كل ما تريد أن تعرفه عن الشهيد الصدر
قبل 39 سنة، قد خَسِرَ العالم الإسلامي قيادةً فذة حکيمة: الشهيد الصدر الذي کان داعماً للمستضعفين في بقاع العالم كلها وكان مبتغاه تشريع سيادة الإسلام وإفشال المشروع العالمي الصهيو-أمريكي وامتداداته المجرمة المتمثلة آنذاك في حزب البعث الخبيث الذي قتله هو وأخته بنت الهدى.
وکان آية الله العظمى الإمام السيد محمد باقر الصدر من كبار العلماء والمجددين في الفكر الاسلامي، ومن القلائل الذين آمنوا بالحركة السياسية للعلماء ودورهم على مستوى الامة، وكانت علاقته بالإمام الخميني(ره) عليه وبالثورة الاسلامية علاقة راسخة.
ولد الشهيد في مدينة الكاظمية المقدسة سنة 1353 ه، وتلمذ عند شخصيتين بارزتين:آية الله محمد رضا آل ياسين وآية الله أبوالقاسم الخوئي وبدأ في إلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمسا وعشرين عاماً واستطاع أن يربي طلاباً امتازوا عن الآخرين من حيث العلم والأخلاق والثقافة العامة منهم مثلا آية الله السيد كاظم الحائري وآية الله الهاشمي الشاهرودي وآيةالله السيد محمد باقر الحكيم وقدم للمکتبة العربية والاسلامية أکثر من عشرين مؤلفا.
أمضى عشرة اشهر في الإقامة الجبرية، ثم تم اعتقاله في 19 / جمادى الأولى / 1400 ه الموافق 5 / 4 / 1980 م وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير اعدموه بنحو فجيع مع أخته بنت الهدى بتهمة التخابر مع ايران وتم دفنهما في مقبرة وادي السلام، المجاورة لمرقد الإمام علي (ع).
تعلق الشهيد الصدر بالإمام الخميني لأنه كان يتوسم به إنقاذ الامة وتحريرها وسيادة الاسلام، ولهذا قدم دعمه المستمر للامام الخميني منذ 1342ش وأعلن دعمه التام للامام والشعب الايراني المسلم وأشاد بشهداء الثورة وأصدر فتواه التاريخية عن شهداء الثورة الاسلامية واعتبر الذين يقتلون في ايران في سبيل الدفاع عن الاسلام والمسلمين شهداءَ .
وعلی اثر انتصار الثورة في ايران قاوم ضد کل الضغوطات واعلن أمام حزب البعث العراقي اتباعه للامام الخميني. وکان يری في نهضة الامام الخميني منجاة للأمة المسلمة ويعتبر خطّه اقرب خطوط العالم اليه وشخصه أحب أشخاص العالم لديه. کما اعتبر أداء الامام الخميني في طرحه لشعار الجمهورية الاسلامية استمراراً لدعوة الانبياء وامتداداً لدور محمد وعلى (ع) في اقامة حكم الله على الارض.
وکانت مشاعر المودة والمحبة بينه وبين الامام الراحل متبادلة، وکان الامام الخميني يعتبره "الدماغ المفکر للاسلام وبخاصة في القرن الرابع عشر الهجري".
وعندما استشهد علی أيدي جلاوزة النظام البعثي العراقي أصدر الامام الخميني بيانا أدان فيه هذه الجريمة المفجعة ودعا الجيش والشعب العراقيين الی الاطاحة بنظام البعث.
يقول عنه الإمام الخميني(ره): كان السيد محمد باقر الصدر مفكرا إسلاميا فذاً، و كان من المتوقع أن ينتفع الإسلام من وجوده بقدر أكبر، وأنا آمل أن يقرأ المسلمون ويدرسوا كتب هذا الرجل العظيم.
کما يقول عنه قائد الثورة آية الله خامنئي: إنّ الشهيد الصدر كان يعدّ من الشخصيات الفريدة في التاريخ الإسلامي ، وكان يعتبر ثروة فريدة بالنسبة إلى العالم الإسلامي ، والذي أراق دم الصدر ليس واحداً وإنما هم أعداء الإسلام جميعاً.
وهو القائل أيضا: ان المرحوم الشهيد الصدر كان من النوابغ وانّ العمل الذي استطاع القيام به لا يقدر العديد من الفقهاء والعلماء ومفكّري الحوزات على القيام به. فقد كانت لديه نظرة واسعة جدّاً وشاملة، كان مدركاً لاحتياجات العالم الإسلامي، لديه القدرة على الردّ السريع والكافي للاحتياجات. لقد كان سماحته نابغة بكل ما للكلمة من معنى، وبمجرّد انتصار الثورة وقدوم الإمام [الخميني] إلى إيران، قال سماحته مقولته الشهيرة مخاطباً تلامذته أن: "ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام".
وقال عنه آية الله الخوئي: إنّ النجف الأشرف تفتخر بالسيّد محمد باقر الصدر .إنّ الله تعالى أعطى هذا السيّد ما لم يعطه أحداً من طلابي.
وقال عنه الشيخ محمد جواد مغنية: ان السيد محمد باقر الصدر اعلم العلماء على الإطلاق وبلا منازع .
وکان الشهيد الصدر عالما بما ينتظره من شهادة في سبيل الله، ولا عجب، فقد کان يعتقد بالاسلام السياسي وينهج نهج مولاه الحسين(ع) في عدم الاعتراف بالظالمين والکفرة. فهو القائل: إنّ دمّي هو الّذي سيترجمني، فأنا لا أريد إلّا خدمة الإسلام، وهو اليوم بحاجة إلى دمي أكثر من حاجته إلى ترجمتي.
وأيضا: إنّي أودّ أن أؤكّد لك يا شعب آبائي وأجدادي أنّي معك وفي أعماقك، ولن أتخلّى عنك في محنتك وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل اللّه من أجلك.
وله أيضا: كنت قد هيّأت نفسي للإستشهاد، فلا أبالي أ وقع الموت عليّ أم وقعت على الموت. إنّ العراق بحاجة إلى دم كدمي.
وأيضا: أرى أن أجبر السلطة على قتلي، عسى أن يحرّك ذلك الجماهير للإطاحة بالنظام، وإقامة حكم القرآن في العراق.
وأيضا: إذا كان الشعب العراقيّ المسلم يحتاج إلى سفك دمي حتّى يتحرّك فإنّني على استعداد لذلك.
المصدر: العالم