في عصرٍ تلتهم فيه نيران الظلم والجور بيوت وأرواح الأبرياء من شعب غزة المظلوم، يصبح الصمت والتجاهل خطيئةً لا تُغتفر. عيون العالم تتابع يوميًا وجوهًا يائسة تبحث وسط الأنقاض عن أحبائها المفقودين، بينما القوى العالمية، بدلًا من تضميد الجراح، تصبّ الملح عليها. وفي هذا السياق، تكمن أعظم مسؤولياتنا كمسلمين وكبشر في التحرر من قيود الخلافات المذهبية والتعصبات الطائفية.
نحن، بغض النظر عن المذهب والانتماء، نقف أمام حقيقة أبدية: مظلومية الإنسان. صرخة أمٍّ فقدت ابنها لا تسأل عن مذهبها، شيعيّة كانت أم سنّية؛ بل تخاطب الضمير البشري الحي. اليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى، يجب أن ندرك أن وحدة الأمة الإسلامية ليست مجرد شعار سياسي، بل هي ضرورة إنسانية وأخلاقية عميقة. عدوّنا المشترك هو الصهيونية التي تستغل الخلافات بين المسلمين كجسرٍ لتعزيز هيمنتها وسلب حق الحياة من الفلسطينيين بوحشية.
دعم الشعب الفلسطيني في غزة لا يقتصر فقط على إرسال الطعام والدواء، بل يجب أن يمتد إلى توحيد القلوب والأصوات في الإعلام والثقافة والدبلوماسية، لكشف الوجه الحقيقي لجرائم الاحتلال. كل خطوة صغيرة نحو التضامن تمثل قلعةً حصينةً في وجه موجات الظلم.
لقد حان الوقت لنمحو الحدود المذهبية تحت ضوء الإنسانية والإيمان، ونحوّل الأيدي المتفرقة إلى قبضة موحّدة، قبضة تُسمِع صوتها في الدفاع عن غزة وفي إيقاظ الضمير العالمي.