هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

تعرّف على مشروع “إسرائيل الكبرى” ودور المقاومة في تحجيمه

تعرّف على مشروع “إسرائيل الكبرى” ودور المقاومة في تحجيمه

 في آذار/مارس الماضي، أثار وزير المالية بحكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، الكثير من الجدل إثر تصريحات أشار فيها إلى أنه قبل “مئة عام” لم يكن هناك شيء اسمه “شعب فلسطين”. وظهر سموتريتش -الذي يشغل أيضاً رئيس حزب “الصهيونية الدينية”- خلال وجوده بالعاصمة الفرنسية، وخلفه خريطة “إسرائيل الكبرى”، والتي تضم إلى جانب فلسطين الأردن وأجزاء من لبنان وسوريا، ما دفع عمّان للاحتجاج واستدعاء السفير الإسرائيلي لديها، في 20 آذار/مارس الماضي.


واليوم، ومع سعي دولة الاحتلال لتهجير سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني إنسان إلى خارج القطاع، يبدو وكأن “إسرائيل” قد بدأت بمخطط التوسع الذي تسعى إليه، وهذا ما أكده وزير خارجية “إسرائيل” إيلي كوهين، الذي قال: إن “حجم غزة بعد الحرب لن يعود كما كان قبلها”.
فهل حلم “إسرائيل الكبرى” ما يزال يراود قادة الاحتلال والصهيونية العالمية، أم إن ما حدث في الـ7 أكتوبر أهال التراب على ذلك الحلم وعلى أمل “إسرائيل” في التطبيع مع محيطها في المنطقة؟، تساؤل طرحه موقع الخليج أونلاين في تقرير خاص.
*سفر التكوين التوراتي
وقال الموقع إن حُلم “إسرائيل الكبرى” ليس جديداً، ولا يرتبط بنشوء الدولة (الكيان) الحالية عام 1948، وليست مجرد رغبة توسعية قائمة على أسس سياسية وجغرافية، بل تستند إلى نص ديني.
وفي هذا السياق أشار الكاتب عامر عبدالمنعم، في مقال نشره في موقع “الجزيرة نت”، في نوفمبر 2018، إلى أن خريطة “إسرائيل الكبرى” تستند إلى النص الوارد في التوراة في سفر التكوين “15:18-21″، والذي جاء فيه: “في ذلك اليوم عقد الله ميثاقاً مع أبرام قائلاً: سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات، أرض القينيين والقنزيين، والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين”.
وفي عام 1982، نشر الصحفي الاستراتيجي الإسرائيلي أوديد ينون وثيقة بعنوان “الخطة الصهيونية للشرق الأوسط في الثمانينيات”، والتي تستند إلى رؤية مؤسس الصهيونية ثيودور هيرتزل، مطلع القرن الماضي، ومؤسسي “إسرائيل” نهاية الأربعينيات، ومنهم الحبر اليهودي فيشمان.
وحينما نفذت كتائب القسام هجومها على ثكنات وقواعد ومستوطنات الاحتلال في غلاف غزة، “صادر عناصرها أجهزة حاسوب من مقر قيادة فرقة غزة تتضمن خريطة ومخططاً إسرائيلياً لاحتلال لبنان والأردن وشمال السعودية والفرات، والكويت”، وفق وثائق نشرت على منصات التواصل، ولم يتم التثبت من صحتها.
*التفوق بالشرق الأوسط
وبغض النظر عما إذا كانت “إسرائيل” تسعى حقيقة للوصول إلى هذا الهدف الاستراتيجي، المتمثل في إقامة “إسرائيل الكبرى” على المدى المنظور، أو الاستراتيجي، فإن سعيها لضمان التفوق على محيطها أمر تعمل عليه ليلا ونهارا.
ووفقاً للواء المتقاعد حسام سويلم، في مقال نشرته “الجزيرة نت” عام 2004، فإن لدى “إسرائيل” سلسلة من الأهداف القومية، تضمن التفوق السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي والتكنولوجي والديني في منطقة الشرق الأوسط، كصمام أمان لبقائها.
وأشار سويلم إلى أن وزير الجيش الإسرائيلي أرئيل شارون وضع في عام 1981، دائرة المجال الحيوي لـ”إسرائيل” أمام لجنة الدفاع والخارجية للكنيست.
وشملت المنطقة التي تضم مصالح “إسرائيل الاستراتيجية “جميع مناطق العالم العربي المتاخمة، علاوة على إيران وتركيا وباكستان وشمال أفريقيا وحتى زيمبابوي وجنوب أفريقيا جنوباً”.
ووفقاً لمؤسس الصهيونية السياسية تيودور هرتزل، فإن “منطقة الدولة اليهودية من مصر إلى نهر الفرات”، ما يعني أن جميع الدول الواقعة في هذا الحيز هي هدف للمشروع الصهيوني، في حين قال الحاخام فيشمان: إن الأرض الموعودة “تمتد من مصر إلى الفرات، وتضم أجزاء من سوريا ولبنان”، بحسب موقع “بوليتيس” الروسي.
*حكومة بقيادة يمين متطرف
ومع نجاح اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة الاحتلال، أواخر 2022، تضاءلت الآمال لدى الفلسطينيين باحتمالية الوصول إلى سلام، أو وقف حدة الاستيطان.
ومنذ قدوم حكومة نتنياهو المتطرفة كان هناك كثير من المؤشرات على أن الاحتلال سيقود المنطقة إلى الانفجار مجدداً، وهذا ما حدث بالفعل.
وفي هذا السياق قالت المفاوضة عن السلطة الفلسطينية حنان عشراوي، في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول”، مطلع يونيو الماضي: إن “الخطة قيد التنفيذ الآن، وتريد إسرائيل فرض إسرائيل الكبرى على كامل فلسطين التاريخية عن طريق الترهيب والتخلص من الشعب الفلسطيني، ومصادرة الأرض والإرث والتراث والموارد، وحتى الخطاب والرواية”.
وقالت: “نحن في مرحلة صعبة جداً ومصيرية، لا نقول وضع سياسي، بل هو وضع ميداني على الأرض نتيجة لتغلغل السياسة الصهيونية الأصولية لإنهاء برنامج الاستحواذ على فلسطين”.
وكثيرة هي المؤشرات على أن “إسرائيل” شرعت في تنفيذ خطتها من خلال السعي لضم مناطق في الضفة الغربية، تمهيداً لابتلاعها كاملة، وضمها إليها.
ووفقاً لصحيفة “الاستقلال” الإلكترونية، فإن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية سموتريتش، وكافة شركاء نتنياهو في الكنيست، يتشاركون نفس فكرة التوسع في الضفة.
وقال عضو الكنيست تسفي فوغل، من حزب “عوتسما يهوديت” الشريك في حكومة الاحتلال، مطلع يناير الماضي: “إن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية دائم، وإن لإسرائيل الحق بضم مزيد من مناطق الضفة”.
*حدود الحلم ودور المقاومة
واليوم، ومع دعوة “إسرائيل” سكان غزة لمغادرتها، واستغلالها الظروف الحالية، والحرب الدائرة، لتنفيذ أكبر عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث، فإن “تل أبيب” تسعى لإعادة التموضع بشكل ما في غزة.
ووفقاً لوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الذي تحدث لراديو الجيش الإسرائيلي، وقال: إنه “في نهاية هذه الحرب، لن يقضى على حماس في غزة فحسب، بل ستقلص مساحة غزة أيضاً”.
ووفقاً للنائب السابق في مجلس الأمة الكويتي ناصر الدويلة، الذي أشار إلى أن “إسرائيل الكبرى هي حلم الفكرة الصهيونية، وهي أمل اليمينيين المسيحيين المتطرفين لتحقيق نبوءة نزول المسيح”.
وأشار الدويلة، في تصريحات لـ”الخليج أونلاين”، إلى ما يرمز إليه علم دولة “إسرائيل”، الذي يتضمن “خطين أزرقين يمثلان نهري النيل والفرات”، والتي هي حسب قوله: “حدود إسرائيل المزعومة”.
ولفت إلى أن نشيد حزب الليكود الرسمي يقول: “للأردن ضفتان الغربية لنا وكذلك الشرقية”، مشدداً على أن “الأردن في صميم الحلم الصهيوني”.
وأشار النائب السابق بالبرلمان الكويتي إلى أن الدول المشمولة بالحلم الصهيوني، هي “فلسطين وسيناء وسوريا والأردن وكل ما هو غرب نهر الفرات من منبعه في تركيا إلى مصبه في الخليج، وكل الكويت والخفجي ورأس تنورة والجبيل والإحساء وحدود قطر، وبخط مستقيم يمر بالرياض إلى المدينة المنورة وكل شمال السعودية”.
 
