السید عبدالعظیم الحسني(ع)
بمناسبة ذکری میلاده المبارک نبذة عن السید عبدالعظیم الحسني(ع)
هذه المقال نبذة عن حیاة السید عبدالعظیم الحسني(ع) و فضائله وکراماته وما قیل فیه والروایات الشریفة التی نقلت عنه، وقد دفن هذا السید الشریف الذي ینتسب ألی الامام الحسن المجتبی في مدینة ري جنوب العاصمة الایرانیة طهران ویعد مقامه ملجأ لعاشقي أهل البیت(ع) ومن ینسب إلیهم.
السید عبدالعظیم الحسني(ع) هو إبن عبدالله بن علي و من أحفاد الإمام الحسن المجتبی(ع) و ینتسب إلیه(ع) بأربعة أعقاب ، أبوه عبدالله و أمه فاطمة بنت عقبة بن قیس.
ولد السید عبدالعظیم الحسني(ع) في سنة 173 الهجریة في مدینة الرسول(ص) وعاصر في مدة عمره الشریف الذي طال 79 سنة أربعة أئمة و هم الإمام موسی الکاظم والإمام الرضا والإمام محمد التقي و الإمام علي النقي(ع) و روی أحادیث کثیرة منهم. وإشتهر بالحسني لأنه کان من أحفاد الإمام الحسن المجتبی(ع).
کان السیدعبدالعظیم الحسني(ع) من علماء الشیعة و رواة أحادیث الأئمة المعصومین(ع) ومن الشخصیات المشهورة و الموثوقة بها عند أهل بیت النبي(ص) و أصحابهم وهوخبیر بمعارف القرآن.
نجد شخصیة السید عبدالعظیم الحسني(ع) العلمیة والموثوقة بها من بین المدائح التي وصفه بها الأئمة(ع)، وکان یرشد إلیه الإمام الهادي(ع) السائلین ویعتبره(ع) من أصدقائه الأوفیاء ویعرَفه للجمیع و نشاهد فی مؤلفات علماء الشیعة مدائح وتوصیفات کثیرة حوله أیضا وهم وصفوه بالعابد والزاهد والثقة وحسن السریرة والمحدث الکبیر و جاء فی الروایات المختلفة أن ثواب زیارة مضجعه(ع)یساوي ثواب زیارة مرقد الإمام الحسین(ع).
یجب أن نبحث عن دوافع هجرة السید عبدالعظیم(ع) من المدینة إلی الري والبقاء هناک في الظروف السیاسیة والإجتماعیة التي کانت تسیطر علی ذلک العصر و کان یضیق الخلفاء العباسیون علی أهل بیت النبي(ص) و أصحابهم. والمتوکل کان وحدا من أسوأ الخلفاء العباسیین الذي یعدوأهل البیت(ع) بصورة شدیدة و في عصره هدموا مرقد الإمام الحسین(ع) عدة مرات و منعوا الناس عن زیارة مضجعه(ع).
کان یعیش العلویون في عصرالمتوکل في أسوأ حال والسید عبدالعظیم(ع) ما کان بعیدا عن حقد و عداوة الخلفاء و بادروا علی قتله عدة مرات وبسبب التقاریر المزورة للوشاة إشتد الخلفاء علی العلویین والسید عبدالعظیم(ع) کذلک و في هذه الظروف السیئة والصعبة دخل(ع) علی الإمام الهادي(ع) و عرض معتقداته الدینیة علیه و أیَده الإمام(ع) و قال :أنت ولینا حقا.
سمع المتوکل نبأ زیارة السید عبدالعظیم(ع) مع الإمام الهادي(ع) و أمر بمطاردته وإلقاء القبض علیه(ع) وعلی هذا الأساس کان یخفي نفسه عن رجال المتوکل و یتجوَل في المدن المختلفة بصورة سریة و یدخل مدینة بعد مدینة حتی وصل إلی الري و إنتخب هذه المدینة للعیش و دلیل هذا الإختیار یرجع إلی الظروف الدینیة والإجتماعیة التي کانت تجري في مدینة الري آنذاک وعندما دخل الإسلام إلی مدن إیران المختلفة و أسلم أهلها صارت الري واحدة من مراکزالمسلمین الهامة وإحتلت مکانة خاصة بین المدن لأن الري کانت أرضا خصبة و قتل عمربن سعد الإمام الحسین(ع) للوصول إلی الري . کان یعیش في الري أهل السنة و الشیعة و یختص القطاع الجنوبي و جنوب غرب الري إلی الشیعة.
دخل السید عبد العظیم الحسني(ع) إلی الري کمسافر مجهول و ذهب إلی بیت أحد من أصحاب أهل البیت(ع) في حي رعاة الإبل في سکة الموالي و قضت الأیام هکذا مدة و کان یعیش(ع) في سرداب ذلک البیت و یخرج منه قلیلا و یصوم النهار و یقضي لیله بالصلاة والدعاء ، و یعرفه قلیل من الشیعة و یعلمون أنّه في الري و یزورونه بصورة سریة و یسعون أنّ خبر حضوره في الري ما أفشي حتی لا یهدده خطر.
