السيد علوي الغريفي
يـــتـــمٌ فـــأحـــزانٌ فــهـجـمـةُ دارِ
أبـتـاهُ مــاذا فــي أســايَ أُداري ؟!
ما كنتُ قد واريتُ نعشكَ في الثرى
بــل يــا أبــي لـهـنايَ كـنتُ أُواري
مِـنْ أَيِّ جُـرْحِ فـي مُـصابيَ أبـتدي
فـلـكلِّ جــرحٍ لــم يـجُـفْ تـزفـاري
أوَ هـل أتـاكَ حـديثُ بـضعتكَ التي
مــا بـيـن بــابٍ تـحـتمي وجــدارِ!
هجموا عليها الدارَ رضّوا صدرَها
والــصـدرُ ذاكَ خــزانـةُ الأســرارِ
كـانت بـكفّ الـصَوْنِ تسترُ شعرَها
وتــصــدُّ بــالأخـرى أذى الـفُـجّـارِ
حـتى تـوغّلَ فـي الـحشا مـسمارُها
فـتـفـطّرتْ مـــن حِـــدّةِ الـمـسـمارِ
أوَ هل سمعتَ صدى تكسُّرِ ضلعِها
ونـداءَهـا (أنــا بـضـعةُ الـمـختارِ)
أبــتـاهُ بـنـتُـكَ كـيـفَ يُـلـطمُ خـدُّهـا
وتُــرى وراءَ الـبابِ دونَ خـمارِ؟!
أم كـيـفَ (مُـحـسنُها) يـخرُّ مـعفّراً
والــدمُّ مـنـهُ بـبـابِ حـيـدرَ جـاري
وتــظـلُّ تــمـزجُ نـحـبَـها وأنـيـنَـها
فـــي الـلـيـلِ بـالـتـسبيحِ والأذكــارِ
خــجَـلاً تـغـطّـي عـيـنَـها وجـبـينَها
كـــي لا تُــذيـبَ مـشـاعرَ الـكـرارِ
وبـسـاعةِ الـتـغسيلِ يُـكشفُ أمـرُها
والـضـلـعُ يـوجِـزُ أفـجـعَ الأخـبـارِ
حــتـى رأى أثـــرَ الـسـياطِ بـمـتْنِها
ودمــوعـهُ فـــي الــخـدِّ كـالـمدرارِ
كـانـت تُـوصّـي يــا عـلـيُّ إذا دنــا
أجَـلي فـأخفِ عـن الـعيونِ مزاري
وقــضَـتْ وديــعـةُ أحـمـدٍ مـألـومةً
مــظـلـومـةً مــجـهـولـةَ الــمــقـدارِ