وقال "إن على الدول العربية وقف جميع أشكال التطبيع، وعدم إعطاء الصهاينة مدخل على دولهم لأنهم سيفسدون شعوبهم، ويزرعون العملاء، ويدمرون الاقتصادات، ويسهلون أمر سقوط تلك الدول بيد الاحتلال”.
ولفت الدويلة إلى أن “مقاومة غزة هي آخر معاقل الأمة لوقف المشروع الصهيوني، وأن على الأمة، أن تمدّ غزة بكل مقومات المقاومة والصمود”.
يؤيده في ذلك المحلل السياسي الأردني د. منذر الحوارات، الذي شدد على ضرورة “دعم المقاومة وصياغة رواية عربية تجعلها مقبولة عالمياً، وتبرير أعمالها كونها تدافع عن أراضيها المحتلة، وكذا التنسيق عالمياً لإفهام العالم أن العرب قبلوا بعملية السلام، لكن من رفضها هي دولة الاحتلال”.
وأوضح الحوارات في تصريح لـ”الخليج أونلاين” أن “فكرة التوسع هي فكرة أصيلة في دولة الاحتلال”، لافتاً إلى أنها “وإن خبأت ذلك الطموح، فإنها تفصح عن نفسها عند كل مأزق عربي”.
وحول الدول المتضررة من الفكرة التوسعية قال الحوارات: إنها “دول الطوق مصر والأردن وسوريا ولبنان، وأجزاء من العراق؛ لأن دولة الاحتلال حددت المجال الاستراتيجي حتى حدود الهند، ومن ثم فهي تضع خططها على هذا الأساس”، مطالباً “الدول المستهدفة بأن تقيم تنسيقاً دائماً على المستوى الاستراتيجي والأمني وأن تكون مدركة لهذا الخطر”.
المصدر: موقع المركز الفلسطيني للإعلام

برچسب ها :
ارسال دیدگاه