کلمة المحرر
«الولایة» لباب الرسالة
كلمة "غدير" حرفياً، هي بِركة تتجمع فيها مياه الأمطار والفيضانات. ولكن "غدير خم" هو محيطٌ لا نهاية له والبشرية یشرب من عذب میاهه الصافیة في طوال التأريخ.
في مكان غدير خام وفي آخر أيام حياة رسولالله(ص)، نزلت آیة: «الیوم أکملت لکم دینکم وأتممت علیکم نعمتي ورضیت لکم الاسلام دینا» التي تتحدث عن "اكمال الدين" و "إتمام النعمة"، فكانت البعثة تقترب من نهايتها، لكن رسالتها وتعاليمها الخالدة يجب أن تصل إلى نسل آدم حتى نهاية حياة العالم، فکانت تطلب الأكتاف القوية التي تقدر علی الحمل لثقل هذه الأمانة العظيمة.
إن رسول الله(ص) قد إستشهد في «غدیر خم» جمّا غفیرا من الحجاج علی ولاية علي(ع) وطلب منهم الطاعة له وهنأ الحُجاج هذا المنصب العظیم لعلي(ع) ولكن بعد رحلة الرسول(ص) إلی الرفیق الأعلی، قلیل منهم فضّلوا الشرب من مياه الغدير الصافية على شرب أكواب الكبرياء والغطرسة السامة. وقد نالت علی الخلود النفوس التي شربت من ماء الغدیر الصافي وماتت أخری، التي ترکت الشرب من هذا الینبوع العذب، مع أنها تأتي وتذهب بين الأحياء، فهو میت الأحیاء.
«الولایة» هي لباب «الرسالة» وتعظیم یوم الغدیر هو تبجیل للولایة التي تکون سراجا للهدایة.