مولده
ولد آية الله الشيخ مرتضى مطهري في مدينة فريمان التابعة لمحافظة خراسان شمال شرق الجمهورية الاسلامية الايرانية في عام 1920م.
تربى الشهيد في حجر والده المرحوم الشيخ محمد حسين مطهري الذي قضى عمره في ترويج الدين وإرشاد الناس، و كان عالماً و زاهداً و مخلصاً و تقياً، و بلغ مقامات معنوية رفيعة. توفي عن عمر يناهز المائة عام.
امتاز الشهيد مطهري في طفولته عن أقرانه، فكان محباً للطهارة والتقوى، يتجنب الاعمال المشينة، تواقا للعلم والمعرفة، ذكيا ونافذ البصيرة، وكان يتلهف لدارسة العلوم الدينية وهو في مرحلة الصبا.
دراسته وأساتذته
أكمل دراسته الابتدائية عند والده، ثم هاجر الى مدينة مشهد المقدسة وكان عمره 12 سنة. درس هناك المنطق والفلسفة والحقوق في الاسلام والأدب العربي، بعد ذلك ذهب إلى مدينة قم المقدسة بهدف إكمال دراسته، فدرس الفلسفة والفقه والأصول على يد الإمام الخميني (قدس سره)، وحضر دروس الفلسفة والحكمة الإلهية عند العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (قدس سره)، والشيخ مهدي المازندراني (قدس سره)، ودرس الأخلاق على يد الشيخ علي الشيرازي الإصفهاني (قدس سره). في عام 1944م، ذهب الى مدينة بروجرد لحضور الدروس التي كان يلقيها آية الله العظمى السيد حسين البروجردي (قدس سره) آنذاك.
في عام 1946م، عاد إلى مدينة قم مع أُستاذه السيّد البروجردي بدعوة من أساتذتها، لكن بسبب بعض المشكلات المعيشية التي واجهها الشيخ المطهَّري في مدينة قم، اضطرَّ إلى السفر إلى طهران، واتَّجه هناك نحو التأليف والتدريس في الجامعة.
كان الشهيد آية الله الشيخ مرتضى مطهّري عالما و وفيلسوفا إسلاميا، وأحد الأعضاء المؤسسين في شورى الثورة الإسلامية في إيران إبان الأيام الأخيرة من سقوط نظام الشاه، وصاحب المؤلفات الكثيرة؛ العقائدية والفلسفية الإسلامية، وأحد أبرز تلامذة المفسر والفيلسوف الإسلامي الكبير آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي (طاب ثراه).
توسع النشاط السياسي للشيخ مطهري في الحركة الثوريه الاسلامية التي قادها الامام الخميني (قدس سره)، وقد كان من أوائل المؤيّدين لهذه الثورة، فالقى أزلام الشاه القبض عليه بسب تحركاته السياسية الواسعة، واحتجزوه لمدة 43 يوما، ثم أطلق سراحه بسبب الظغط الجماهيري.
كان الشهید مطهري مجتهداً وصاحب رأي في العلوم الإسلامية من قبيل التفسير والفقه وأصول الفقه وأصول الدين والفلسفة الشرقية، خصوصاً أنه لمس بدقة مسائل فلسفة صدر المتألهين الشيرازي، وكانت تأليفاته دقيقة وناضجة ومفيدة وقيمة جداً لجيل الشباب الباحثين.
وكان له دور مؤثر في التعريف بالإسلام الأصيل وفي الكفاح بزعامة الإمام الخميني، وكان ضمن العلماء الأعلام والمثقفين الذين اعتقلوا في الخامس عشر من خرداد. وكان دائماً من أنصار الثورة الأوفياء، وكان من خصوصياته أن أجواء طهران المتلاطمة لم تلوثه، وبقي على خلوصه وصفائه وبساطته وأخلاقه ومعنويته، ويالها من فضيلة عظيمة أن لا تؤثر الأجواء سلباً على الانسان، بل يترك آثاراً ايجابية في المحيط الذي يعيشه. كما أن من خصوصيات المرحوم هي الالتزام والعلاقة المفرطة للذكر والدعاء والتهجد.
استشهاده
استشهد هذا العالم الديني والفيلسوف والمجاهد في طهران على يد جماعة إرهابية انحرفت عن النهج الثوري الاسلامي، وأطلقت على نفسها اسم "فرقان" في 12 أيار من عام 1980م. وقد بكاه الامام الخميني (قدس سره) عند استشهاده بما لم يبك به ابنه، و كان يقول في مأتمه: "خذني معك فأنا مستعد للشهادة، لقد فقدت ابني العزيز قطعة من جسدي"، ووصفه بأنه لا نظير له في طهارة الروح و قوة الإيمان و القدرة على البيان، وأعلن الحداد العام لشهادته، و جلس في المدرسة الفيضية يتلقى العزاء.