مدرسة «چهار باغ» أو ما يُسمى «المدرسة السلطانيّة» أو «مدرسة والدة شاه» هي آخر معلم تاريخي فاخر تَبَقى عن العهد الصفوي بأصفهان.
تقع المدرسة في مدينة أصفهان التي ينشط الكثير من العلماء والمشايخ وطلّاب العلوم الدّينيّة فيها، والموزّعة على كافّة الرّقعة الجغرافيّة للمحافظة.
يعود نشاط الحوزة الأصفهانيّة بشكل عام إلى العصر الصفويّ وخاصّة إبّان اتّخاذها عاصمة للحكومة الإيرانيّة آنذاك. وبسبب الضّغوط الّتي تعرّض لها الشيعة في البلدان الخاضعة للحكم العثماني في العهد الصفوي قرّر بعض العلماء انتهاز الفرصة والانفراج الّذي حصل في إيران للهجرة من جبل عامل إلى إيران لغرض نشر أصول مدرسة أهل البيت(ع) هناك.
تمّ بناء هذهِ المدرسة، والتي خُصّصت لتدريس وتعليم العلوم الدينية، في عهد آخر الملوك الصفويين وهو الشاه سلطان حسين وخلال أعوام 1116 حتى 1126 للهجرة.
تحتل قبة المدرسة المرتبة الثانية بعد مسجد الشيخ لطف الله من حيث التنسيق المعماري وروعة زخرفتها بالقاشاني، غير أن باب المدرسة الفاخر المزخرف بالذهب والفضة من ناحية التصميم والتذهيب والصياغة يراه كبار أساتذة هذه الفنون اليوم من روائع الصناعات الدقيقة الفريدة وفي الحقيقة بمثابة متحف الزخرفة بالقاشاني بأصفهان.
مدرسة جهارباغ كانت تضمّ مكتبة قيمة فريدة، غير أنها طالها الدمار إثر هجوم الغزاة الأفغان. وكان طلبة العلوم الدينية والدارسون والباحثون في تلك الفترة الزمنية يستفيدون من الكتب والمؤلفات القيمة النادرة الموجودة في هذهِ المكتبةِ الثرّة.
ومجمل القول أن مدرسة (چهارباغ) وكما يذهب اليه العديد من الباحثين، كانت تتشكل من المدرسة والمسجد معاً، وكل ذلك في مساحة تقدر بـ 8500 متر مربع؛ ما جعل هذه المدرسة من ضمن أكثر معالم العصر الصفوي أهمية وقيمة تاريخية والتي تم إنشاؤها في أواخر الحكم الصفوي بمدينة أصفهان.