الشهید آیة الله علي فومني الرشتي (1268 – 1327 ه) من رجال الدین البارزین ومن تلامیذ المیرزا حبیب الله الرشتی. إنه قد نال مستویات عالیة في العلوم الدینیة وكان له آراء صائبة عمیقة وأیضا تحقیقات ممتازة. الشیخ علي الذي كان من المجتهدین المعروفین انتمی إلی صفوف طالبي المشروطة المشروعة جراء قائلة المشروطة في إیران وواجه الذین كانوا علی معاداة الدین فقد استشهد في نفس الطریق.
*ولادته ونسبه
ولد الحاج الشیخ علي فومني الرشتي سنة 1268 للهجرة في مدینة رشت الإیرانیة؛ والده هو المولي محمدحسین من العلماء الزاهدین والذي جاء إلی رشت بعد تحصیله العلم في العتبات العالیات واهتمّ بتدریس ونشر الأحكام الدینیة وتوفي سنة 1287 في رشت وانتقل جثمانه إلی كربلا ودفن فیها.
*حياته العلمية
درس الشیخ علي دروس المقدمات عند أبیه جیدا وحضر درس علماء رشت فی الفقه والأصول والفلسفة؛ بعد وفاة إبیه وكان عمره 20 سنة هاجر إلی كربلا لإكمال دراسته سنة 1289 للهجرة وحضر درس الأساتذة من أبرزهم الشیخ زین العابدین المازندراني طوال السنوات الخمسة لإقامته هناك.
ثم راح إلی نجف سنة 1294وأقام فیها حسب أمر المحقق الفاضل الحاج المیرزا حبیب الله الرشتي وانتفع من دروس آیات عظام كالمیرزا حبیب الله والشیخ محمد حسین المامقاني وأساتیذ آخرین لسنوات عدیدة وعلا سلّم النجاح واحدا بعد واحد فتوفق للحصول علی درجة الاجتهاد.
*أساتذته
الشیخ زین العابدین مازندراني؛ الشیخ حبیب الله المحقق الرشتي؛ الشیخ حسن المامقاني؛ الشیخ محمد طه نجف التبریزي؛ الفاضل الشربیاني.
*مؤلفاته
حصل من تجوال قلمه القيمة أربعة مجلدات في أصول الفقه وثمانية مجلدات في المباحث الفقهية من الصلاة والقضاء والإرث والإجارة والبيع والديات. وكما أنه ألف تقريرات درس أستاذه المحقق الرشتي لكنه لم يطبع أي من كتبه بعد.
*حياته الإجتماعية والسياسية
عاد في سنة 1312 ه من النجف إلی وطنه رشت وتصدی القضاء والتدريس وإمامة الصلاة ونال آنذاك المرجعية. يصف العلامة الأميني هذه الفترة من عمره هكذا: «لم يدع للحظة نشر الحقائق الإسلامية وتعظيم الشعائر الإلهية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يكن يؤثر فيه أي عامل من الخوف حتی الملاحظة واللوم وأفكار العوام في دفاعه عن الأصول والتعاليم الإسلامية».
كان الشيخ علي الرشتي يصاحب الحاج خمامي جرّاء الثورة الدستورية (المشروطة) وحوادث رشت؛ وحتي عندما اجتمع الحاج الملا محمد خمامي والعلماء الآخرون في صحراء ناصرية في رشت اعتراضا لواقعة المشروطة وبعده عزم الحاج خمامي أن يذهب بنفسه إلي طهران لتبليغ مخالفتهم، رافقته الشيخ علي في السفر وحضر المجلس وأعرب عن بعض الإعتراضات حول بعض النواب والفيات في رشت.
ومن ثمّ وقع اسم هذا المجتهد عالي المقام بين مخالفي المشروطة الغربية والذي مانعَ تشكيله ثانية وخالفه.
*استشهاده
إنه جرّاء أيام الاشتباك بين طالبي المشروطة والحكومة، شكّل بعضهم لجنة باسم «ستّار» في مدينة رشت وكان من أعضائه أشخاص ممن يميل إلي الغرب. كانت تقوم الفرقة باغتيال مخالفيهم سرّا وكما كان آية الله الشيخ علي فومني وآية الله خمامي مانعا في طريقهم في إيجاد المشروطة الغربية.
ومن ثمّ في ليلة الخميس 21 ربيع الثاني 1327 ه، دخل ثلاثة أشخاص من المجرمين منزل الشيخ وخرجوا بعد إطلاق عدة رصاص عليه. وعلي الرغم أنه لم تكن الإصابة مؤدية إلي الموت إلا أن الأطباء قد تخيبوا من علاجه وفي نفس الحالة بدأ الشيخ بنصيحة الأهل وبشّرهم بأنه سينال الشهادة قريبا. وأما في منتصف الليل عاد رجلان آخران من نفس الفرقة وقتلاه بعدة إطلاق آخر واستشهد الشيخ وكان يذكر هذه الآية: «وجّهت وجهی للذي فطر السموات والارض». فتمّ حفظ جثمانه أمانة في رشت لسنتين ثم نقل إلي كربلا حسب وصيته فدفن في الزاوية الجنوبية الشرقية في فناء المرقد المطهر هناك.