کلمة رئیس التحریر
"المُباهَلَة"؛ حقيقة راسخة في قمة التاريخ
على مر تاريخ الأديان، كان هناك كثير من الناس یزعمون أنهم على الحق والآخرين على الباطل، ولم تحسب أي جماعة أو فرد نفسه على الباطل أبدا. ولذلک، قد لجأ أتباع كل دين إلى استخدام جميع الوسائل لإثبات شرعيتهم. فهم أحيانًا استخدموا البرهان القاطع، وأحيانًا السيف المسلول، وفي بعض الأحیان لجأوا إلی الحوار المنطقي لإقناع الخصم، وأحيانًا عالجوا المشكلة بحد السيف. وفي بعض الحالات التي ما کان المنطق مقنعا واللجوء إلى حد السيف مناسبًا، و عندما لم یکن تحوُّل عصا موسى إلى حیة تسعی، مجدیا في إقناع النفوس ولم یؤثر غرق فرعون وآله في البحر بعد أن کان لموسی وبني إسرائیل یبسا، في ترکیعها، یلجأ الطرفان إلى "المُباهَلَة" لإثبات شرعيتهم.
المباهلة هي طلب لعنة الله من أحد الطرفین علی الطرف الآخر لإثبات حقانیته، و تحدث بين فريقين يدعي كل منهما الحق.
حدثت واقعة المباهلة المهمة قبل واقعة غدیر خم العظيمة، في السنة التاسعة للهجرة. بعد أن أرسخ النبي الأكرم(ص) أسس حكومته الناشئة، راسل حكام الدول المعاصرة له ودعاهم إلى قبول دعوته. وأملى رسالة إلى أسقف نجران وطلب من المسيحيين هناك اعتناق الإسلام. لكنهم حيث اعتبروا أنفسهم على الحق، رفضوا قبول دعوة النبي(ص)، بل قرروا إرسال وفد من كبار رجالهم إلى النبي(ص) ليناقشوه ويبحثوا في مدى شرعية ادعائه.
التقى الوفد المكون من عشرة أشخاص من نجران بالنبي(ص) في المسجد النبوي، ولكن حيث أصر الطرفان على شرعية ادعائهما، قرروا اللجوء إلى المُباهَلَة وأن يلتقيا في مكان محدد في اليوم التالي لها.
حان اليوم الموعود، فحضر النبي الأكرم(ص) كشمس ساطعة، مع علي(ع) وهو كالقمر المستمد نوره منها، ومعهما فاطمة(س) والحسنين(ع) كنجوم ساطعة تصاحبهما.
كانت الأرض ترتجف تحت أقدام هؤلاء الخمسة الأطهار، وتباهي بهم. طوت الملائكة أجنحتها فوق رؤوسهم، وكان هناك ضجيج في السماء، كأن أنفاس الملائكة قد احتبست في صدورهم!
جلس النبي(ص) على ركبتيه على الأرض مستعدًا للمُباهَلَة.
عندما رأى المسيحيون من بعيد، المنظر البهي والمعصوم لهؤلاء الخمسة، سأل أحدهم: "من هؤلاء الذين يصاحبون محمدًا؟" وأجيب: "هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه، وهذان الطفلان ابناه من ابنته، وتلك المرأة هي فاطمة ابنته وأعز الخلق عنده".
المسیحي عندما سمع ذلك قال: "والله إنه لجلس كما يجلس الأنبياء للمُباهَلَة"، ثم انصرف. وسُئل: "أين تذهب؟" فأجاب: "لو لم يكن محمد على الحق لما جاء مع أعز أهله، وإذا باهَلَنا فلن يبقى نصراني على وجه الأرض قبل انقضاء السنة".
وفي رواية أخرى قال: "يا معشر النصارى! إني أرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة".
وهكذا خفض مسيحيو نجران دروعهم الدفاعية وأذعنوا أمام عظمة شخصية أهل البيت(ع) الإلهية والملكوتية. وبهذه الطريقة أصبحت المُباهَلَة خالدة في قمة التاريخ.
المُباهَلَة هي دليل قوي على شرعية ولاية علي(ع)، التي أكد عليها النبي الأكرم(ص) مرارًا في واقعة غدير خم في السنة العاشرة للهجرة.
برچسب ها :
ارسال دیدگاه
ویژه نامه ها
تیتر خبرها
-
"المُباهَلَة"؛ حقيقة راسخة في قمة التاريخ
-
الإمام الخامنئي في لقاء مع أعضاء اللجنة القيّمة على المؤتمر الدولي لشهداء المقاومة والدفاع عن المقدّسات
-
إمام جمعة النجف يبعث رسالة إلى السيد حسن نصر الله
-
وفد العتبة العباسية يشارك بإحياء عيد الغدير شرق تركيا
-
كربلاء تشهد المؤتمر السنوي للتبليغ الديني وإيصال الرسالة الحسينية
تیتر خبرها
-
"المُباهَلَة"؛ حقيقة راسخة في قمة التاريخ
-
الإمام الخامنئي في لقاء مع أعضاء اللجنة القيّمة على المؤتمر الدولي لشهداء المقاومة والدفاع عن المقدّسات
-
إمام جمعة النجف يبعث رسالة إلى السيد حسن نصر الله
-
وفد العتبة العباسية يشارك بإحياء عيد الغدير شرق تركيا
-
كربلاء تشهد المؤتمر السنوي للتبليغ الديني وإيصال الرسالة الحسينية