثورة وأدخل بعض القوى المؤمنة بالثورة إلى نظام القضاء. كما قدّم خطط تغييرات لوزارة الثقافة.
*استشهاده
استشهد الشیخ علي القدوسي(قد) في السادس من ذي القعدة 1401ﻫ (۱۴ شهریور ۱۳۶۰ش) في طهران جرّاء انفجار قنبلة في بناء النیابة العامة، ثمّ نُقل إلى قم، ودُفن بجوار مرقد السيّدة فاطمة المعصومة(س).