يستعرض الكتاب، الذي جمعه محمد آزادي ونشرته مؤسسة إشراق وعرفان، مسيرة الحوزة العلمية من حيث ماهيتها وتاريخها ووضعها الحالي وآفاقها المستقبلية. ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام رئيسية: ماهية الحوزة، ماضيها، حاضرها، وتحولها المستقبلي.
في القسم الأول، يناقش الكاتب تعريف الحوزة العلمية باعتبارها مؤسسة اجتماعية ذات أدوار دينية، علمية، وثقافية. يوضح أن ماهية الحوزة لا يمكن حصرها في تعريف جامد، بل يجب دراستها من خلال أركانها ووظائفها، مثل نشر الفكر الإسلامي وأفكار أهل البيت عالميًا وتخريج علماء دين مؤثرين، إضافة إلى إنتاج المعرفة الدينية ونشرها بوسائل متنوعة. كما يتناول العلاقات التفاعلية للحوزة مع المجتمع، القرآن والسنة، وباقي المؤسسات الاجتماعية، كعلاقتها مع الدولة، وسائل الإعلام، والأديان الأخرى.
القسم الثاني يسلط الضوء على التحولات التاريخية للحوزات الشيعية، مبينًا كيف تطوّرت عبر العصور، وما تميزت به من صفات مثل منهجية البحث، حرية اختيار الأساتذة والدروس، روح النقد، الزهد، البساطة، والارتباط الوثيق بين الأستاذ والطالب.
أما القسم الثالث، فيركز على الوضع الراهن للحوزة العلمية، حيث يبرز نقاط القوة مثل النظام التعليمي والتربوي الفريد، الحرية الأكاديمية، والروح النقدية. ويرصد أيضًا نقاط الضعف مثل ضعف الإدارة، غياب التخطيط الاستراتيجي، قلة الاهتمام بالتخصصات الحديثة، ووجود بعض الأضرار الأخلاقية والتنظيمية.
القسم الرابع يتناول مستقبل الحوزة وأهمية إدارة التحول فيها لمواكبة التغيرات المجتمعية والعلمية. يشدد الكاتب على ضرورة التخطيط الذكي لمواجهة تحديات العصر، والاستفادة من التغيرات لتحقيق أهداف الحوزة في التعليم، البحث، والتبليغ. يستند هذا القسم إلى توجيهات قائد الثورة الإسلامية بشأن ضرورة إدارة التحول، الاستشراف المستقبلي، إعداد رؤية استراتيجية، وتطوير الهياكل والبرامج الحوزوية. كما يُؤكد على ضرورة الحفاظ على أصالة الحوزة مع الانفتاح على التجديد والإصلاح، والاهتمام بالتخصصات الجديدة، والرقي العلمي والثقافي.

يُعد الكتاب مرجعًا شاملًا لفهم تطور الحوزة العلمية وأدوارها، ويبرز الحاجة الدائمة للتجديد لمواصلة أداء رسالتها في المجتمع الإسلامي والعالمي.