هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

رسول جعفريان حول المقتل الحسيني: عاشوراء بين التاريخ والرواية

کلمة

رسول جعفريان حول المقتل الحسيني: عاشوراء بين التاريخ والرواية

 رسول جعفريان، بالإشارة إلى نوعين من المصادر: المصادر الموثقة والأعمال الروائية والقصصية عن عاشوراء، قال: يجب أن تحافظ هذه الرواية على علاقتها بالواقع، وإذا طغت القصة والحكاية على جوهر الواقعة، سيحدث التحريف.
بحسب تقرير وكالة أنباء الكتاب الإيرانية (إيبنا):
قال رسول جعفريان، أستاذ التاريخ في جامعة طهران، خلال فعالية "عاشوراء واليوم" التي أقيمت في ليلة تاسوعاء الحسينية، في كلمة بعنوان "عاشوراء بين التاريخ والرواية": عدد المصادر التاريخية عن واقعة عاشوراء محدود وقليل جدًا، وتم تدوينها حتى القرن الثالث الهجري فقط.
وأضاف، مبرِزًا نهجين في كتابة التاريخ: الأول هو كتابة الوقائع كما هي دون تدخل أو تحيز أو إصدار أحكام، ويُعرف بـ"التاريخ الواقعي". وفي المقابل، هناك التاريخ التفسيري، حيث تُنتقى الأحداث ويتم تقديمها مع توجيهات وتفسيرات محددة، وهو ما يُطلق عليه "الرواية". وأوضح جعفريان أن البعض يعتقد أنه لا يوجد تاريخ واقعي على الإطلاق، فكل الكتب والوثائق التاريخية تحمل تحيزات وأحكامًا مسبقة. بينما يرى آخرون أن التاريخ ينتمي إلى الماضي وأنه لا معنى للرواية في هذا السياق، بل إن التاريخ هو مجموع هذه الروايات عن الماضي.
وجهة النظر الثالثة عن التاريخ
وأوضح جعفريان وجهة نظر ثالثة قائلاً: "التاريخ هو مزيج من الأحداث التاريخية وروايات المؤرخين، أي أنه يشمل كلاً من الرواية والوقائع. لذلك، يجب أن نعمل على تصفية وتصحيح هذه الروايات بشكل علمي للوصول إلى صورة واضحة عن الأحداث الماضية".
حول عاشوراء والروايات
وتابع جعفريان: "حتى في ما يتعلق بواقعة عاشوراء، إذا اعتبرنا قراءة الرثاء (الروضات) نوعًا من الفنون، فحتى عندما نبكي، نحن نتفاعل مع رواية وليس مع وقائع تاريخية مجردة. لكن يجب أن تحافظ هذه الرواية على صلتها بالواقع. فإذا طغت القصة والحكاية على جوهر الواقعة، سيحدث التحريف. أما إذا تم الحفاظ على الرسالة الأخلاقية والإطار العام للأحداث، فإن الرواية يمكنها أن تخلق تواصلًا عاطفيًا وإيجابيًا مع الجمهور من خلال الرثاء وذكر المصيبة".
تحيز التاريخ القومي والديني
وقال رئيس مكتبة جامعة طهران: "إلى جانب التاريخ الديني المقدس، هناك أيضًا تاريخ قومي يحمل تحيزاته، حيث يتم التضحية بجزء من الوقائع لصالح اتجاهات معينة في الرواية. على سبيل المثال، الحرب العالمية الأولى كانت تحت تأثير النزعة القومية والعنصرية. لذلك، لفهم وتحليل أي رواية بشكل صحيح، من الضروري أن نتعرف على الافتراضات المسبقة الكامنة وراءها".
نماذج من التحيز في الروايات التاريخية
