إن الحديث عن العلاقة بين الکیان المحتل وتنظيم داعش الإرهابي هو أحد المواضيع الساخنة والمثيرة للجدل في الساحة السياسية والأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي. فقد برزت هذه العلاقة بشکل جلي طوال السنوات الماضية، وأصبحت موضع تساؤل واستفسار من قبل العديد من المراقبين والمحللين السياسيين.
من الواضح أن الکیان المحتل و داعش لهما أهداف مشتركة تتمثل في زعزعة استقرار المنطقة، ونشر الفوضى والتطرف، والعمل على تفتيت الدول العربية والإسلامية. فالکیان المحتل يسعى إلى تأمين وجوده واستمراريته في المنطقة من خلال إضعاف وتقويض الدول المجاورة له، بينما داعش يسعى إلى تحقيق أهدافه التوسعية والإرهابية في إطار مخططات أوسع تستهدف المنطقة برمتها.
وقد برزت علامات التواطؤ والتنسيق بين الطرفين في العديد من المناطق والساحات، حيث يلاحظ أن داعش يرکز عملياته في المناطق التي تشهد توترات وصراعات مع الکیان المحتل، مثل سوريا والعراق. كما أن هناك شواهد على وجود تنسيق أمني وعسکري بين الکیان المحتل وداعش، من خلال تزويد الأخير بالأسلحة والدعم اللوجستي، وإيواء قياداته وعناصره في الأراضي المحتلة.
إن هذا التواطؤ والتنسيق بين الکیان المحتل وداعش ينبع من توافق أهدافهما الاستراتيجية في تفتيت المنطقة وإضعاف الدول العربية والإسلامية. فالکیان المحتل يرى في داعش أداة فعالة لتحقيق أهدافه التوسعية والاستعمارية، بينما يعتبر داعش الکیان المحتل حليفًا إستراتيجيًا في تنفيذ مخططاته الإرهابية.

وفي الختام، فإن العلاقة بين الکیان المحتل وداعش هي علاقة تکاملية وتواطؤية تستهدف المنطقة بأسرها، وتسعى إلى تفتيتها وإضعاف قدرتها على المقاومة. وعلى الدول العربية والإسلامية أن تدرك هذه الحقيقة وتعمل على مواجهة هذا التحالف الخطير بکل الوسائل المتاحة.