شهداء الفضیله
الشهید آیةالله السید محمد تقي الحسیني الجلالي
هو العلّامة الحجة الشهيد السعيد المجاهد آيةاللّه السيد محمّد تقي الحسيني الجلالي نجل الفقيد الراحل سماحة آيةالله السيد محسن الحسيني الجلالي
ولد الشهيد في كربلاء المقدسة عام 1355 ه في أُسره علمية عريقة، و قد نشأ في إحضان هذه الأُسرة الطيبة التي توارث أهلها طلب العلم و المعرفة و خدمة الدين و الشريعة كابراً عن كابر.
درس المقدّمات على شيوخ العلم بكربلاء ثم هاجر إلى النجف الأشرف، و عند ما أكمل السطوح العالية التحق بحلقات الأبحاث العليا (الخارج) فحضر فيها على كبار فقهائها و أساتذتها، و كان ملازماً لبحث آيةالله العظمى السيد الحكيم(قد) فقهاً، و لبحث آيةالله العظمى السيد الخوئي(قد) فقهاً و أُصولًا، كما حضر في تلك الفترة فقه آيةالله السيد الفاني(قد).
حاز السيد الشهيد الجلالي قدس سره منزلة علمية بما حباه اللّه تعالى من ملكات و مواهب تتجلى بسعيه المضني و جهده المتواصل و عمله الدؤوب في مجال خدمة العلم و الدين، و قد نال إجازات و وكالات و شهادات عديدة من مشاهير علماء عصره.
تصدى لتدريس السطوح العالية فقهاً و أُصولًا عدة دورات فحضر لديه جمع غفير من طلبة العلوم كما انه شرع في آخر أيامه بتدريس خارج الفقه و الأُصول.
لقد كان رحمه اللّه ذا أخلاق حميدة، طيب النفس، كريم الطبع، حسن السيرة، لطيف المعشر لين العريكة، على جانب عظيم من التقى و الصلاح و الورع، و هو في سلوكه الاجتماعي في القمة من التهذيب.
▪ آثاره العلمية
تعليم الصلاة اليومية،، كتاب الصوم، البداية في علمي النحو و الصرف، تاريخ الروضة القاسمية، تقريب التهذيب، نزهة الطرف في علم الصرف وغیرها.
▪ مشاريعه الخيرية
1. تأسيس الحوزة العلميّة في مدينة القاسم(ع)
2. تأسيس المدرسة الدينية في مدينة القاسم(ع)
3. بناء حسينية ضخمة في الصحن الشريف للقاسم(ع)
4. بناء حسينية و مسجد في ناحية الطليعة بمحافظة بابل وغیرها.
لقد كان أوّل ظهور للشهيد الجلالي(قد) على الساحة بشكل علني و فعّال حينما قام بتأسيس الحوزة العلميّة في مدينة القاسم(ع) و بناء المدرسة الدينية الضخمة. و مشاريع دينية و اجتماعية اخرى أيقن الشهيد بضرورتها و مساس الحاجة إليها نظراً للأوضاع الراهنة آن ذاك.
كان الشهيد الجلالي و بالرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي أحاطت به مهتمّاً بعوائل الشهداء و المعتقلين و المشرّدين ممّا أثار حقد و استياء السلطات عليه.
كل ذلك جعل النظام يشعر بأنّ الشهيد الجلالي يشكّل تهديداً مباشراً و خطراً كبيراً على مصالحه و أهدافه، و على أثرها استدعي إلى مديرية الأمن، حيث هدّدوه و توعّدوه شرّاً، إلّا أن ذلك لم يثن عزم الشهيد بل مضى قدماً في جهاده الذي أقضَّ مضاجعهم.
و هكذا واصل الشهيد الجلالي بكل عزم و حزم وقوفه أمام التيار البعثي البغيض الهادف إلى محو الإسلام و إبادة المسلمين، و قد تلقّى جرّاء ذلك التهديدات التي اشتدت في الآونة الأخيرة متزامنةً مع تكثيف رجال الأمن المضايقات حول السيّد الشهيد و رصد تحركاته بحيث وضعت داره في النجف الأشرف تحت المراقبة العلنية كما هو الحال بالنسبة إلى محل إقامته في مدينة القاسم(ع).
و في صباح يوم الخميس من ذي الحجّة عام 1401 ه و على جاري عادته غادر السيّد الشهيد(رح) النجف الأشرف بصحبة أحد تلامذته متجهاً نحو مدينة القاسم(ع) ليشرف عن كثب على وضع الحوزة العلمية التي أسسها هناك و على الوضع الاجتماعي و الديني و في أثناء طريقه بين الكوفة و الحلة اعترضت سيارات أمن النظام السيارة التي كانت تُقل الشهيد الجلالي، و تمت عملية اعتقاله و من ثمّ نقل إلى بغداد، و قد دام اعتقاله رحمه الله قرابة التسعة أشهر تعرّض خلالها إلى أبشع أنواع التعذيب الجسدي و الروحي، و في إحدى ليالي الجمعة لبى نداء ربه الكريم و عرجت روحه الطاهرة إلى جنان الخلد. حشره اللّه مع الأنبياء و الشهداء و حسن أُولئك رفيقاً، و نقل جثمانه الطاهر إلى وادي السلام، تحت مراقبة أمنية شديدة، و أُودع الثرى في ليلة الرابع من شهر رمضان المبارك سنة 1402 ه، من دون تشييع أو أي مراسم اخرى.