وأضاف جعفريان مع ذكر أمثلة على التحيز في الروايات التاريخية: "الأيديولوجيات أيضًا تنتج روايات تتماشى مع توجهاتها، مثل الروايات التاريخية التي قدمها الماركسيون. مثال آخر هو الفتوحات الإسلامية، حيث عندما فتح المسلمون الأندلس، ارتكبوا الكثير من المجازر، وكانت الفتوحات مصحوبة بالظلم والقمع. لكن أين تم توثيق هذا الظلم والقمع في مصادرنا التاريخية؟ وفي المقابل، المغول، رغم ما قاموا به من ظلم واضطهاد، فتحوا آفاقًا جديدة للحداثة. لكن الجوانب الإيجابية لهم لا تظهر في رواياتنا".
حول ضعف السند في الروايات
وأشار جعفريان إلى مثال آخر قائلاً: "على سبيل المثال، كتاب فتوح الشام، الذي طُبع قبل حوالي 200 عام، تطرق إلى أحداث الفتوحات لكنه يضم العديد من الروايات التي لا تحمل سندًا. وكلما تقدمنا في الزمن، تضعف الوثائق التاريخية وتزداد الروايات طابعًا قصصيًا أكثر من كونها وثائقية أو تاريخية. مثل كتب أبي الحسن البكري، التي تحظى بانتشار واسع بين أهل السنة، لكنها ذات طابع قصصي وروائي بالكامل".
الرواية في الثقافة الإسلامية
وأضاف جعفريان مشيرًا إلى انتشار الرواية في الثقافة الإسلامية: "في أهل السنة، هناك عادة قراءة مولد النبي، وهناك آلاف النصوص التي تُقرأ سنويًا في ذكرى مولد النبي، وهي نصوص ذات طابع قصصي بالكامل. كذلك، كتب مثل روضة الصفا وناسخ التواريخ، التي توجد في منازل الشيعة، هي كتب قصصية. منذ زمن الخليفة الثاني، بدأ انتشار القصص والروايات، وشيئًا فشيئًا تحولت إلى صناعة للرواية والقصص، وهو ما كان الإمام علي والحسنين يعارضونه. كذلك، كان المحدثون يعارضون القصاصين، لأن القصص عادة ما تكون مزيجًا من القليل من الواقع والكثير من الخيال".
حول المصادر المتعلقة بعاشوراء
وتحدث المؤرخ عن المصادر المتعلقة بواقعة عاشوراء قائلاً: "هناك مصادر موثوقة مثل مقتل أبي مخنف وغيرها. وهناك أيضًا أعمال ذات طابع روائي وقصصي. على سبيل المثال، كتاب أبي مخنف موثوق، وتاريخ الطبري، وطبقات ابن سعد، وأخبار الدينوري، كلها مصادر تاريخية يغلب عليها الطابع التوثيقي أكثر من الطابع الروائي".
نسخة مزيفة من كتاب أبي مخنف
وأضاف: "لكن هناك نسخة مزيفة من كتاب أبي مخنف كانت متداولة، حتى كشف الشيخ عباس القمي عن النسخة الصحيحة، وأثبت أن النسخة الصحيحة من كتاب أبي مخنف موجودة ضمن تاريخ الطبري، لكنها لم تكن منتشرة بين الشيعة".
حول طابع الرواية في بعض الكتب
وقال جعفريان: "في المقابل، كتاب فتوح لابن أعثم هو كتاب ذو طابع روائي وقصصي جذاب، حيث يمتزج فيه السرد بالخيال. تمت ترجمة هذا الكتاب في عام 596 هجري إلى الفارسية في منطقة تايباد من قِبل أهل السنة. ومقتل الحسين للخوارزمي، الذي يُعد الأساس للروضات الحالية، هو على الأرجح ترجمة عربية للنسخة الفارسية من كتاب فتوح ابن أعثم. يحتوي هذا الكتاب على الكثير من التفاصيل والأرقام التي يمكن التشكيك في صدقها، مثل وصية الإمام الحسين لمحمد بن الحنفية، التي وردت فقط في هذا الكتاب".

برچسب ها :
ارسال دیدگاه