هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

مكتبة السيّد محمد حسن الطالقاني: منارة التراث العلمي والأدبي في النجف الأشرف بقلم:الشيخ محمد الأنبوهي

ملاحظة

مكتبة السيّد محمد حسن الطالقاني: منارة التراث العلمي والأدبي في النجف الأشرف بقلم:الشيخ محمد الأنبوهي

 *تمهيد
تُعدّ مدينة النجف الأشرف من أهمّ الحواضر العلمية والأدبية العريقة، وقد أنجبت على مرّ العصور نخبة من العلماء والأدباء والمفكرين في شتّى المجالات. هذا الإرث العلمي العميق أفرز حركة فكرية ضخمة كان من نتاجها قيام العديد من المكتبات العامّة والخاصّة التي حفظت كنوز العلم والتراث.
ومن أبرز هذه المكتبات المكتبة الخاصة بالعلّامة السيّد محمد حسن الطالقاني(ره)، التي تميّزت بتنوّع محتواها وغناها بالكتب والمخطوطات والمقتنيات الثمينة.
*مكانته العلمية
ينحدر السيّد محمد حسن الطالقاني من أسرة علمية عريقة عُرفت بالعلم والسياسة، غير أنّه لم يكتفِ بشرف النسب، بل جمع إلى ذلك تحصيلاً علمياً متيناً حوزوياً وأكاديمياً، مما جعل ثقافته شاملة ومتنوّعة.
وقد نال عدداً كبيراً من إجازات الرواية من كبار علماء الطائفة، أمثال: الشيخ آغا بزرك الطهراني، والعلّامة الأوردبادي، والسيّد الخوئي، والسيّد السبزواري، والشيخ المظفر، والسيّد البوجنوردي، والشيخ آل ياسين، والسيّد شرف الدين وغيرهم، وقد وصفوه جميعاً بأرفع الأوصاف الدالة على مكانته العلمية والأدبية المتميزة.
كما تجلّت منزلته من خلال ما كتبه العلماء من تقاريظ على تحقيقاته وبحوثه، إذ كان منذ شبابه أحد أبرز وجوه البحث والتحقيق في النجف.
 
*أثره وأثر أسرته في حفظ التراث
أسرة آل الطالقاني كان لها دور بارز في حفظ التراث الديني والثقافي النجفي. وقد أولى السيّد محمد حسن الطالقاني اهتماماً بالغاً بجمع الكتب والمخطوطات والمقتنيات التراثية والفنية، حفاظاً على الهوية الثقافية والفكرية للنجف الأشرف وللتشيّع عموماً.
ومن أبرز إنجازاته إسهامه في إصدار مجلّة "المعارف"، التي كانت أول مجلّة علمية وثقافية تصدر عن النجف الأشرف بإشراف عالم نجفي، وذلك بعد قيام النظام الجمهوري في العراق عام 1958، أي بعد نحو أربعة أشهر من الثورة.
*نشأة المكتبة وتطوّرها
تعود جذور مكتبة آل الطالقاني إلى القرن العاشر الهجري، حين جاء جدّ الأسرة السيّد القاضي جلال الدين الطالقاني إلى النجف الأشرف وأسس مكتبته الخاصة في منزله، الذي كان ملتقى للعلماء والفضلاء.
مرّت المكتبة عبر الأجيال بعدة مراحل، حتى وصلت إلى السيّد محمد حسن الطالقاني الذي أعاد بناءها ووسّع محتواها كثيراً، فاشترى العديد من المخطوطات والكتب النادرة، حتى باع بعض أراضيه من أجلها.
*محتويات المكتبة
تضم المكتبة كنوزاً من المخطوطات والكتب المطبوعة والوثائق النادرة والمراسلات الشخصية والصور التاريخية، وتشمل مجالات واسعة من العلوم والفنون والتراث.
*المباني التابعة للمكتبة
تقع مكتبة السيّد الطالقاني في منطقة خان المخضّر في النجف الأشرف، وتُعدّ من أبرز المعالم الثقافية فيها.
تضم المكتبة سرداباً يضمّ قبور السيّد محمد حسن الطالقاني ووالديه وبعض أفراد أسرته (قدّس الله أسرارهم).
وترتبط بها عدة مبانٍ أخرى، منها:
•             بيت قرب خان المخضّر يضمّ وحدة تراث السيّد الطالقاني التابعة لمركز إحياء التراث الثقافي والديني في العتبة الحسينية المقدّسة.
•             بيت في حي الأمير يُستخدم كمخزن للمخطوطات.
•             بيت آخر في كربلاء المقدسة لحفظ قسم من المقتنيات.
•             كما توجد بعض المخطوطات في خارج العراق أيضاً.
*نشاطاتها الحالية
تعمل المكتبة حالياً على تحقيق عدد من المخطوطات النادرة، وإعداد فهارس علمية لها، وللوثائق التي تحتفظ بها، وذلك بالتعاون مع مراكز العتبات المقدّسة ومؤسسات التراث.
*أهمّية المكتبة
تُعدّ مكتبة السيّد محمد حسن الطالقاني من المكتبات التراثية النفيسة التي تثري الساحة العلمية والأدبية في النجف والعراق عامة، إذ تُعدّ مصدراً مهماً للباحثين والمحققين والمهتمين بالتراث الإسلامي النجفي.

برچسب ها :
ارسال دیدگاه