بعد مدة عرفه الکثیر من الناس و صار بیته محط أصحاب أهل البیت(ع) وهم یذهبون إلیه و یستفیدون من علومه و أحادیثه و یجتمعون حوله.
کان السید عبد العظیم(ع) محبوبا بین شیعة الري و یتولی منصب الإجابة علی أسئلتهم الدینیة و هذا دلیل علی عظمته و یثبتنا أنه وکلّ علی الري من جانب الإمام الهادي(ع) و الناس یعلمون أن السید عبدالعظیم نائب الإمام(ع) في شوؤنهم الدینیة.
الأیام الأخیرة من حیاته(ع) قارنها المرض وأوضع الداء جسمه الطاهر علی الفراش و أتباع أهل البیت(ع) سیفقدونه بعد مدة و کان یتألم السید عبد العظیم(ع) من مصائب الناس المتتابعة و کیفیة عیش الشیعة المریر في عهد العباسیین أیضا ؛ في هذه الأیام خططت رؤیا صادقة حوادث المستقبل: رأی أحد الشیعیین المخلصین النبي(ص) في المنام لیلة و قال له رسول الله(ص): سیموت أحد من أبنائي في حي سکة الموالي غداً و یأخذه الشیعة إلی حدیقة عبدالجبار و یدفنونه قرب شجرة التفاح.
ذهب ذلک الرجل في صباح تلک اللیلة لیشتري الحدیقة من صاحبها حتی یفتخر بدفن أحد من أبناء النبي(ص) وعبد الجبارالذي رأی مناماً کهذا إستدرک أنّ سراً یختفي وراء هذا الحلم وقَّف شجرة التفاح و الحدیقة لیدفن فیها العظماء والشیعة حتی یحصل علی نصیب من ثوابه.
مات السید عبدالعظیم(ع) في ذلک الیوم و إنتشر نبأ وفاته و إطلع الناس علیها و إجتمعوا حول بیته باکین و غسّلوا جسده الطاهر و قال بعض المؤرخین أنّ الناس وجدوا عند تغسیله(ع) قرطاسا في جیب ثوبه الذي کان قد کتب السید عبد العظیم(ع) إسمه و نسبه فیه و صلّوا علی جسمه و ذهبوا به إلی حدیقة عبدالجبار و دفنوه قرب شجرة التفاح التي أشار إلیها رسول الله(ص) لیودَعوا بضعة من عترة النبي(ص) في هذه الأرض حتی یضيء و یستفید من نوره محبّو أهل البیت(ع).
▪فضائل السید عبدالعظیم(ع) من لسان الأئمة(ع):
روی إبن قولویه في کامل الزیارات (باب 107 ، صفحة 324) من علي بن حسین بن موسی بن بابویه من محمد بن یحیی الأشعري المعروف بالعطّار القمي أنّه دخل أحد من سکان الري علی الإمام الهادي(ع) و سأل الإمام(ع) عنه: أین کنت و قال: کنت ذهبت إلی زیارة الإمام الحسین علیه االسّلام و قال الإمام(ع): إعلم أنّ ثواب زیارة السید عبدالعظیم(ع)الذي دفن في الري یساوي ثواب زیارة الإمام الحسین(ع) في کربلاء.
▪کلام العلماء حول السید عبد العظیم(ع):
ذکر النجاشي في کتابه (الرجال) نسب السید عبد العظیم(ع) و قال أنه(ع) صاحب کتاب خطب الإمام علي(ع). یؤکد المرحوم میرزا حسین النوري المحدّث في کتاب مستدرک الوسائل صفحة 614 بعد ذکر إسمه و اشتهاره(ع) علی أمانة، صدق، زهد و عبادة السید عبدالعظیم(ع) و یقول عن الإمام الهادي(ع) أنّ زیارته(ع) توجب الجنة.
نقل المرحوم الکجوري في کتاب الروح و الریحان عن السید مرتضی علم الهدی حدیث عرض معتقداته(ع). یذکر المرحوم المجلسی في هدیة الزائرین صفحة 546 في المراقد المشهورة أنَ مضجع السید عبدالعظیم(ع) النیّر یقع أمام شجرة الري، یقول شیخ الطائفة في کتابه (الرجال) أنّ السید عبدالعظیم(ع) من أصحاب الإمام الهادي(ع) و في الأخیر یذکره برضي الله عنه و هذا اللقب ذات أهمیة بالغة عند المحدثین. ذکر العلامة الحلّي في کتاب خلاصة الأقوال أنّه(ع) من الأصحاب الموثوقة بهم. قال المرحوم الشیخ الصدوق في کتاب ثواب الأعمال صفحة 92 من المحاسن البرقیة حدیثاً عنه(ع) و ذکره(ع) صاحب کتاب المحاسن بالرضي.
نقل المرحوم الشیخ الصدوق في (من لا یحضره الفقیه) في کتاب الصوم و باب یوم الشک حدیثاً عن السید عبد العظیم(ع) و أضاف الشیخ أنّ هذا الحدیث ما رآه إلا في أقواله(ع) و هو الرضي أیضا و هذا الکلام یثبت أنه(ع) یعتمد علیه في الأحادیث. ذکر محمد بن علی الأردبیلي في جامع الرواة کلام الشیخ الطوسي والنجاشي.
المصدر: وکالة ابنا